اخبار الساعة - طلعت سقيرق
منذ النكبة التي وقعت في 15/5/1948 ونحن مقيمون على العهد، لم يتحمل شعب كما تحملنا، لم يذق شعب ما ذقناه ، لم يمرّ شعبٌ بما مررنا به، لم يعرف شعب في العالم كله ما عرفناه من الغربة والتشرّد والإقامة المؤقتة في بلاد وبلاد ثم بلاد.. كل ذلك كان وما زال قائما مستمرا، ومعه وفيه بل خلاله ، سطوع إصرارنا على أننا لا يمكن أن نلين ، ولا يمكن أن نسقط مفردة واحدة من مفردات الذاكرة الفلسطينية المؤمنة أنّ فلسطين لن تكون في يوم من الأيام إلا للفلسطينيين ، وأنّ دولة أو كيان الاغتصاب شيء محكوم عليه بالزوال ، احتفلوا بذلك أم لم يحتفلوا ، أقاموا الأفراح أم لم يقيموها ، فهم مع كل يوم جديد يقتربون من رحيلهم وزوالهم واندثارهم وغيابهم عن أرض سرقوها ، بينما نقترب ونمضي ونضع القدم بثقة على درب العودة .. والرهان لا يحتاج إلى براهين ، كوننا أصحاب الحق والأرض والبيوت والشوارع والوطن الفلسطينيّ .. كل هذا يعطينا الشرعية المطلقة بأن نشعل شموعنا احتفاء بيوم عودتنا ، وإصرارا على أننا شعب لا يعرف ولا يمكن أن يعرف غير اليقين بأنّ فلسطين لنا وستبقى لنا مهما طال الزمن ..
قد يجد البعض أنّ السياسة تلعب لعبتها في القبول بشيء من حقنا على حساب ضياع أشياء ..!!.. وقد يجدون أنّ السياسيين ماضون مسرعون في ركوب مراكب المفاوضات على هذا الجزء أو ذاك من وطننا الحبيب فلسطين.. لكننا نقول بكلّ ثقة ، وبتأكيد كبير وإصرار لا ينطوي ، إنّ للساسة ما يقومون به ، وللشعب ما يؤمن به .. فإذا كانوا يظنون أننا سنقبل بأن نتخلى عن شبر واحد من فلسطين ، فهم واهمون ذاهبون فيما يشبه الحلم أو التخيل،إذ كيف نرضى كشعب فلسطيني قدم ما قدم ، وذاق ما ذاق ، وتحمل ما تحمل ، أن نتخلى عن شبر من فلسطين ، أو عن حبة تراب واحدة؟؟.. هذا شيء لا يمكن أن يكون في مفهوم الشعوب الحية المناضلة ثرة العطاء .. والشعب الفلسطينيّ شعب حي ، شعب معطاء ، له مطلب واحد لا يتغير ولن يتغير ، وهو العودة إلى فلسطين ، كامل فلسطين .. والعودة تعني زوال كيان غريب مصطنع ، هذا ما نؤمن به ، ولن نرضى أو نؤمن بغيره ..