أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

مجزرة العرضي .. من ورّط من... صالح أم القاعدة؟!!

- أخبار الساعة : حسين الصوفي

الانقلاب بدأ بنفسه وانقلب على الإنسانية وسعى إلى صنع منعطف يدخل البلد في فوضى لا حدود لها ، لقد كان الهدف كما يبدو في مقطع الفيديو الذي بثه التلفزيون اليمني الخميس الماضي يظهر الجناة المجرمين وهم يرتكبون أبشع الجرائم لكن الملفت هو ذلك المتوحش الفاقد للإنسانية والضمير والأخلاق والمتعري عن كل قيم الآدمية الذي اتجه صوب مجموعة من المرضى والأطباء في إحدى زوايا المستشفى وحين وجدهم يستغيثون به أخرج قنبلته ليلقي بها بينهم فتنفجر ثم تحولهم إلى جثامين تستنزف دمائهم وتودي بهم إلى الهلاك الأخير بعد أن كانوا يبحثون عن النجاة

يتحدث الفيديو عن ان وراء هذه الجريمة نفسها بحثٌ حثيث كان المجرمون يريدون الحصول على رأسه ، وكأنه ظن أن الشخص المطلوب يختبئ بين أولئك النفر الذين تحولوا إلى أشلاء بعد إلقاء قنبلته ليقضي عليهم وعلى حياة هدفه المحدد , يبدو أنهم جميعاً وانه وحده كان يبحث عن رأس الرئيس هادي!!

 

انفجار المعلومات

 

 

أثناء الحادثة الإجرامية كانت مطابخ مرافقة مجهولة تعمل بوتيرة عالية في ضخ معلومات متضاربة عن الحدث والحادث والمكان والمنفذ ، لقد كان المطبخ يعمل على إغراق ساحة التناولات الاعلامية والمجتمعية بهدف التضليل عملاً بقانون الخديعة "من يسبق يربك" وهو ما حدث بالفعل ، فكانت الأنباء تتردد بشكل متضارب عن أن الانفجار كان في باب اليمن ثم ما لبثت المعلومات بالحديث على أنها اشتباكات ومحاولة لاقتحام وزارة الدفاع ، لقد كانت تلك التسريبات الموجهة تعمل على صرف النظر عن مسرح الجريمة الحقيقي في لحظات التنفيذ على الأقل ما بين التاسعة والحادية عشر صبيحة الهجوم ،مما يضع علامات استفهام : لمصلحة من كان يصنع "التتويه"؟ وهل كانت صمن المخطط؟!

 

في ذات المهمة (مهمة التضليل) كانت تنفجر أيضاً صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء جهات وشخصيات وقيادات أمنية ووزارات أبرزها كانت صفحة أنشئت باسم وزير الدفاع وأخرى باسم رئيس هيئة الأركان العامة والتي تنبهت لها صحيفة 26سبتمبر حيث سارعت ببث خبر بعد ساعات من إطلاق الصفحة بنفي رسمي من مصدر في الدفاع ، فيما كانت الصفحات ذاتها تتوالى باسم وزير الداخلية وتشكيلاتها المتعددة وتضخ أخبار ومعلومات وبيانات تنتقم من شخصيات محسوبة على فترة الثورة ، مما يكشف أن غرفة عمليات محترفة كانت تدير المعركة باقتدار في مسرح افتراضي هو الوجه الظاهر للمتابع والمهتم والرأي العام أيضاً.

 

"صالح" .. صديق القاعدة!!

 

 

الحديث شائك ومعقد في قضية القاعدة ، وهكذا أرادت لها الجهات التي تقف خلفها أو تدير بعض أطرافها بشكل أدق ، وأن تلقي بالتهمة جزافاً دون أدلة سلوك فج وغير لائق ، لكن هنا حديثٌ متلفز بثته قنوات دولية ، القيادي في تنظيم القاعدة نبيل نعيم عبد الفتاح ذو اللحية الداكنة يظهر في مقابلات صحفية مرئية ومسموعة حول مسيرته "الجهادية" ولا يتردد في أغلب أحاديثه في ربط التنظيمات المسلحة والتي تنتهج العنف بأجهزة استخبارات دولية أولها الموساد و cia  ويتحدث بشكل صريح وكامل في مقابلة له مع الإعلامي اللبناني طوني خليفة في برنامج "أجرأ الكلام" الذي بثته قناة "القاهرة والناس" والمحسوبة على أحد رجال الأعمال المقربين من نظام مبارك في حلقة سجلها معه منتصف شهر نوفمبر من العام الماضي تحدث فيها عن علاقة تنظيم القاعدة بعلي عبد الله صالح ، قال بالنص "كان لنا تصور أن احنا بعدما نخلص افغانستان حندخل على اليمن الجنوبي كانت ساعتها محتلة من الشيوعية علي سالم البيض وحنحتلها بعشرين ألف جندي وبعثنا لعلي عبد الله صالح عن طريق أسامة بن لادن ووافق وفتح لنا معسكرات.." هكذا تحدث أحد أبرز مؤسسي تنظيم القاعدة في العالم زميل أسامة بن لادن وعبد الله عزام ، وفي الفيديو ذاته في نفس البرنامج تحدث عن أن أغلب المنتمين إلى التنظيمات الجهادية أو ما تسمى بالقاعدة مجموعات من "المرضى النفسيين" والموتورين وأصحاب العقول الضيقة مما يجعلهم فريسة سهلة للمخابرات الدولية "ولدي يقين أن من يحرك القاعدة في سيناء هو الموساد" هكذا يقول أيضاً ..

 

في مقطع فيديو آخر لقيادي قرين لهذا الأول - وهم بالمناسبة الآن يدعون إلى المراجعة الفكرية ويعملون على تنقيح فكر الجهاد – حسب قولهم ، يظهر السيد إمام شريف المشهور بالشيخ فضل بين أنصار تنظيم القاعدة حسب قناة العربية التي بثت لقاءاً له في أحد برامجها العام الماضي وتحدث فيها بكل وضوح بل وبتفاصيل دقيقة عن قيادات رفيعة في نظام صالح لا بل عن صالح نفسه وهو الذي كان معتقلاً في جهاز الأمن السياسي لسنوات ، يؤكد في حديثه أن القاعدة لعبة دولية تحركها مخابرات الدول "هناك توظيف كبير من الدول وأجهزة المخابرات للحركات الجهادية والمسلحة ، لا تتصور كيف كانت الحكومة اليمنية ترعى القاعدة " هكذا بالنص وبالحرف وبالمعنى والدلالات ثم يضيف ".... الرئيس علي عبد الله صالح بنفسه كان يلقن شباب القاعدة بنفسه الأقوال المزورة اللي يجب أن يقولوها للمحققين السعوديين والأمريكيين اللي كانوا بيجوا في سجن الأمن السياسي في صنعاء ، كان المحققين السعودييين والأمريكان يحققوا ويحصلوا على كلام كذب مين اللي كان يلقنهم كلام كذب .. علي عبد الله صالح بنفسه"

 

القيادي الكبير في القاعدة سيد إمام القيادي والمنظر الكبير في تنظيم القاعدة صاحب كتاب "العمدة في إعداد العدة " المرجع الأشهر لكوادر تنظيم القاعدة منذ الجيل المؤسس في أفغانستان وأيضا صاحب كتابي "الجامع ، والهادي" اللذان يعتبران منهجاً نظرياً فكرياً لأغلب الحركات "الجهادية" ثم كان صاحب كتاب المراجعات التي ألف فيه وثيقة تحت عنوان "ترشيد العمل الجهادي"تم القبض عليه في اليمن بعد أحداث 2011م وقضى في سجون الأمن السياسي سنوات.

 

هو حديثٌ قيل على الهواء شاهده الآلاف وشهد عليه الرجل بعظمة لسانه وهو الخبير والعارف بدهاليز القاعدة واوكارها ومصانعها وتجارها وموظَفيها وموظِفيها أيضاً.

 

وفي مسيرة طارق الفضلي أدلة واضحة على علاقة الوطيدة والطويلة والغامضة بالمخلوع "صالح" وعلاقة "صالح" بالقاعدة أدلة تقترب من اليقين.

 

قاعدة جديدة .. باب العودة!!

 

 

لم يعد أي شيء اليوم بإمكانه الاختباء ، لقد ساهمت ثورة المعلومات والتكنولوجيا على فتح شفرات الألغاز الكثيرة والخطيرة، علاقة القاعدة بالرؤساء وأجهزة المخابرات باتت في متناول اليد بعد أن كانت محاضر سرية أو قضايا نوعية خاصة يمسك خيوطها أطراف رفيعة المستوى في أجهزة مخابرات مدربة ، بل ما حدث أن ثورات الربيع العربي ساهمت في زلزال الأنظمة القطرية والدولية أيضاً وساهمت من تفكيك بعض العقد التي كانت تستخدم للعبث بمصائر الأمم والشعوب ، لقد أسقطت الأحداث المسارعة أقنعة القاعدة وفضحت علاقاتها بالأنظمة والمخابرات الدولية ذاتها ..

 

صالح كان على علاقة وثيقة بالقاعدة حسب شهادات قياداتها في المقاطع الآنفة الذكر –على اليوتيوب للقيادي سيد إمام ونبيل نعيم عبد الفتاح – فهل كان يريد العودة للحكم عن طريق القاعدة!!

 

القاعدة "تغــرد"

 

 

كانت وكالة خبر التابعة للمخلوع تبث بياناً منسوباً لتنظيم القاعدة عبر حساب تويتر تم انشاءه حديثاً باسم "صدى الملاحم" والذي لم يتجاوز متابعيها المئات ، وتم صياغته بشكل مستعجل –حسب مفردات البيان نفسه- لكن ما لبث أن تم تعطيل الصفحة نفسها التي نشرت البيان ، وأنكرت القاعدة أنه لها ، فمن صنع البيان , ومن نفاه ومن وظفه؟!

 

رئيس مركز أبعاد عبد السلام محمد صرّح عن معلومات من مصادر أمريكية أكدت له تورط نظام صالح في علاقة مشبوهة مع القاعدة ذكرتها "تقارير المخابرات الأمريكية " حيث أشارت إلى ان جماعة جهادية يشرف على تمويلها وتدريبها طارق محمد صالح كانت موجودة داخل القصر الرئاسي وهي من قامت بالعملية فيما بات يعرف بـ (حادثة النهدين) حسب رئيس مركز أبعاد.

 

وأضاف عبد السلام محمد "من خلال ذلك نستنتج أن مثل هذه العمليات العنيفة خاصة هجوم العرضي قد يقوم به افراد ذو توجهات فكرية وايدلوجية جهادية، لكن من يخطط ، ويقدم الدعم اللوجستي، ويقوم بالتسهيلات هم هم من فتحوا القصر الرئاسي للتدريب ، وهم من فتحوا لهم معسكرات بين سنحان وصنعاء وبين شبوة والبيضاء ، وبين عدن وصنعاء، وهم هم من سلموهم معسكرات في أبين بدون قطرة دم في 2011م.

 

هجوم العرضي وهجوم السبعين والهجوم على معسكرات في أبين وحضرموت يتم بطريقة عسكرية واحدة.. عمليات القتل البشعة التي تتم فيها لا تقوم بها إلا جماعة تدربت في معسكرات للقوات الخاصة وتربت على أكل الضفادع وتهشيم الجماجم، يربونهم على ايدلوجيا غير ايدلوجيا أسامة بن لادن الذي لا يعرفون عنه شيء.. معظمهم يأخذونهم من عصابات الحواري والكثير منهم ايتام أو من عائلات مفككة ."

 

ووصف الظاهرة الجديدة المهجنة بأنها قاعدة جديدة "التي بدأت عملياتها على الأرض تظهر اكثر هي أخطر من القاعدة الحقيقية لأنها تحمل جينات من كل جماعات العنف، فهي تأخذ الغدر والقتل ببشاعة من الجماعات الشيعية الطائفية، وتأخذ التنظيم من قوات النخبة، وتأخذ الفكر من تنظيم القاعدة، وليس لها هدف استراتيجي ولا تهمها الوسيلة التي تستخدمها أو وسيلة تمويلها، وهي شركة مقاولات عامة تنفذ القتل لصالح من يمولها أو يتحكم في المال القادم إليها"

 

نشاط مختلف .. صوت وصورة!!

 

كانت الصعقة التي خلفتها المقاطع المنسوخة من كاميرات المراقبة المزروعة في مستشفى العرضي وبثها التلفزيون اليمني الرسمي لهيب يحرق أفئدة اليمنيين وكل من شاهد تلك الوحشية التي كان القتلة يعبثون بأرواح الأبرياء في ملجأ المرضى الهاربون من الموت بحثاً عن الخلاص من الأمراض التي تقودهم إليه ، لكنهم كانوا يبحثون عن صيد ثمين ، فكانت النار المستعرة التي خلفها بث الفيديو تلتهب وتحرق صورة الأجهزة المسلحة والتي أحد أذرعتها القاعدة ،مما فتح باب انتاج الفيديوهات ومقاطع اليوتيوب بشكل مكثف خلال الأسبوع الماضي الذي تلا مجزرة العرضي الوحشية ، والغريب في هذه المقاطع المنسوبه للقاعدة والتي تحمل شعارها أنها متناقضة فهي تنفي عن نفسها المشاركة في هذه الهجمة وفي ذات الوقت تشكك في صحة الفيديوهات، وتحاول تشتيت الانتباه والتقليل من أهمية مثل تلك المقاطع ، لا بل بدأت تضخ الكثير من المقاطع التي تعدد فيه انتصاراتها –حسب الفيديوهات المنسوبة للقاعدة- ما يفتح سؤالاً عن هدف هذه الحملة المرافقة والملحقة بجريمة حرب المعلومات والبيانات والصور ، فهل تسعى القاعدة إلى تبرئة حليفها من ورطة ألمّت به ؟ أم أنها تخرج من ذات المطبخ الذي أنتج وصنع وخطط لإنقلاب العرضي الفاشل؟!!

 

المصدر : الصحوة نت

Total time: 0.0738