اخبار الساعة - اخبار اليوم
شهدت مدينة المكلا ـ عاصمة محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن عصر أمس الأحد في اليوم الثالث للهبة الشعبية التي دعا إليها حلف قبائل حضرموت ـ شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش ومسلحين من الحراك الجنوبي حاولوا اقتحام مبنى معسكر الثورة بديس المكلا.
وأشارت المصادر إلى إصابة عقيد بالجيش مساء أمس بطلق ناري أثناء الاشتباكات المسلحة التي وقعت أثناء محاولة مسلحين مجهولين حاولوا اقتحام معسكر، موضحة بأن العقيد/ مسعد جياش أصيب بطلق ناري في الصدر وقد نقل إلى مستشفى ابن سيناء للعلاج وقد وصفت حالته بالحرجة.
ووفقاً لمصادر محلية فإن مسلحي الحراك واصلوا أمس مهاجمتهم إدارة أمن محافظة حضرموت ومعسكر الجيش بشعب البادية (محمية البادية) حتى ساعة متأخرة من المساء.
وأفادت مصادر بأن متظاهرين بمدينة سيئون قاموا ـ صباح أمس ـ برفع علم دولة الجنوب على مبنى إذاعة سيئون..
ولفتت المصادر إلى إصابة الشابين عمر صالح با كرامة و حسن بكران بطلق ناري خلال تصدي القبائل التي تحمي الإذاعة من أول أيام الهبّة الشعبية؛ حيث نقلا الجريحين إلى مستشفى سيئون العامة.
وتحدثت مصادر عسكرية لـ"أخبار اليوم" مشيرة إلى اتفاق على تهدئة الأوضاع في سيئون وخاصة في عدد من المواقع العسكرية منها "سروـ والرويضة" وذلك بعد أن تواصلت قيادة المنطقة مع قيادة الهبّة وخرجوا بالاتفاق على اجتماع يجمع قيادة السلطة المحلية والتنفيذية بقيادة الهبّة الشعبية لمناقشة تطورات الأوضاع.
وفي ذات المنوال كشف أحد ضباط الأمن بمحافظة حضرموت عن أن عناصر تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي شاركت في الهجوم الذي استهدف مبني قيادة أمن المحافظة ومبنى المحكمة الجزائية.. وفقاً لموقع المؤتمر نت.
وأكدت مصادر أمنية بمحافظة حضرموت أن قوات الجيش والأمن تمكنت من استعادة السيطرة على مبنى وإدارة أمن مديرية المكلا مساء الأحد، فيما تصدت قوات الأمن لهجوم مباغت لمسلحين على مبنى إذاعة المكلا.
ونقل المصدر أن قوات الأمن صدت هجومين آخرين لعناصر مسلحة على مبنى أمن المحافظة ومبنى المحكمة الجزائية المختصة بالمكلا..
وفي الغضون أصدر العميد/ فهمي حاج محروس الصيعري ـ مدير عام أمن ساحل حضرموت ـ قرارات بإجراء تغييرات في بعض قيادات الأمن بمديريات ساحل حضرموت حيث قضت: - بتعيين العقيد/ علي أحمد المحوري ـ مديراً عاما لإدارة البحث الجنائي بساحل حضرموت، والعقيد/ سمير يحيى الشرفي, مديرا لأمن مديرية غيل باوزير، والعقيد/ غيثان البحسني, مديراً لأمن مديرية غيل بن يمين، والعقيد/ صلاح سعد النوم, مديراً لمركز شرطة باعبود، و العقيد/ مرشد السقطري مديراً لإدارة البحث الجنائي بمديرية المكلا.
وجاءت هذه القرارات في محاولة لوضع حد للانفلات الأمني الذي شهدته المحافظة خلال الأيام الأخيرة وتهاون بعض القيادات الأمنية في أداء واجبها في مواجهة مثيري الشغب وأعمال التخريب.
من جانبه أكد رئيس اللجنة الإعلامية لـ”الهبة الحضرمية” سعود سعد الشنيني أن المشاركين في الأحداث التي شهدتها محافظة حضرموت جنوب اليمن “لم يقتحموا مراكز شرطة أو يسقطوها أو يسيطروا عليها”.
وقال الشنيني لـصحيفة (السياسة) الكويتية في عددها الصادر الأحد إن “هناك مواقع أمنية في مدينة سيئون ومركز شرطة مديرية المكلا سلمت لهم”، نافيا أن يكون هدفهم من الهبة السيطرة على حضرموت أو حكهما أو انفصالها عن اليمن.
وأضاف: “من حقنا أن نسيطر على أرضنا ونفطنا بسبب الجرائم التي ترتكب ضدنا والنهب والاستبداد”, موضحا “نريد الوصول إلى هذا في إطار دولة وليس في إطار انفلات أمني ولا دولة ومن حقنا أن نحكم أمننا ونحافظ على أمن البلد كاملا، لأن الجرائم ترتكب كل يوم بحق أبناء حضرموت، وعندما ثار الناس، فسر ذلك بأنه انفصال مع أنها قضايا كبيرة نحن لازلنا في إطار دولة واحدة ولكن السلطة غير موجودة في حضرموت”.
وبشأن دور الرئيس الأسبق/ علي سالم البيض وعناصره من “الحراك الجنوبي” في الهبة، قال الشنيني إن “أصحاب الحراك أقحموا أنفسهم في الهبة الشعبية ونحن نرفض ذلك جملة وتفصيلا، لأن الهبة باسم تحالف قبائل حضرموت وأولئك يريدون السيطرة على الأمور وجرها إلى طرق أخرى نحن نرفضها وسنصدر بيانا بذلك”.
وعن إمكانية استغلال تنظيم “القاعدة” للموقف الراهن للسيطرة على حضرموت، قال الشنيني: “نحن متماسكون وقد شكلنا لجانا داخل كل المدن والأحياء والحارات ولن نترك فرصة للآخرين باختراق صفوفنا إلا إذا كانت هناك قوى كبيرة تدعمهم فسيؤدي ذلك إلى صدام.. والصدام قد يؤدي بالبلد إلى مهاوِ سحيقة”.
وشدد على أن الهبة الحضرمية ستتوقف عندما تلبي الدولة جميع مطالبهم، وعلى رأسها “تسليم قتلة الشيخ/ سعد العليي، ورفع النقاط الأمنية التي تسمح بمرور المجرمين إلى حضرموت، وإخراج معسكرات الجيش من المدن، وتمكين أبناء المحافظة من نفطهم لأن أبناء الشمال يأتون ويكون لهم الوظائف وأبناء حضرموت يموتون جوعا, إضافة إلى رفع التلوث البيئي”.
من جهته علق القيادي في الحراك الجنوبي العميد/ علي السعدي على الأحداث التي تخللت ما يسمى بالهبة الشعبية بتعريفه لها بأنها "هبة قبلية انطلقت من أجل الثأر ومطالب حقوقية"، لافتا إلى أنه سبق وأن حذّر من دس أنف الحراك فيها.