دم الصقر الصورباهري محسن البكيرات يروي الغوطة الشرقية ويرسم خارطة العالم

عباس عواد موسى

أورد المختار محمد أحمد البكيرات مختار أهالي جبل الأمير فيصل وعشيرة البكيرات الصورباهرية المقدسية في كتابه ألسر الباهر في صورباهر أن القادة الصهاينة كرروا قولهم بأن اجتياح بلدة العُمَرَين عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص صعب بل ومستحيل . لأن فيها شباناً متمسكين بعقيدتهم , أي أنهم تواقون للشهادة . وشرّفني المختار التربوي ( مدير مدرسة جريبا المجمعة ) بأنه جعلني ممن ساهموا في إخراج الكتاب التوثيقي . وهو من المراجع التي سلّطت الضوء على جبروت التيار الديني وقوته التي يرهبها العدو ولا يخشى إلّاها . فعمد على نفخ التيارات الأخرى إعلامياً لأن وجودها يخدمه وعملائه يقودون صفوفها ويوجهون بوصلتها .

ألمختار البكيرات الصورباهري هو أحد أبرز وجهاء مدينة الرصيفة ( مدينة الشهداء ) فقد كان أحد أعضاء مجلسها البلدي ونائباً لرئيس نادي الرواد الثقافي وعضواً مؤسساً لجمعية جبل الأمير فيصل وأحد أعضاء هيئتها الإدارية السابقين وكذلك جمعية البيئة الأردنية فرع الرصيفة . وحالياً هو نائب رئيس نادي شباب مخيم حطين ورئيس الجمعية الأردنية لحق العودة فيه . كما وكان أحد أعضاء الهيئة الإدارية لجمعية أصدقاء القدس في العاصمة عمان ومؤسساً وعضو إدارة في جمعية صورباهر . 

أليوم هو والد الشهيد البطل محسن الذي أربك إسمه نظام الطاغية بشار مبكراً . فقد أورد تلفازه إسمه على أنه أكبر المحرضين للإنضمام إلى الثورة . وما ضرّه ذلك . ولم يأبه لمقولات النظام الكاذب المخادع المتصهين . فزاد من إرساله لآخرين حتى غادر بنفسه ولحقه آخرون .

ألشهيد محسن ( أبوتراب المقدسي ) في منتصف العشرينيات من عمره . لكنه , مسلسل متكامل . عنيد في حب الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه , ومحب للمجاهدين في سبيله .

والله , ما رأيته إلا مبتسماً ورأيت صورته شهيداً مبتسما . وتعهد لي بسحق حلف الناتو وزعيمته أمريكا . فما رأى إلا في الجهاد قوة عظمى لأن فيه شرط النصر الإلهي , وكما سحق المجاهدون حلف وارسو فسيسحقون الناتو .

محسن محمد أحمد البكيرات الصورباهري المقدسي , أقضّ مضاجع الطاغية حياً وها هو يذبحه شهيدا . فدمه الذي انتظر جريه في الغوطة قد رسم خارطة العالم القادمة والقدس محررة .

إحتسبي أحد أبنائك لله . جملة قالها لأمه وأردف : والأفضل لك أن تلحقي بي تعدّين الطعام للمجاهدين وتعملين على خدمتهم . 

رحماك يا ألله .. رحماك يا رب العزة . وقد أبلغني ضيفك الذي أحبك أكثر من والديه أن الإستشهاد طال وكلما استشهد آخر تمنى الشهادة أكثر وأكثر . وما بين رضاك ربي جل شأنك , واحترامي لوالديه وعشيرته وأهالي صورباهر الكرام ظللت على خطٍّ متوهّج حتى تأكد الخبر بعد عام على رحلته الجهادية في الشآم .

محسن .. يا شهيدنا المغوار . ما انفك لسان أبيك عن الدعوات لك . هو راضٍ لك وعليك . وأمك كذلك . والجميع من هنا .. يحمدون الله الذي جازاك خيراً فكنت ممن اختارهم شهداء .

محسن .. يا لائمي , على الذي بيني وبينك .. سامحني , بالله عليك .. أرجوك . وصفحاتك الفيسبوكية أغلقتها الإدارة قبل رحيلك وما عادت مفتوحة .. كلها مغلقة . وما بمقدوري الكتابة لشهيدٍ حيّ .. وأنا الحيّ الميّت إلا ممن أكتب عنهم أمثالك الصابرين المرابطين الصامدين الواثقين بنصر الله .

أللهم تقبّل من جعل في ذكرى استشهاد الشيخ أسامة بن لادن خطبته , وجمع في يوم زفافه أطياف التيار الإسلامي كافة ليريهم طريق الوحدة , وغادر لنيل الشهادة عريساً بعد شهور على زفافه .. شهيدا.

أللهم تقبله عبداً أحبك . فما استشار والديه ولا أنا في رحلته إليك .

 

 

 

 

المصدر : عباس عواد موسى