يقول البعض إن الإنسان المتعلم هو الذى حصل على المؤهل الجامعى، حتى لو خاصم الكتب وأغلقها بعد التخرج ولم تعد له رغبة فى الاستزادة من العلم، ويقول البعض المذكور إن صاحب المؤهل الأقل لايجوز إطلاق كلمة المتعلم عليه، ولو قرأ آلاف الكتب فى جميع الفروع العلمية والأدبية، وهذا طبعا لا يجوز.

 

ففى هذا المقام نجد عمالقة وأفذاذا لم يحصلوا على مؤهلات متوسطة، ولكنهم فرضوا أسماءهم على مر التاريخ، مثل الأديب الروسى تولستوى، الذى فشل فى دراسته الجامعية، أما الكاتب الساخر برنارد شو، فقد فشل فى كافة المدارس، ورائد أدب الأطفال كريستلن اندريسون الذى قال لصديقه الموسيقى: إن معظم الذين سيسيرون فى جنازتى هم من الأطفال، فاجعل النغم يترافق مع الخطوات الصغيرة، كان بلا مؤهل أيضا. 

 

والفريد نوبل الذى اقترنت جائزة نوبل باسمه لم يحصل على أية مؤهلات، وكم يتهافت رجال العلم والأدب والسياسة على تحقيق الفوز بجائزة نوبل، والرسام الإيطالى الشهير ليوناردو دافنشى، صاحب أشهر لوحة فى التاريخ "لموناليزا"، نجده بلا مؤهلات ومعظم الموسيقيين العمالقة (موزارت –شوبان – تشايكوفسكى 000 الخ) لم يحصلوا حتى على مؤهل متوسط ليحققوا هذا النجاح الباهر، وفى عالمنا العربى نجد عمالقة كبار أمثال(عباس محمود العقاد )، وهو الحاصل على الشهادة الابتدائية، ومع ذلك تضاءل بجواره الآخرون من المتعلمين الجامعيين، لأنه قرأ ما لا يقل عن مائة ألف كتاب فى كافة شئون المعرفة ولذلك قيل له: لماذا تركت المدرسة فقال: لا أتعلم، وبعد رحيله هنالك حصل على الدكتوراة عن هذا المفكر الفذ وغيره الكثير فمن يا ترى المتعلم؟ ومن هو المثقف؟ ومتى نضع النقاط على الحروف ونعطى كل ذى حق حقه؟