أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

رسائل لـ عبدالملك الحوثي(1) سيدي عبدالملك .. DVD حُسين ؟!

- فكري قاسم

أريد أن أخاطب عبدالملك الحوثي بصفته المعتادة كإنسان، وليس بصفته كـ ضخم . كأن أقول له مثلا : كيفك يا أخ عبدالملك ؟ السيد - في مفهوم الإسلام الذي جعل الناس سواسية كأسنان المشط- لفظة فيها نقيصة ليس لمن يناديه بها، بل لمن يُنادى له، تماما كمن يكتب جوار اسمه: المحترم / فلان الفلاني ! لا أريد أن أخاطبه وأفراد سلالته المقدسة بصفة "سيدي SEDE " ولا بصفة " DVD " .

سيدي "عبد الملك" و"ديفيدي حسين" و"هارد الشريفة" و"مولاي كيبورد" ! ومن هذا النخيط اللي يفطر القلب . وكأننا في هذا الإسلام مجرد شُقاة بالأجر اليومي.

واحد يقلك: أنا جدي رسول الله ، أيش تقول له ؟ وأنا جدي عسكري في فرن الكدم ! إحراج والله .إما يقع جدنا كلنا وقد باسمنا مسلمين، ومن يوم ما قال بلال الحبشي: الله أكبر إلى اليوم، واحنا نتطاحن "مُترسين" وراء النبي محمد "ص" والآن يقولوا لنا: مساكين ما معاكمش جد ضخم ساع حقنا؟! وكأننا كنا في مقلب من مقالب الكاميرا الخفية! المشكلة حتى السيرة النبوية لئيمة ولا تعرف شيئا عن فرن الكدم.

سيقولون من باب الدفاع عن قناعتهم المتأصلة: يعني عادي نطلق لفظة السيد أوباما ، ولا عند حفيد رسول الله مش عادي أن نقول" السيد عبدالملك !" هيا والفاضي يجلس يكارحهم للصبح.

أريد حقيقة أن أعبر عن إعجابي بالتفاف الكثيرين حول عبدالملك الحوثي، على أن المنطق وسياق الأحداث يؤكدان بأن قوة "الحوثي"التي أصبحت واضحة الآن ليست في توسع سلالته المقدسة، بل في توسع فكرته وشجاعة مظلوميته، ولكنه سيبدو صغيرا جدا إذا ما استمر يجمع الحشود المبندقة حوله ليصبح مع الوقت القريب دولة داخل الدولة.

هذا إن لم يصبح إلها كامل الدسم. وهو بذلك لن يختلف عمن سبقوه ممن تسببوا في تلغيم حياة اليمنيين كشعب متعدد المذاهب والأفكار والأجناس، بل سيصبح إضافة مهمة إلى مخزن لعنات التاريخ.

وفي حياة اليمنيين كثير من تلك الشخصيات التي غرتها وفرة العضلات حولها، ثم أصبحوا في التاريخ - بسبب غياب المشروع الحاضن للكل- مجرد غلطة . اليمنيون الذين أسلموا برسالة - على سبيل المثال- لا يعني أنهم كانوا شعبا قابلا للانقياد السهل، بل هم – بطبيعتهم - شعب طيب وما فيهمش طافة للداوية والهدار.

ولما جاء الإسلام كمشروع للحياة "تنابعوا إليه". وفي المقابل أيضا، يمكن العودة إلى نتائج حرب صيف 1994، إذ أنجرف اليمنيون كالسيل من بعدها إلى خزنة المؤتمر الشعبي العام، تماما كما انجرفوا من قبل إلى خزنة الإسلام، لكن غياب المشروع الحاضن للكل- لدى المؤتمر الشعبي العام وشريكه حزب الإصلاح- وضعهما في محل لعنات متلاحقة، وهاهم يتذوقون مرارتها حتى اللحظة.

وسيفضي الحوثي بكامل أشياعه المتكاثرين إلى نفس النتيجة، إن هو ظل بلا مشروع حاضن للكل. بالتأكيد يمتلك " الحوثي "عبدالملك " وأشياعه رصيدا متكاثرا من الحضور، لكن اليمنيين "شعب" مش همُ حوزة ليتم حشرهم في أحقاد كربلاء وموقعة الجمل.

................................................ (يتبع غدا) Fekry19@gmail.com

 


 

Total time: 0.0594