أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

نجاح الحوار في اليمن أٌنموذجا للعالم

- د. عادل معزب
أثبت اليمنيون  للعالم اجمع ان  لغة الحوار أقوي من لغة الحرب والمواجهة بين أبناء الوطن الواحد  الارادة الشعبية يمكن تحقيقها بالحوار بدلا  المزيد من نزيف الدم اليمني الغالي على الجميع ، وخلال عشرة أشهر مضت في مؤتمر الحوار  الوطني تابع المواطن اليمني بكل تفاءل مكونات الحوار  ومن كانوا بالأمس فى مواجهه مسلحة يجلسون في طاولة واحدة ويتبادلون  التحايا والابتسامات ، انتهت عندئذ نزعات الشيطان وحلت مكانها لغة التعايش والتسامح والإخاء والوطنية الشاملة ، كانوا فى بداية الامر يتمسكون بمواقف ضيقة لا تمت الى الوطنية بصلة ولكنهم مع مرور الزمن والحوار الوطني تشرب الجميع  ثقافة الحوار والمصلحة العليا للوطن وضرورة الخروج بوثيقة وطنية شاملة يشهد لها التاريخ والعالم ويعتبرها انموذجا يحتذي بها فى حل المشكلات والأزمات التي تواجه الدول على مستوى العالم ، سيكون لمؤتمر الحوار الوطني  مكانا في جامعات العالم  لعرض النموذج العربي  في وثيقة الحوار الوطني  التاريخية  كمثال للحوار والشراكة الوطنية بعيدا عن الولاءات الضيقة سواء كانت للحزب او المذهب ، فقد أكد الجميع حق التعايش المشترك في نيل الحقوق والواجبات  فى ظل سيادة حكم القانون وفق اليات الحكم الرشيد  التي من اهم اولوياته في المرحلة  بعد توقيع  وثيقة الحوار الوطني هو تحويل الكلام الى واقع ملموس ، رغم الصعوبات والمشكلات التي تقف حجر عثرة  امام احداث التغيير  والبناء للدولة اليمنية الحديثة ، فلقد مرت  عشرة أشهر كبيسة  حاول فيها دعاة الشر والفتنه وضع العراقيل امام نجاح مؤتمر الحوار الوطني  فاستخدمت كل اساليب  الشر لم تترك شئيا الا وصنعته  ظنا منها انها ستكون أقوي من أرادة شعب ارد الحرية والكرامة ، وفي يوم توقيع وثيقة الحوار الوطني نفذت تلك العصابة الشيطانية مشروع قتل الشهيد الدكتور احمد شرف الدين ومحاولة اغتيال نجل امين عام الاصلاح عمار الانسي بعبوه ناسفة ، لمحاولة خلط الاوراق والسعى لصناعة الحدث  حتى تقوم مكونات الحوار بالانسحاب ورفض التوقيع النهائي  للوثيقة وقد كان للتوقيت والزمن دليل عن وجود تخمينات توضح المستفيد من افشال التوقيع والعمل على اذكاء صراع طائفي لا يتقبلها عامة الشعب اليمني  الذين عاشوا مئات السنين وليس للنزعة الطائفية اي مكان فى قلوب اليمنيين ، واليوم وبعد نجاح مؤتمر الحوار الوطنى والتوقيع على مخرجاته بكل تفاؤل كبير لدى اليمنيون بان الجميع شركاء في بناء اليمن وان اليمن الموحد بيتا لجميع اليمنيين يحتم على الجميع  ترك المناكفات الاعلامية ووضع ميثاق شرف اعلامي  يغلب مصلحة الوطن على  المصلحة الضيقة ، وثيقة اعلامية تجعل من الاعلام اليمني انموذجا  رائعا فى النقد والبناء  بالطريقة التصحيحية بعيدا عن تنزيل اي اخبار ووقائع إلا بعد التأكد من صحة معلوماتها ، فلا نريد للكمرات السوداء مكانا فى اليمن الجديد ، فبناء اليمن الجديد مسئولية الجميع  الاصطفاف الوطني والاجتهاد فى البناء والتنمية الشاملة ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش فى مناهجنا الدراسية المدرسية وثقافتنا اليمنية فى مراكز الدراسات والثقافة والإعلام المصور والمسموع والصحافة ، فقد أثبت اليمنيون نجاحهم الباهر بالحوار والنقاش وتبادل الاراء والاختلاف الذي لايفسد للود قضية ، والإيمان يمان والحكمة يمانية .
Adelmozab2012@gmail.com                                                                        
 

Total time: 0.0592