يخطئ الحوثيين ومن يؤيدهم ان بإستطاعتهم الدخول الى صنعاء ،ويخطئ الحوثي بأن استيلاءه على منزل الاحمر بالخمري هو هزيمة لاولاد الاحمر ، هذا هو الاعتقاد الخاطئ الذي سيقود الى نهاية الحوثي والايام بيننا
التاريخ القريب يحكي ان صنعاء تعرضت لاكبر حصار في نهاية الستينيات من القرن الماضي فيما يسمى بحصار السبعين يوم ..
كانت بندقية جنود الامير محمد بن الحسين رحمه الله موجهه الى كل منزل بصنعاء وكانت المدينة كلها تحت سيطرة القوات الملكية
وحين استشعر اليمنيين بعودة الملكية ووحدوا كلمتهم تمكنوا من فك الحصار
رفضوا الملكية التي كان العدل موجود ويقابله ايضا الظلم لكن ليس بالدرجة التي وصلنا اليها في عهد عفاش وكانت الدولة موجودة وهيبتها قوية وتلك الهيبة لم تعود مع كل حكام الجمهورية بإستثناء عهد الشهيد الحمدي اما في عهد هادي فقد ضاعت الهيبة ونخاف ان تختفي الدولة
انتصرت ارادة الشعب رغم القوة العسكرية التي حشدتها الملكية قياسا بحجم القوة العسكرية للجمهوريين فقوات الملكية كانت 50,000 من رجال القبائل و 8,000 جندي مدرب و مئات المرتزقة الأجانب ، وقوة الجمهوريين تتمثل بحوالي 4000 جندي وقبيلي
انتفض الشعب وانتصر وكان قادة الجيش الملكي شخصيات لها وزنها في المجتمع امثال القائد العسكري الامير أحمد بن الحسين حميد الدين والامير علي بن إبراهيم حميد الدين والشيخ ناجي علي الغادر والقائد البطل الشهيد الشيخ قاسم سقل واخرين رحمهما الله جميعا وفي الصف المقابل كان الفريق حسن العمري والشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب رحمهما الله
لا مقارنة بين اولئك الراحلون وبين من يقودون المعارك للحوثي الاتين من براثن الاجرام والباحثين عن ملجئ امن حولتهم شهوة التسلط الى قادة .. وعلى الحوثي ومن يؤيدونه اخذ العبرة من تلك الحرب " السبعين" وعليه ان يعرف ان شراء الولاءات هي التي هزمت الملكية حينها ولا ينسى ان مشائخ اليمن ذهبوا للملكية طمعا بالبندق وبالريال الفرنصي " مارياتريزا" ولكنهم لم يبيعوا اليمن
اليوم هناك دولارات وربما اكثر من تلك المبالغ ولكن لن يستمر البيع طويلا
لليمنيين وخاصة بعض رجال القبائل رغبة بحيازة السلاح .. في منتصف تسعينيات القرن الماضي كان للرئيس البيض مقلبا من هذا النوع وعلى ايدي القبائل
حين اعتمد على مبدا شراء ولاءات الناس بالمال والسلاح وهو مادفعه للغرور واعلن انه مستعد لاشعال النار بميدان السبعين ويقصد باب الرئاسة
كل القبائل اعلنت انها معه ( جو بر بحر ) ووصل الامر الى ان قالوا له ننتظر الاشارة منك والباقي علينا
وحين اطلقت الاشارة من ذمار من معسكر باصهي لم يتجاوب معه احد رغم الحشد القبلي الكبير الذي كان اكبر من حشد الحوثي بكثير
التجارب تقول ان الهزيمة كتبت بعد كل حرب اعتمدت على شراء الولاءات والمال والسلاح والنتيجة كارثة لمن كانوا مؤيدين لتلك الحرب
بعد هزيمة الملكيين في حرب السبعين كان المتضرر الاكبر هم الهاشميين وانصارهم ولحق الضرر حتى بالهاشميين الذين كانوا في صفوف الجمهورية
وبعد حرب 94 تضرر كل الموالين للبيض وتضرر الجنوب كاملا وشرد الكثيرين
الى متى سيظل الشعب عرضة لتجارب المهووسين بالسلطة والقوة .. من يريد السلطة فعليه ان يوفر عوامل الجذب الامنة والمريحة اما عوامل القوة والارهاب فاصبحت مرفوضة حتى ولو انتصر السيف
على الحوثي ومن يزغردون له ان يتعلموا من دروس الماضي ففيها مايفيد وعليهم ان يستوعبوا استفزاز القبائل وان لا يعتمدوا على الكثرة ومرحبا وان لا يعتمدوا على وعود علي صالح وعليهم ان يجنبوا الناس كارثة جديدة تفتك بالهاشميين ويعانون منها سنوات طويلة