المرقشي قاتل بحكم القضاء واسير بخطاب منطق الفوضى لحماية القاتل واهدار دم الضحية :
"المدنية" بين شعارات النخب الجنوبية وتطبيقها عمليا في قبيلة عنس
وجهة نظر :
كنت اليوم ضمن المدعوين للمشاركة بالوقفة الاحتجاجية التي دعى لها الياء دم الشهيد الطفل صلاح المصري الذي قتل بدم بارد من قبل المدعو احمد المرقشي وتسنى لي الاطلاع على بعض تفاصيل القضية من اولياء الدم
الشهيد صلاح طارق المصري هو وحيد والده من الذكور وبسبب فقدانه لابنه وهو مقبل على مرحلة الشباب تحول والد الشهيد الشيخ طارق صلاح المصري الى رجل تظهر عليه علامات الشيخوخة المبكرة وان صورته لا تتناسب مع عمره نتيجة المه الشديد على ابنه الوحيد الذي فقده دون سبب يذكر
معروف في بلدنا الحبيب والغالي ان التقاضي فيه يحتاج الى جهد ووقت طويل وبال واسعة وهو ما وجدته ولمسته من كل ال المصري وهم بالمناسبة كبار مشائخ قبيلة عنس المعروفة بتاريخها ورجالها ومواقفها
ولاول مرة التمس واشاهد حضورا قبليا قويا وهم مسلحين بالعقلانية ويمارسون تعبيرا حضاريا وخلال تبادل الحديث مع عدد من ال المصري ايقنت اني امام ظاهرة جديدة مقارنة بمكانة ال المصري القبلية ومكانة قبيلة عنس التي يفضل الجميع ممارسة العادات والاعراف القبلية بعيدا عن المؤسسات العدلية في مثل هذه القضية
وجدت انقلاب في الموازين والسلوك والافكار وذهب بي الخيال حينها الى مقارنة سريعة بين مدنية الجنوب وقبيلة عنس ذمار ... قبيلة عنس ومشائخها الكبار الذي لا يختلف اثنان على مكانتهم وولاء القبيلة لهم ينتهجون اسلوبا حضاريا مدنيا عصريا راقيا للتعبير عن مطالبهم ويصرون على ان يكون القول الفصل هو للسلطة القضائية
قارنت هذا السلوك بمدنية الجنوب المعروف عنهم بأنهم دعاة المدنية والعدالة والمساواة واحترام القانون اعرف هذه الشعارات من ايام دراستي الجامعية وكنت اعتقد ان ابناء الجنوب نخبة نموذجية لدولة القانون ومدنيتها ولكن مع الايام والممارسات وجدت بونا شايعا بين الشعارات التي ترفع وبين الممارسة العملية ، مع هذه القضية وقضايا اخرى يسيطر عليها الهرج والمرج .. وجدت عنصرية ومناطقية جافة ومجحدة الى حدود يؤسف تناولها هنا
قضية مقتل الطفل صلاح المصري على يد القاتل احمد المرقشي المنتمي لمحافظة ابين والذي قتل عمدا وعدوانا وباعترافه اثناء التحقيقات وامام القاضي ومن بين المحققين والقضاة جنوبيين ( عشان ما يقولوا اخواننا الجنوبيين انه تعرض للاكراه ) واعتراف المرقشي اكثر من مرة بانه القاتل ، اضافة الى شهادة هشام باشراحيل وتمام باشراحيل تقريبا اللذان اعترفا بأنه القاتل اضافة الى شهادة اخرين
المهم القضية جنائية والقضية قضية قتل وهنا نجد قاتل ومقتول بغض النظر عن انتمائهما الجغرافي .. القضية انسانية بالدرجة الاولى والعدالة رسالة سماوية ساهمت البشرية على تطوير تفاصيلها واجراءتها
قاضي المحكمة واحدا من المشهود لهم بالنزاهة .. كل هذا الا ان النخبة التي كانت محل اعجاب ومصدر الهام لي ولكثيرين من امثالي ضربت بشعاراتها التي كانت تنادي بها حول المدنية والقانون والعدل والمساواة عرض الحائط وابعد من ذلك ، وتحت مؤثرات المناطقية والحقد الجديد على سلوكياتنا كعرب وربما جديد على سلوكيات الجنوب تسعى هذه النخب الى تحويل القضية من قضية جنائية واضحة المعالم والادلة الى قضية سياسية وكأن طرفها " المجرم القاتل وفقا للحكم القضائي" الى بطل وزعيم تحرير ... القاتل كان يعمل حارسا وحصل ان مارس القتل وهذا شيء يتوافق مع وظيفته .. فلماذا تقوم هذه النخب بدس انفها في وحل المناطقية وتمارس الجهل والتضليل والتحريض على رفض التعامل من خلال المؤسسات المعنية بالعدالة
تعجب وبكل اسف ان يتحول الكثير من مثقفي واعلاميي الجنوب الى دعاة غوغائية وفوضى ويعملون جاهدين الى هدم قيم الانسانية والتسامح والتعايش وهي قواسم مشتركة ليس للوحدة او الانفصال أي علاقة بهذه المبادئ
كم شعرت بالحزن لممارسة نخب الجنوب التحريض على هدم العدالة وكم غمرتني السعادة لانتهاج ابناء قبيلة عنس الاسلوب الحضاري في خطابهم وممارستهم واصرارهم على الاسلوب الحضاري
ضاعت شعارات النخبة في الجنوب واضمحلت مع تفريغ طاقات الحقد العنصري من قبل تيار قد يطمس معالم انسانية كثيرة ..هنيئا لكل من يسلكون المدنية عملا واقعيا واسفا وحسرة لمن "شغروا" مساحة من ذاكرة وعينا بالزيف والشعارات فااارغة التطبيق والمضمون
المرقشي مسجون ومحكوم بالاعدام وفقا لاعترافاته واعترافات ( رب العمل ) وهم من جاءوا به ليعمل لديهم وليس اسيرا سياسيا ومن يكون حتى يكون اسير .. لم يكون قائدا او سياسيا او شخصية عامة او نضالية مع كل احترامي لمهنته التي لا اعني بكلامي هذا الانتقاص منه شخصيا او الانتقاص من مهنته وكلامي هو لمن يحاولون تحويل مسار القضية وعرقلة العدالة التي يسعى الجميع لتعزيزها لانها قاسم مشترك ايجابي وقيمة اجتماعية وانسانية وحضارية ودينية قبل كل شيء ن لا يجب الاستسلام لرغبات ونزوات البعض وهو سلوك سلبي دخيل على قيم وعادات المجتمع الجنوبي
ولمن لا يعلم ... ممارسة القتل بالهوية لم يسجل أي حالة في الشمال وان اختلافاتهم مهما بلغت فإن حلها يتم بــ ( انا داعي لك ..انا محكم ) وهي مصطلحات عرفية اما في الجنوب فقد سجل ابشع انواع القتل والمجازر بحق الانسان الجنوبي .. قتل بالهوية !! .
اختتم كلامي بهذه الكلمات التي جائتني "رسالة " من احد أبناء قبيلة عنس الذي أصر عليا ان انشرها وهي :...
واذكر ... والذكرى لأبناء ابين والمراقشة والرئيس هادي ... دم صلاح المصري ابن قبيلة عنس محافظة ذمار لا يمكن ان يذهب هدرا تحت سعير المناطقية وتسييس القضية ولا تختبروا صبر ال المصري ولا تستفزوا الطاهش النائم في ضمير وعقل قبيلة عنس ولا يتوهم هؤلاء ان عنس وحدها فعنس جزء من حلف قبلي كبير يضم كل محافظة ذمار وعندها لن يتوقف الأمر عند تنفيذ حكم القصاص بل قد يتطور الى ابعد من ذلك ..
مع اعتراضي على مضمون هذه الرسالة وصياغتها الا اني نشرتها كأمانة وليست امينة ..