أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

21 فبراير اسقاط الرئيس لا أكثر

- عبد الخالق عطشان
حينما كان الرئيس هادي يلقي خطابه الأخير أمام قوات الاحتياط والذي أشبه ما يكون بمحاضرة في العلوم العسكرية كنت بجوار أحد الضباط والذي لم يكن يمهل الرئيس حتى ينهي بعض العبارات الا وسخر من منطقه ومن لهجته وكأن من سبقه في الرئاسة كان من تلاميذ سيبويه أو أحد أصحاب المعلقات وما علم أمثال هذا الساخر أن تكسير هادي لمفردات اللغة خير ممن كسّر مفردات الوطن..، إن هؤلاء يعيشون على السخرية كدواء يخفف من عمق جراحهم النفسية بعد سقوط ( صنمهم )..
 
في مقر قوات الاحتياط كان الضباط يصفقون لكلمات الرئيس هادي كما كانوا يصفقون لسلفه إلا أن التصفيق لهادي من بعضهم أو جلهم إنما كان بروتوكوليا فأكفهم تصفق إلا أن افئدتهم تحلق في سماء ( زعيمهم ) و ( عميدهم ) وهذا الأخير هو ولي نعمتهم فلذلك لا غرابة أن تبرز صوره على سياراتهم والتي هي عهدة لديهم بل أن تبرز تلك الصور على الأليات والمركبات العسكرية في النقاط العسكرية وبعض المعسكرات بل والأقبح من ذلك أن تعلق شعارات الفئة المتمردة عدوة ( صالح ) بالأمس وحليفته اليوم على بعض الأطقم العسكرية التابعة لقوات الاحتياط الاستراتيجي لحماية الجمهورية وكل ذلك على علم وموافقة من أولئك الضباط المصفقين للرئيس هادي والذين يحثهم على الانتماء للوطن لا للعائلة ، فأي قوة احتياط استراتيجي هذه التي ستعمل على تحقيق وحماية مخرجات الحوار الوطني وفيها مثل أولئك الناقمين ؟!!
 
21  فبراير يوم استثنائي في حياة اليمنيين وفي حياة الرئيس هادي بشكل خاص إلا أنه يوم مشؤم عند من لم يرق لهم مسمى التغيير فآثروا إلا أن يفسدوا على المواطنين فرحتهم ففي هذا اليوم أسقط الشعب زعيمهم وانتخب نائبه هادي ليكون رئيسا للجمهورية بمعنى لم يذهب الشعب بالرئاسة بعيدا عن المؤتمر الشعبي فما زالت في كنفه كما الحكومة أيضا مازال هو صاحب الحظ الأوفر فيها وعلى الرغم من ذلك إلا أن الرغبة في الانتقام والانقلاب قائمة لا تقعد وساهرة لا تنام من صالح وأنصاره بالتعاون مع الحوثي وأشياعه وبقية ممن عرتهم الثورة الشبابية وركلتهم بأقدامها من بعض الليبراليين والحداثيين الذين تجمعوا وقلوبهم شتى لتحقيق مآرب دنيئة ومغانم ذاتية يدفعهم حقد دفين ليس على إفشال الحكومة وإسقاطها فحسب وإنما لإفشال وإسقاط الرئيس هادي والذي هو من وجهة ( زعيمهم ) خائن له وناكر لمعروفه فقد بدد أطماعه وبعثر أحلامه ونسف آماله في الخلود على العرش وديمومة الضهور ولذلك فلا غرابة أن يستنجد ( صالح ) بالخارج ويتحالف مع عدوه في الداخل ويعدهم ويمنيهم بتحقيق أطماعهم إن أعانوه على اسقاط هادي وما يعدهم إلا غرورا ..
 
إن على الرئيس هادي وهو في هذه الظرفية الحرجة أن يكون على قدر من الحزم والعزم والقوة في التعامل مع العابثين بأمن الوطن واستقراره والمعتدين على خدماته وعلى الشفافية مع شعبه في كل ما يدور من أحداث تؤرق هذا المواطن ليدرك هذا الأخير مكمن الداء والعلة  وليكون شريكا فاعلا في الدواء وغير هذا فإن هيبة الرئيس هادي ستتهاوى تحت ضربات المتربصين من أعضاء حزبه المتيمين بزعيمهم وحلفائهم في الداخل والخارج والتهاوي يجر إلى السقوط وعودة اليمن إلى مربع العنف الدامي والذي سيكون من أحد أسبابه هو التغاضي والتعامي وهدوء ( هادي ) الذي ما عاد له من مبرر بعد اليوم ..

Total time: 0.0505