في سابقة هي الأولى منذ تأسيس جائزة الأوسكار، تجد السينما العربية نفسها ممثلة بثلاثة أفلام في القائمة النهائية للجائزة التي ستعلن نتائج منافساتها اليوم الأحد.
إذ تنتظر السينما العربية أول أوسكار في تاريخها في فئة أفضل فيلم أجنبي وأفضل فيلم وثائقي طويل وأفضل وثائقي قصير.
فاجأ الفيلم اليمني " ليس للكرامة جدران" الجميع بوصوله إلى القائمة النهائية لمسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة، مع 8 أفلام أخرى، إذ تأتي المفاجأة في ظل غياب تقاليد سينمائية في اليمن أو حضور سابق بالمهرجانات الدولية.
والفيلم من إخراج اليمنية المقيمة باسكتلندا سارة إسحاق، ويوثق أحداث مظاهرات ما عرف بـ"جمعة الكرامة" التي وقعت في 18 مارس 2011، وخرج فيها آلاف اليمنيين يطالبون برحيل نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأدت الصدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين إلى مقتل عشرات المحتجين.
يذكر أن شروط أكاديمية العلوم والفنون السينمائية لدخول أي فيلم أجنبي إلى ماراثون الأوسكار، يجب ألا تقل مدته عن 40 دقيقة، وأن يكون قد عرض في إحدى صالات لوس أنجلوس، كما يجب أن يكون قد عرض في إحدى صالات بلده الأصلية، وأن يكون الفيلم مصوراً على 35 ملم، وأن تتناوله الصحافة.
فالمحاولات العربية للحصول على جائزة الأوسكار تمتد لـ55 عاما، والتي بدأت مع المخرج المصري يوسف شاهين بفيلمه "باب الحديد"، لتظل الجائزة طوال السنوات الماضية عصية على الفيلم العربي، باستثناء محاولات الفلسطيني هاني أبو أسعد ومواطنيه إيليا سليمان وعماد برناط، الذين وصلوا إلى تصفياتها النهائية دون الحصول عليها.
ففيلم "عمر" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد ينافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي مع 4 أفلام أجنبية أخرى من بلجيكا والدانمارك وإيطاليا، وكمبوديا، وذلك بعد حضوره المميز سنة 2005 بفيلمه "الجنة الآن" وحصوله على جائزة "نظرة ما" عام 2013 بمهرجان كان.
ويدور الفيلم في إطار سياسي مثير، ومدته (98 دقيقة)، يتضمن قصة حب مؤثرة ونضال لا هوادة فيه من جانب فلسطينيي الضفة الغربية، إذ يركز الفيلم الذي تم تصويره في موقع بإسرائيل على دور من يعملون في داخل الخط الأخضر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويقوم ببطولة الفيلم الممثل آدم بكري.
ويظهر الفيلم بطش الآلة العسكرية الضخمة للاحتلال وضعف الفلسطيني الذي لا يملك غير عزيمته، ويعرض أيضا كيفية وقوع الشباب فريسة سهلة لأساليب الاستخبارات الإسرائيلية التي لا تنتهي.
أما الفيلم المصري "الميدان" للمخرجة جيهان نجيم، ومدته (95 دقيقة)، فوصل إلى القائمة النهائية لفئة الأفلام الوثائقية الطويلة التي تضم 5 أفلام أخرى، كأول فيلم مصري يترشح لهذه الجائزة.
والفيلم من بطولة خالد عبد الله ودينا عامر، وفاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي للعام 2013، من جانب الرابطة الدولية للأفلام التسجيلية، ومؤخرا بجائزة منظمة العفو الدولية من مهرجان برلين السينمائي.
ويوثق الفيلم ما حدث في ثورة 25 يناير المصرية، وبالذات ميدان التحرير ليتابع الحراك الثوري حتى سنة 2013 وعزل الرئيس محمد مرسي راصدا حياة عدد من النشطاء المصريين وهم يخاطرون بحياتهم سعيا لبناء مجتمع ديمقراطي جديد.