أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

هكذا هو إعلامنا ..

- سليمان الشيخ
هل تسمعني سيد حمود؟ .... . سيد حمود ! .. يبدو أن الخط قد انقطع مع
السيد حمود.. معنا على الخط الآخر السيد حميد ... (وبعد الحديث مع السيد
حميد  يتم العثور على السيد حمود ، فيستكمل حديثه الذي كان  زحمة الخطوط أو سوء الخطوط الهاتفية قد قطعه عليه ، ويظن عمي حمود  (المحنك) أنه أمام فرصة ثمينة للتعبير عن رأيه بصراحة من خلال منبر إعلامي (حر) ، ولكنه يفاجأ بالصوت نفسه يقاطعه
عند أهم نقطة يود توضيحها: (سيد حمود اعذرنا على المقاطعة.. وقت البرنامج لا يسمح.. نحن مضطرون إلى التحول الآن إلى ضيفنا في الاستوديو دكتور زعطااااان ... ) .
هذا أحد المقاطع المتكررة بصورة ملفتة للنظر من القسم  ببعض القنوات اليمنية
 ، بل بعض القنوات العربية! وكلها تدعي تبنيها مبدأ الإعلام الحر؛ ولكن الحقيقة أنها تسهم
بشكل فعال في تكوين الرأي العام ، بممارسة توجيه إعلامي مركز ولكنه مغلف
بتعدد الآراء ، بل تساعد و تسهم في التأثير على صناعة القرار ، وذلك من خلال:
1- هي من تختار الشخصيات التي يتم التحاور معها بصورة تجعل الحوار في دائرة
معينة ومغلقة، ويرسم لكل منهم دورة (المتشدد أو المعتدل أو اللين) الذي يؤديه في هذه الدائرة واعياً بذلك أو غير واع.
2- انتقاء الاحداث والموضوعات المثارة بدقة ، مع عرض بعض الحقائق ، بحيث تخدم
التوجه الذي تريده اقناة لا غير  دون أن تفقد مصداقيتها لدى المستمع.
3- تضع إطار محكم للموضوع الذي يتم نقاشه بما يخدم الهدف من البرنامج ، ولا يسمح بالخروج على ذلك الإطار.
4- دفع الحوار أو التقارير في إتجاه  محدد فقط  يسيطر عليه المذيع أو مخرج
البرنامج.
5- يمنعون أي محاور من تجاوز الخطوط الحمراء المخططة والممنهجة وفق البرنامج أو سياسة القناة المرسومة لديها..
نظرة غير مرغوبة ، وذلك من خلال: المقاطعة عند نقطة التجاوز وتحويل الحوار
إلى شخص آخر.. وتغيير مجرى الحديث إلى موضوع آخر بطرح سؤال يشتت
انتباه المتحدث وتركيزه.. والعودة بكلام المتحدث إلى نقطة معينة مع التذكير بأن
هذا هو محور الحديث الذي لا ينبغي الخروج عنه.. وكثيرا ما تظهر (كرامات)
الخطوط الهاتفية التي تنقطع فجأة أو تشوش في لحظة حاسمة ، كما تضيف
المحطات الفضائية إلى هذه (الكرامات) الإعلانات التي تتدخل في اللحظة المناسبة! .
6- إذا كان الأستاذ (حمود) مسؤولا فإنه يعمد إلى توجيه أسئلة إليه تعمل
على إحراجه أو استفزازه أو تأليبه على جهة بعينها.
إلى بعض المصابين بداءالإحراج وعدم الحياد  والثقة العمياء ،.
أيها الإعلاميين. ألا ترون معي أننا سئمنا من استغفالنا بهذه الطريقة المفضوحة والمشكوفة  وأن العبقرية الإعلامية  حاجة إلى طريقة جديدة نعمل لأجلها ا؟ !
سليمان الشيخ ..

Total time: 0.0518