تلعب الناشطات في اليمن دورا مؤثرا في السياسة والحقوق والحريات وتحريك المياه الراكدة في عدد من القضايا الاجتماعية، ويلقين متابعة من النخبة والعامة في أوساط الشعب اليمني ويحظين أيضا بجمهور كبير في "الفيس بوك".
وإلى جانب عملهن الحقوقي اتخذت الناشطات في اليمن مسارا آخر وهو العمل في السياسة والخروج بمظاهرات وتنظيم ندوات سياسية ووقفات احتجاجية، وأغلبهن لديهن ميولا سياسية تخدم الأحزاب إما الاشتراكية أو الناصرية أو الإسلامية من خلال عملهن الحقوقي وهذا أفقدهن بعضا من المصداقية، بل إن الغيرة بدأت تبرز في كتاباتهن وعملهن بسبب التنافس.
"إرم" التقت بعدد من المهتمين لمناقشة هذا الموضوع والبداية كانت مع الصحفية سامية الأغبري التي قالت إن هناك عدم ثقة بنسبة قليلة بالناشطات في اليمن بسبب: "المتاجرة بحقوق الناس وقضاياهم وأوجاعهم وأصبحت بعض المنظمات مصدرا للإثراء".
وقالت الأغبري إن: "الناشطات ينحزن لتوجهات سياسية، والناشطة الحقوقية عليها أن أن تتجرد من الانتماء الديني والمذهبي والمناطقي، وأن تعي أن الإنسان أولا وحقوقه مقدسة أيا كان مذهبه أوانتماؤه فهو ضحية، والحديث عن قضية انتهاك والتغاضي عن أخرى؛ لأن المنتهك ينتمي لفكر أو حزب أو مذهب وجماعة الناشط أو الناشطة يجعل الناس يفقدون الثقة بالمنظمات والناشطات".
ولوحظ في الفترة الأخيرة ذهاب عدد من الناشطات لممارسة العمل السياسي وتركهن لعملهن الحقوقي.
ويقول المحلل السياسي اليمني عبد الحكيم الفقيه أن الاصوات النسوية في اليمن برزت وبدأن التنافس وترويج أسماءهن محليا وعربيا ودوليا، مستغلات وضع المرأة الحساس في مجتمع تقليدي مستسهلات سرعة بروز المرأة لاحترام المرأة في اليمن.
ويعتقد الفقيه أنه مع الثورة الشبابية الشعبية اليمنية خرجت المرأة بصورة مذهلة لتشارك في صنع اليمن الجديد، والتراشق الإعلامي بينهن يأتي لاختلاف وجهة النظر أو لمقاومة الإقصاء أو يصحح لاختزال دور المرأة اليمنية في الثورة في ناشطة واحدة معدة لدور الدكتاتور النسوي.
بينما يرى الحقوقي موسى النمراني أنه من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في وجهات النظر أو تضارب المصالح، مايجعل الأمر يبدو مختلفا في حالة الناشطات اليمنيات:" أنهن في الواقع عدد محدود جدا ورغم ذلك فصوت صراخهن الجانبي هذا أعلى من أصواتهن في ما يفترض أن يكون نشاطهن الطبيعي من دفاع عن حقوق الإنسان، والتمكين السياسي للمرأة، والمساواة، ولأن عددهن محدود في مجتمع ذكوري لا يهمل أي فرصة لإبداء الشماتة بهن وتسليط الضوء على الأنشطة العادية لهن بوعي أو بدون وعي، ربما لإثبات أن الشأن العام هو شأن الرجل لا غير".