دعا شباب في العاصمة الليبية طرابلس إلى التظاهر للمطالبة بإسقاط نظام العقيد معمر القذافي،
في حين يخوض الثوار في مدينة مصراتة غرب ليبيا معارك كر وفر، وتشهد مدينة
الزاوية (غرب) تأهبا لصد أي هجوم محتمل من القوات الموالية للقذافي.
وأعلن "شباب انتفاضة طرابلس" في بيان أصدروه الاثنين استمرار النضال حتى إسقاط النظام في ليبيا ورفضهم التفاوض معه، ودعوا إلى وقفات احتجاجية عقب صلاة الجمعة المقبلة في كل مساجد البلاد، تنفيذا لما سموه "جمعة الصمود".
وأورد البيان -الذي بثه موقع ليبيا اليوم المعارض- رفض مصدريه "لأي نوع من أنواع التفاوض مع هذا النظام الإجرامي الذي استباح أرواح الليبيين العزل، ولم يتورع في جلب مرتزقة مأجورين لقتل أبناء" الشعب الليبي.
وفي السياق نفسه تظاهر مئات الأشخاص مساء الاثنين في حي تاجوراء بطرابلس، ورددوا هتافات مناهضة للقذافي، وفرقتهم قوات الأمن الليبية بإطلاق النار في الهواء.
الآلاف خرجوا في مدينة أجدابيا تضامنا مع أهالي مدينة طرابلس (الجزيرة) |
وعلى مستوى آخر، علمت الجزيرة الاثنين أن القذافي كلف رئيس المخابرات الخارجية بوزيد دوردة بالتحاور مع قيادات الثورة في شرق البلاد.
وقال مراسل الجزيرة في ليبيا إن مقاتلتين حربيتين قصفتا مخازن للأسلحة في مدينة أجدابيا غرب بنغازي شرق البلاد, حيث تركت المئات من قذائف الدبابات والمتفجرات وغيرها من الأسلحة في قواعد للجيش الليبي بعد أن تم التخلي عنها.
من جانبه قال العقيد عبد السلام طاهر حميده رمضان إن جماهير مدينة جالو شرق البلاد هي التي تحكم المدينة منذ 18 فبراير/شباط الماضي، وإنها شكلت مجلسا محليا انبثقت عنه لجان عسكرية وأمنية وخدمية لإدارة المدينة.
وأضاف أن الجماهير تحرس جميع شركات النفط في جالو، في حين أعلن كل من مدير أمن شعبية الواحات العميد مساعد غيضان المنصوري، ومدير أمن شعبية الجبل الأخضر العميد حسن إبراهيم القراوي انضمامهما إلى الثورة الليبية.
وفي مدينة بنغازي أيضا تشكل مجلس عسكري للمدينة من 13 شخصا، 11 عقيدا وعميدان، وقال مراسل الجزيرة بيبه ولد مهادي إن من مهام هذا المجلس الدفاع عن بنغازي وسكانها، وعن حدود ليبيا المعترف بها دوليا.
وأضاف أن من مهام المجلس -الذي لم يكشف بعد عن قيادته- مساندة الجهود الرامية للسيطرة على مزيد من المدن من طرف الثوار، وأن هناك أيضا تحركات لتأسيس ائتلاف لشباب ثورة 17 فبراير للتنسيق مع مجلس إدارة المدينة.
مشاهد من مخلفات الاشتباكات في مطار مدينة مصراتة (الجزيرة) |
أما في مدينة مصراتة غرب ليبيا فقد قال شهود عيان إن الثوار هناك خاضوا يوم أمس معارك كر وفر حول المدينة, وإنهم صدوا هجوما شنته عليها كتائب أمنية موالية للقذافي.
وأكد الشهود أن الثوار لا يزالون يسيطرون على المدينة وعلى مطارها وجزء كبير من قاعدة عسكرية توجد بها، في حين قال أحد السكان إن خمسين مدنيا على الأقل قتلوا في المدينة جراء قصفها بمدفعية ثقيلة من قبل القوات الموالية للقذافي.
ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان في مصراتة قوله إن الثوار -الذين أحكموا السيطرة على المدينة منذ عدة أيام- أسقطوا طائرة عسكرية صباح اليوم واحتجزوا طاقمها عندما كانت تطلق النيران على محطة إذاعية محلية.
وأضاف المصدر أن القتال للسيطرة على قاعدة عسكرية قرب مصراتة بدأ الليلة الماضية بين القوات الموالية للنظام الحاكم والمتظاهرين، مشيرا إلى أن قوات القذافي تسيطر فقط على جزء صغير من القاعدة وأن المتظاهرين يسيطرون على جزء كبير منها توجد فيه الذخيرة.
وفي مدينة الزاوية بغرب البلاد قال الثوار الذين سيطروا على المدينة إنهم يستعدون لمواجهة هجوم مضاد من قبل القوات الموالية للنظام الليبي، وذلك في اليوم الـ12 للثورة الشعبية الليبية التي أسفرت عن سقوط عدة مدن في أيدي المحتجين.
وقال هؤلاء الثوار إن نحو 2000 جندي من الموالين لنظام العقيد معمر القذافي يحاصرون الزاوية التي تقع على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا غرب طرابلس وسقطت في أيدي الثوار يوم الأحد.