أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

صحفي يعمل مقارنة جزئية بين حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي اليمنية

- صنعاء

مطلع التسعينات؛ قتل الجيش اللبناني سبعة متظاهرين ينتمون لحزب الله عندجسر الكولا أثناء مسيرة تضامنية مع القضية الفلسطينة، فماذا كانت ردة فعل حزب الله يومها؟
هل قاوم الحزب الجيش؟
هل أشهر سلاحه في وجه الجيش؟
هل قالوا جيش مسيحي صليبي، على غرار ما يقول الحوثيون عن وحدات الجيش اليمني بوصفهم إخوانا تارة، ومليشيا إصلاح أو علي محسن؟ هل قتل جندي لبناني واحد بمبرر الدفاع عن النفس؟ هل تحركت مليشيا الحزب "لتحرير المعتقلين والأسرى"؟ كلا. لا شيء من ذلك.
حملوا جثامين القتلى وشيعوهم، دون صدور أية مقاومة أو ردة فعل، ومنذ تلك المسيرة، لم ينظم حزب الله مطلقا مسيرة؛ أو تظاهرة خارج الشأن اللبناني.
لماذا؟ حفاظا على النسيج الداخلي. وفي خطاب لأمين حزب الله حسن نصر الله في العشر الأواخر من رمضان الفائت؛ ذكر بواقعة الجسر؛ وكيف أنهم اتخذوا في قيادة الحزب قرارا صعبا جدا وكان السلاح في كل بيت في الضاحية والأصابع على الزناد فقط ينتظرون إشارة ولكن الحكمة رجحت. وليت أنه يصدر مع المشاريع والتمويلات المختلفة التي يقدموها للحوثين في السنوات الأخيرة القليل من حكمتهم.

بمعزل عن قتال حزب الله في سوريا اليوم، وبصرف النظر عن سلاح الحزب على الرغم من كونه دولة داخل الدولة فان هناك حقيقة تاريخية مؤكدة:
سلاح حزب الله موجه ضد إسرائيل، وليس ضد أي فصيل لبناني. وحزب الله لا يقاوم ولا يقاتل الدولة أو الجيش اللبناني، مهما كان.
المرة الوحيدة التي اعترض على قرار رئيس الوزراء السنيورة المتعلق بشبكة الإتصالات؛ فإن سيطرته على بيروت لم تدم غير ساعات وقال للجيش تفضل. هذه مسئوليتك.

بالعكس في اليمن لا يكاد الحوثيون يخرجون من حرب، حتى يدخلون أخرى. وفي جميعها يدعون أنهم الضحايا وأنهم فقط يدافعون عن النفس.
والقائمة تطول، منها مثلا مواجهات:
- دماج محافظة صعدة
- كشر محاففطة حجة
-الرضمة محافظة إب
- آنس محافظة ذمار
-حرض والحزم محافظة الجوف
-مناوشات محافظة تعز.
-أرحب محافظة صنعاء
-حاشد محافظة عمران
-همدان محافظة صنعاء
-صنعاء أمانة العاصمة.

باستثناء تدخله في سوريا فكل حروب حزب الله ضد إسرائيل، بينما كل حروب الحوثيين وكل ضحاياهم يمنيين صفر إسرائيلين. ومع أن حزب الله قاتل إسرائيل وحررالجنوب من الاحتلال؛ فإنه لا يتبجح مطلقا بشعار الموت لإسرائيل. وبالعكس، فإن الحوثيين الذين لم يقاتلوا إسرائيل ولن يقاتلوها أبدا، يتبجحون ليل نهار بشعار دعائي، أزهقت أرواح يمنية كثيرة بسببه.

وفي الوقت الذي يدعو حزب الله سنويا في احتفال ذكرى تحرير الجنوب؛ أحبار يهود من جميع بلدان وحنسيات العالم، من أجل التأكيد على أن عدائه ليس ضد اليهود كديانة، وإنما ضد إسرائيل كدولة محتلة وغاصبة، فإن أئمة و"مجاهدي صعدة شردوا يهود آل سالم من بلاد سكنوها منذ ألفي عام، من قبل الإسلام ومن قبل قدوم الهادي من جبل الرس حتى.

سيقولون الدولة هي الفاعل.
فإن قيل إن الدولة الآن هي دولة السيد في صعدة، ولا وجود لدولة صالح الشريرة التي شردت اليهود، وهذا غير صحيح طبعا، فهل بإمكانهم العودة الآن؟
تعرفون الجواب.

حزب الله لا ينشر ولا يعلق شعاراته خارج مناطقه وتجمعاته السكنية، بينما الحوثيون ولأن اليمن ليس فيها فرز مناطق سكاني بحسب المذهب والدين، فإن كل محافظات ومدن اليمن مفتوحة أمامه. وبدلا من ان يشتغل ذلك ويعزز حضوره كحركة وطنية فإنه يفعل العكس، ويثير حفيظة اليمنيين بخطابه الإدعائي وشعاراته التي تنطوي على وصمة وإدانة للآخر.
كل شعاراته هكذا
في الضاحية الجنوبية أجمد شعار لحزب الله هو "شهداءنا قادتنا" شعار لا ينطوي على اي إدانة للآخر بينما أطرف شعار للحوثيين فيه ما نصفه بالعامية "فقعسة":

مثلا في ذكرى المؤسس: ربيت أمة قرانية....إلخ
يعني على اعتبار ان احنا ثقافتنا مجوسية أو شيطانية. فكيف بالآخر المختلف السلفي أو الاخواني؟

أو شعار ولافتة كانت تستفزني كل يوم عند عودتي للمنزل مشيا قرب الإذاعة:
أي استهداف للشعار هو مشاركة لأمريكا وإسرائيل في جرائمها
ألا وسيلوه
وهكذا. يجد أحدنا نفسه مجبرا على مواجهة نفسية يومية مع دعايات كاذبة.. ذلك أن ما ازعج إدارةأمريكا ويؤلب الرأي العالمي ضد غاراتها الإجرامية ليس الشعار ولا الحوثي وإنما الدعوة القضائية التس رفعها د ناصر العولقي وجهود الناشطة الامريكية اميديا بنيامين التي نقلت للعالم مجزرة أبين. ولو ردد الحوثيون شعارهم مائتين سنة فانهم لن يحدثوا تأثير كلمة فارع أو ابراهيم مثنى في الكونجرس الأمريكي.

محمد عبده العبسي


 

Total time: 0.0459