أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

"إبن اليمنية".. هل يصبح ملكا

- صنعاء

استحدث العاهل السعودي، الخميس، منصباً جديداً للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن وهو منصب “ولي ولي العهد”؛ ليصبح الأمير مقرن أحد أبرز الأمراء لخلافة أخيه ولي العهد الحالي الأمير سلمان بعد أن يخلف الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على عرش أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.

ويقول مراقبون إن تعيين الأمير مقرن، رئيس المخابرات السعودية السابق، في هذا المنصب يفتح الباب عملياً لتعيينه ولياً للعهد عند وفاة الملك عبد الله -الذي بلغ عامه التسعين في السنة الماضية- أو ولي العهد الأمير سلمان الذي بلغ التاسعة والسبعين.

لكن لماذا الأمير مقرن؟

يحظى الأمير مقرن بثقة الملك عبد الله الذي كلفه، في أوقات سابقة، بقيادة الجهود السعودية لحل الصراعات في أفغانستان وباكستان وأرسله إلى سوريا، بالإضافة إلى انخراطه بشدة على ما يبدو في التعاملات السعودية مع اليمن وقد تكون والدته اليمنية أكسبته تلك الميزة.

والأمير مقرن (71 عاماً)؛ هو الابن الخامس والثلاثون من أبناء مؤسس المملكة الملك عبد العزيز الذكور والأخ غير الشقيق للملك عبد الله وأصغر من بقي من أبناء الملك عبد العزيز، والتحق بعد تخرجه العام 1964 بالقوات الجوية الملكية السعودية، وعين أميراً لمنطقة حائل في 1980 وظل بهذا المنصب حتى العام 1999 عندما عين أميراً لمنطقة المدينة المنورة.

وفي العام 2005، عين ملك السعودية الأمير مقرن ليصبح رئيساً للاستخبارات العامة خلفاً لأخيه الأمير نواف، وظل يتولى المنصب حتى يوليو/تموز 2012 عندما أُعفي من منصبه وعين الملك مكانه الأمير بندر ابن ولي العهد السعودي الأمير سلطان الذي يشغل أيضاً منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الذي يشغله الملك عبد الله.

وفي مطلع فبراير/شباط 2013، عين العاهل السعودي -في خطوة مفاجئة- الأمير بندر نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ومستشاراً ومبعوثاً خاصا له وهو المنصب الأهم بعد ولي العهد في هرمية الحكم في المملكة، إذ أن الملك، عادةً، هو رئيس مجلس الوزراء وولي العهد هو النائب الأول.

 

“الهلال الشيعي في طريقه إلى أن يصبح بدراً كاملاً”

نقلت برقية دبلوماسية للسفارة الأمريكية في الرياض نشرها موقع ويكيليكس في العام 2008 عن دبلوماسيين جملة للأمير مقرن تقول إن الهلال الشيعي “في طريقه إلى أن يصبح بدراً كاملاً”، وهذا دليل واضح على أراء الأمير مقرن المتشددة إزاء إيران الشيعية وهو أمر ليس مفاجئاً لأحد أفراد الأسرة السعودية الحاكمة التي ترى أنها منخرطة في صراع إقليمي مع طهران من أجل النفوذ في الشرق الأوسط، وهو ما يتوافق تماماً مع الرؤية الأمريكية في المنطقة.

وبحسب الأمر الملكي الذي عين الأمير مقرن ولياً لولي العهد السعودي، فقد وافق أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء هيئة البيعة -وعددهم 34 أميراً من أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز آل سعود والتي تعنى باختيار الملك وولي العهد السعودي- على اختيار العاهل السعودي للأمير مقرن، فهل يكفي ذلك؟.

يقول مراقبون لـ “إرم نيوز” إن الأمير مقرن “جمع المجد من أطرافه”، كونه ليس مطلعاً على أهم ملفات السعودية الإقليمية والسياسية وحسب، بل إنه يدير، مؤخراً أهم تلك الملفات؛ حيث شغل منصب رئيس المخابرات السعودية لمدة سبع سنوات، ويعتمد عليه الملك عبد الله في علاقات المملكة مع باكستان؛ حيث تحاول الرياض، مؤخراً، توثيق عروة تلك العلاقات.

وأوضح المراقبون أن الأمير مقرن شغل منصب رئيس المخابرات في الفترة بين العامين 2005 و2012 وهي فترة امتلأت بتحديات عندما أخمدت المملكة هجمات مسلحة لمتشددي تنظيم “القاعدة”، وسعت الرياض إلى درء خطر عدم الاستقرار من العراق المجاور حيث كانت جماعات إسلامية مسلحة تحارب الاحتلال الأمريكي هناك عبر سوريا وغيرها.

وأضافوا أن الأمير مقرن كان مستبعداً من سدة الحكم في السعودية لأن والدته يمنية وليس ابناً لأم تنتمي لإحدى العائلات القوية في منطقة نجد حيث تقع العاصمة الرياض، إلا أن ذلك أيضاً قد أصبح في صالحه نظراً لحساسية الملف اليمني الذي لطالما كان مصدر قلق للسعودية وخاصة في السنوات الأخيرة.

Total time: 0.05