أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » على السريع

أفكار لتطبيق عمل إنساني

- عباس عواد موسى

أفكار لتطبيق عمل إنساني

عباس عواد موسى

يمكن وصف زمننا الذي نعيش فيه بالوحشي , الجشع , الحسود , الطماع . وأصبح جمع المواد التموينية وتخزينها همّاً يلامس الجميع باستثناء القليلين جدا , الممتلكين المقتدرين , الأثرياء الأغنياء , الذين يستأثرون بالسيادة على الإنسان , ألإستكبار عليه ويجوّعونه . وهكذا جعل جمع الثراء وحصره بيد فرادى البقية الكثيرة تفتقر لما تحتاجه من طعام يقيها الموت الزؤام .

كنا نسمع عن ذلك في بلدان بعيدة ولكنه الآن يحدث في عقر دارنا . واتسعت الهوة كثيراً بين أثرياء العالم وفقرائه بشكل غير مسبوق .

ألإسلام لم يدع هذه الظاهرة تجد نفسها في رباه . إقرأوا قوله تعالى في سورة آل عمران : لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿٩٢﴾ .

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قالوا: مَن يا رسول الله؟ قال: من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم».

لقد كنا في تركيا وشاركنا في توزيع الخبز على محتاجيه . واليوم نحن بأمس الحاجة لتوزيع الأغذية من خلال طرود خيرية على أهل العاصمة المقدونية سْكوبيِة بغض النظر عن دينهم وقوميتهم . فقد كان المسلمون سباقون في فعل الخير على الدوام وتاريخهم ناصع بذلك .

وهكذا , سننقل النص الكامل الذي نشرته صحيفة دنيفنيك المقدونية بهذا الخصوص وتحت هذا العنوان أفكار لتنفيذ عمل إنساني

إشترِ ساندويتش وغلفه لتقديمه للجائعين

لاحظنا صناديق معلقة على جذوع الأشجار المقابلة لفندق بريستول ومتنزه المرأة المحاربة , وقرأنا على مواقع التواصل الإجتماعي بإمكانك وضع الأغذية هنا ليصار إلى توزيعها للأيتام والفقراء والمحتاجين .

مبادرة وزع الغذاء ... هكذا قالا عنها الشابان اللذان علقا الصناديق ورفضا أن نكتب عنهما شيئا . فالكتابة يجب أن تكون للمبادرة والهدف منها إيصالها لكل الشعب . ويأمل المبادرون أن يضع المتبرعون الأغذية التي لا تفسد بسرعة , ومن هنا اختاروا الأمكنة المكتظة بالمارة والتي يؤمها الفقراء على حد سواء . كي يتناول المحتاجون بأيديهم مما يضعه المتبرعون .

غالباً لا ننظر أبعد من أنوفنا

إختار المبادرون اثنين فقط يقل عمر كل منهما عن الثلاثين عاماً ليراقبا المسيرة الخيّرة التي يهفون من خلالها تفعيل الأنشطة الحسنة لدى السكان كي ينبع الخير من ذاتهم أنفسهم وبذلك تتولد الأفكار للمشاريع المماثلة . ويقولون : نحن موظفون وعاملون , لكننا ندرك آثار البطالة عندنا وما تجرّه الأزمة الإقتصادية العالمية علينا . فأخذنا على عاتقنا أن نبادر لفعل الخير متصدقين بعملنا التطوعي على من يجب أن نفكر بأحوالهم . وهناك في العالم الذي تغرقه الويلات والحروب من هم أسوأ وضعاً منا بكثير . وأوضحوا أن الفكرة تولدت لديهم بعفوية منبثقة من تذمر الكثيرين من الأهالي من أوضاعهم الصعبة المقيتة .

كنا نشاهد من يبحث عن قوته في حاويات القمامة . ففكرنا , ولمَ لا توضع في صناديق نظيفة ما دام آخرون يحتاجونها ؟ وما دام هناك من يملك أكثر من حاجته فلم لا يتبرع بها لمن يحتاجها ؟ وتضيف ماريا بريدانوفسكا : وكل من لديه إحساس وشعور تجاه الآخرين سيعمل على إنجاح مبادرتنا .

يعملون طعاماً كبيراً ويدعون الفقراء عبر الصحافة

في دول عديدة , نجحت مثل هذه المبادرات . فكثيرون يمتلكون الحس الإنساني النبيل . وألمانيا تشهد مبادرات مماثلة وعديدة . وهكذا يشارك الجميع في محاربة الفقر والجوع . وصحيفة دنيفنيك تأمل أن تنتقل المبادرة وتنتشر في كل مدن مقدونيا وبلداتها وقراها ليعم الخير في كل ربوعها .

 

 

 

 

المصدر : صحيفة دنيفنيك المقدونية

Total time: 0.0486