عام ونصف ولا زالت فاطمة محمد إحدى طالبات جامعة صنعاء، تبحث عن منحة علاجية إلى خارج اليمن، في محاولة للبحث عن علاج للمساعدة في نمو جسدها الصغير.
بين أروقة جامعة صنعاء ومستشفى الثورة ووزارة الصحة وصندوق المعاقين عانت فاطمة من المعاملات المستمرة من أجل المنحة العلاجية، حيث تعاني من تأخر في النمو الجسماني والجنسي، وبحاجة إلى دراسة للهرمونات وإعطائها العلاج اللازم.
في مطلع يناير من العام الماضي 2013م، كانت بداية فاطمة في البحث عن منحة للعلاج، حيث ظلت تتابع في رئاسة جامعة صنعاء عن منحة للعلاج، إلا أن الرد كان سريعاً، بأن ميزانية الجامعة لا تسمح لعلاج الطلاب، وتكتفي تلك الميزانية بعلاج أعضاء هيئة التدريس وعائلاتهم.
لم يكن لدى فاطمة التي تبلغ من العمر 22 عاماً، ولا يزيد طولها عن متر تقريباً، سوى طلب إرسالية من رئاسة الجامعة إلى وزارة الصحة من أجل التعاون معها في توفير العلاج لها.
طلبت وزارة الصحة من فاطمة تقرير صحي من مستشفى الثورة، وهو ما قامت به إذ بقيت أسابيع تبحث عن التقرير، الذي لم يخرج إلى النور إلا بعد معاملات طويلة، وهو المعتاد في أروقة مستشفيات ومؤسسات الدولة في اليمن.
قدمت فاطمة التقرير وجواز السفر الذي طلبته السفارة، وبعد معاملات طويلة، تُفاجئ أن اسمها سقط «سهواً»، حسب قول مدير مكتب وزير الصحة، حين أخبرها أنه ليس بإمكانها السفر للعلاج إلى تركيا لأن اسمها غير موجود.
لم يكن أمام فاطمة سوى أن تذهب إلى مكتب وزير الصحة الذي تمكنت من الدخول إليه بصعوبة، وهو الذي وعدها يومها أن يقوم بتسفيرها إلى خارج اليمن للعلاج خلال شهر فقط، إلا أن وعوده تبخرت بالسماء.
لجأت إلى دكتور في معهد الارشاد والأوقاف بصنعاء، الذي عمل على ارسال اوراقها إلى الأردن في محاولة للحصول على تقرير طبي، وهو ما حدث بالفعل، إلا أن الرد كان بأن عليها السفر إلى الأردن للعلاج، كونهم لا يثقون بالتشخيص الطبي في اليمن.
صندوق المعاقين هو الآخر لم يتعاون مع فاطمة في محنتها، وهو الذي رفض تقديم لها ثمن العلاج وتكاليف السفر، رغم أنها مسجلة لديه منذ 7 أعوام.
لم يعد بمقدور فاطمة وهي التي ضلت عام ونصف تبحث عن منحة علاجية، لعل جسدها ينمو وتصبح كبقية الناس بحجم طبيعي، فبحثت عن الصحافة لعلها تساعدها في إيصال رسالتها إلى المسؤولين، الذين لا يتجاوبون إلا مع من لديهم وساطات ومحسوبية