للمرة الثانية اكتب عن منير الماوري، ولا غاية لي في ذلك سوا توضيح النهج الذي بدأ يسير عليه هذا الشخص في الفترة الأخيرة، والمغاير تماما لما كنا نعرفه عنه، والأسلوب الإبتزازي الذي بدأ يظهر به، وهو يبحث عن ذاته الجديدة من خلال اصطناع الأعداء وحشد التهم الزائفة ضد خصومه الجدد.
ما سأقوله هنا ليس دفاعا عن أشخاص بعينهم، فهم قادرون على التعبير عن أنفسهم، ولكن دفاعاً عن المهنة الصحفية التي ننتمي إليها، و يحولها البعض الى انتهازية مقيتة، بحثا عن تحقيق بطولات وهمية، تغذيها دوافع المصلحة الشخصية، والإنتقام من الآخرين، بأساليب متلونة ومتناقضة لا تعكس سوى حالة الإضطراب النفسي والتخبط الفكري التي يعيشها هذا الرجل في مسيرة حياته، وهو ما دفعني لتتبع حياة هذا الرجل ومعرفة اسباب هذا التغير المفاجئ في مواقفه، وهو الشخص الذي كنا ننظر لاداءه بإعجاب وإكبار. صفحته في الفيسبوك وحسابه في تويتر تبعثان على الغثيان والملل من المنشورات الإفكية التي ينشهرها بشكل يومي، حول شخصيات وطنية لديها رصيد وطني كبير كوزير الخارجية ابوبكر القربي ونصر طه مصطفى وباسندوة وغيرهم، جاعلا منهم اعداء للوطن والشعب، حتى ضاق متابعوه من تكرار منشوراته حول تلك الشخصيات، وأفقدته مصداقيته، ورغم ذلك لم يتوقف، بل يواصلها بشكل مستفز، وكأنه في معركة مفتوحة استنفدت منه كل شيء حتى الصدق والحياء.
ذلك الإصرار المشبوه القائم على الإفتراءات والقيل والقال، والخالي من الحقائق التي يمكن ان يقنع بها الآخرين لتصديق ما يقول، عكست حقيقة دوافعه، وبات من الواضح أنها ليست حالة غضب وواجب وطني لمقارعة الفساد كما يعتبرها، ولكنها حالة من الهذيان النفسي المتخبط، الذي تحركه دوافع المصلحة والإنتقام من الآخرين.
الظهور الضوئي لمنير الماوري بداء في العام 2007م تقريبا عندما سخر اهتماماته الصحفية ضد وزير الكهرباء الأسبق بهران، الذي كان قد تعاقد مع شركة امريكية لتشغيل الكهرباء في اليمن، ونشر منير عدة وثائق تؤكد وجود فساد في تلك الصفقة، مما ادى الى إلغائها، ذلك النشاط أكسبه اهتمام وثقة القارئ اليمني، الذي بدا معجباً بمنير كناشط وطني مدافع عن الحق والحقيقة.
و منذ العام 2008م بداء بكتابة مقالات سياسية ضد نظام على عبدالله صالح، من خلال صحيفة المصدر ذائعة الصيت، وكان سبباً في دخول الصحيفة في محاكمات انتهت بإبعاد رئيس تحرير المصدر سمير جبران عن الصحيفة لمدة عام، وقضى الحكم بمنع منير الماوري نفسه من الكتابة مدى الحياة، وكان الحكم كافياً ليصنع منه بطلاً لا يشق له غبار، واصبح من اكثر المعادين لنظام صالح، واصدر مجموعة كتيبات ضمنها بعض كتاباته وما يزعمه حقائق عن فساد وديكتاتورية نظام صالح.
ومع بداية ثورة الشباب مطلع العام 2011م، كان لمنير مشاركات في مقالات ولقاءات في قنوات محلية وخارجية متحدثاً عن الثورة، وسرت حينها أحاديث عن تواصل بين منير وبين الشيخ حميد الأحمر، بينما اعتقد اخرون وجود تواصل وثيق بينه و اللواء علي محسن الأحمر الذي كان يسرب له بعض الاخبار لكي يتحدث بها للقنوات، ومع التطورات السياسية المتلاحقة اثناء الثورة الشعبية أدرج اسم منير الماوري ضمن المجلس الوطني الذي اعلن أنذاك برئاسة محمد سالم باسندوة، وكان مجرد ادراج اسمه انتصارا ذاتياً له وهو الذي يعشق الأضواء، ويبحث عن أي انتصار يمكنه من التواجد في الساحة السياسية ليغطي عقدة غربته وابتعاده عن اليمن.
منير بعد الثورة حاول منير من خلال علاقته التي يمتلكها ان يكون حاضراً في تشكيلة حكومة الوفاق، لكنه فشل في ذلك، فكتب اكثر من مرة ينتقد التشكيل، واتجه لمغازلة السلك الدبلوماسي حيث توجد مناصب تروق له ويريد الوصول لها، وكان القربي وزير الخارجية حجر عثرة امام ذلك، حيث رفض الموضوع جملا وتفصيلا، بعدها ضل منير يكتب عن وزير الخارجية، ويتهمه با الفساد والفشل لفترات طويلة ومتقطعة، ولا زال الى اليوم يكتب بحرقة من فقد عزيزاً كلما تذكر القربي ورفضه أي قرار لتعيينه.
مع وزير المغتربين وزير المغتربين اللواء مجاهد القهالي، ناله نصيب من الشتم والاتهامات باالفساد، واياً تكن مقاصد منير، فلستُ على إطلاع بما يمتلكه منير من أدلة على فساد احد المسئولين من اجل الحصول على ما يريد من منصب سواء ما ينشره، لكني اتحدث عن تغير المواقف المفاجئ لمنير، والتناقض الذي يظهر به من وقت لآخر، منير التقى وزير المغتربين في أمريكا، وتحسنت العلاقة، واصبح الوزير الفاسد نزية ووطني، ومهتم بخدمة المغتربين، لولا وجود القربي، حصل منير بعد هذا اللقاء على قرار مستشار من وزير المغتربين لشؤون الجالية اليمنية في أمريكا، وقد نشر بعض الناشطين صورة القرار في مواقع التواصل الاجتماعي.
شارك منير في مؤتمر الحوار الوطني ضمن حصة الرئيس هادي، بعد ان تركة جميع الأصدقاء والأحزاب، فكان مؤتمر الحوار فرصته للحصول على ما يريد، حيث حاول التقرب من الرئيس هادي لكنه فشل، فحاول من خلال نجل الرئيس جلال حيث يفاخر بعلاقته معه، لكنه لم يحصل على ما يريد، وهو ما جعله يقوم بتخفيض حلمه بان يكون وزير الى سفير ثم الى قنصل، ثم الى مستشار اعلامي في سفارتنا بباريس، لكن القربي كان له با المرصاد، فرفض الترشيح المقدم من رئيس الحكومة.
علاقته بعلي صالح حين قرب موعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني، وإحساسه انه سيخرج بدون أي نتيجة لما كان يطمح، قرر مسح كل نضاله ضد صالح، وكتابته الرنانة، وذهب نعته لصالح بسلاح الدمار الشامل ادراج الرياح، فكان الشيخ ياسر العواضي هو الملاذ الذين يستطيع تقريب وجهات النظر بينهما، ففي غمرة انشغال الجميع بوثيقة الحوار الوطني، ومخرجات الحوار، إلتقى منير بصالح في منزل الأخير بحضور العواضي، وذاب الجليد المتراكم، وطلب منير من صالح ان يأمر القربي بالتوقيع على قرار التعيين، لكن صالح لم يفي بوعده نظرا لتوتر العلاقة بينه وبين القربي.
منير الذي يريد ان يظهر للزعيم حسن النية، ظهر اول مرة في قناة اليمن اليوم التابعة لنجل صالح، وتكررت اللقاءات والمشاركات، وتحدث عن صالح انه رقم صعب، وسيضل رقم في الساحة السياسية، ما حصل من تقارب جعل من منير في وضع لا يحسد عليه، كيف ان الثائر اصبح يمجد الزعيم بعد ان ترك السلطة، واصبح يقوم بدور احمد الصوفي في كثير من الأحيان، بعض الاخبار تقول ان منير حاول الإلتقاء بنجل صالح لكن الأخير رفض.
مع نصر طه مصطفى منير الماوري لم يجد احد يقوم بمهاجمته سوا مدير مكتب رئيس الجمهورية، الذي كانت يرتبط معه بعلاقة صداقة جيدة، ودفعني ما ينشره ضد نصر طه في الفيسبوك للتحري ومعرفة سر ذلك الإنتقاد والتناول اللامسؤول، وعلمت من أحد المقربين من نصر أن عدم رد نصر على اتصالات منير دفعته لإعلان حرب مقدسه ضده، حتى إنه لا ينام الا وقد كتب منشورات عن الرجل بشكل هستيري خالي من الصدق والنقد البناء، وبدون أي وثائق او مستندات، وأصبح هجومه عليه شغله الشاغل، بل انه أعاد نشر ما اثارة المطبخ التابع للنظام القديم، و نفس الأسطوانة المشروخة التي عرفها الناس سابقاً، ونظرا لكثرة ترديد تلك المنشورات البلهاء التي أدمن عليها، فقد منير جماهيره بسبب انتهازيته، واغلب المعلقين ينتقدون كتابته التي يغلب عليها الشخصنة، والانتقام للذات، وليس فيها شيء جديد، ومن ركاكة منشوراته تلك المعلومة التي قال انه حصل عليها من احد أصدقائه المحسوبين على النظام القديم، مفادها ان نصر طه يقف ضد قرار تعيينه في السلك الديبلوماسي، واعتقد ان مثل هذا الكلام كلام عار من الصحة، ولا يصدقه عاقل، كون الترشيح لمثل هذه المناصب يكون من رئيس الوزراء، وليس من رئيس الجمهورية، لكن منير اصبح يتخبط ويبحث عن أي غريم.
وفي احد منشوراته كتب بوستا قال فيه ان باسندوة فاشل، وبعد ان وصلته اخبار ان باسندوه رشحه كمستشار اعلامي، كتب في تناقض عجيب ان باسندوة رجل وطني ولا ينتقم من احد، وانه يصدر قراراته بوطنية وعقلانية، وهي بالمناسبة تناقضات كثيرة، فقد وصف في السابق تعيين نصر طه في مكتب الرئاسة انتصارا.
التحالف مع طواف يتقاسم منير الماوري البوست مع عبدالوهاب طواف، وتفرغا الإثنان لمهاجمة الرئيس هادي والمقربين منه، فطواف قام بالهجوم الشنيع على الرئيس، وحاول تشكيل ما اسماه الحراك الشمالي، لكنه فشل قبل إعلانه، فهو يريد ان يعود سفيرا الى أي دولة، بعد ان ترك سوريا بإيعاز من اللواء الأحمر، غير ان الأحمر اعلن انه لا يمثله بعد الهجوم المتكرر على شخص الرئيس واتهامه بالخيانة للوطن، وفي الأخير ظهر تحول مفاجئ في مواقفهما (طواف والماوري)، فقد توقفا عن الهجوم على شخص الرئيس بشكل مباشر، وظلوا يهاجمونه من خلال مدير مكتبه.
واستمرارا لتناقضات منير رد قبل أسبوع على الكاتب سمير الصلاحي الذي كتب مقالا عن نصر طه مصطفى، وتطرق الى موضوع اصل نصر طه التركي، كتب منير بوست مع مشاركة لمقال سمير ناصحاُ له ولجميع الكتاب ان ينتقدوا بعيدا عن الخصوصيات العائلية، وانه ليس عيبا ان يكون نصر من أصول تركية، لكنه عاد ايضا ليناقض نفسه حين كتب اسم نصر طه على حائط صفحته بالفيسبوك وهو يتحدث عنه (نصر طه مصطفى اغآ) وهي إشارة واضحة للفت الأنظار الى أصول نصر التركية، وهكذا ستجده اليوم يمتدح، وغداً يشتم حتى يحصل على ما يريد.