اخبار الساعة - تيسير الغول
الغريب في الأمر أن القذافي يملك مواهب كثيرة يبدع فيها ابدعاً عظيماً . حيث استطاع أن يقنع العالم أن ليبيا ليس فيها اية مظاهرات أو أي مشاكل وأن الأمر لا يعدو عن مسيرات كرنفالية مؤيدة لسيادة الرئيس جابت شوارع المدن وأحيائها وزنقاتها.
مهارة الكذب والغش والخداع سمة يشترك فيها كل المخاليع الذين خلعتهم الشعوب ابتداءً من الزين وانتهاءً بمبارك مروراً بالقذافي المهرّج المجنون. بل إن إن هناك صفات مشتركة يتحلى بها المنخلعين أكثر من صفة الكذب والغش. فهناك البلطجة التي استخدمها المخاليع الثلاثة بطرق تكاد تكون متشابهة في الصناعة والسيناريو.فذلك الذي أرسل زبانيته ليطلق النار على المسالمين وذاك الذي أرسل خيله وإبله على الناس الآمنين. وهذا الذي أرسل مليشياته وطيرانه لتدك العزّل من الناس الذين قالوا بعد أربعين سنة من الاستعباد لا للطاغية الزنديق. وأيضاً فإن السرقة والسرسرة على مقدرات الشعوب كانت عاملاً مشتركاً بين المخاليع الثلاثة حيث تبين أن الأمة كانت أمام شلة من اللصوص الأوغاد تنهب وتسرق وتستغل وتفسد في العلن والخفاء والكل في نوم عميق عما يحدث.فذلك الذي سرق خزينة دولته هو وزوجته وولى هارباً ولم يعقب. وذاك الذي ملك المليارات التي حرم منها الشعوب والجوعى وأرسلها الى بنوك الغرب ودكاكينه وعاث أبنائه وأسرته وولغوا بدماء الأمة واستنزفوا عرق جبينهم.وهذا الذي استنزف أموال بلاده ليصبح ملكاً للملوك وقريباً منه أمة تعاني الجوع والذل والمخمصة.
أما الإدعاء أن الشعوب تحبهم وتلهج بالدعاء لهم بطول العمر وأنهم مستعدون أن يضحّوا لأجلهم ويموتوا دونهم فهذه كذبة وفرية ما بعدها كذبة . فإن الشعوب فاقت من سباتها وأدركت أن أولئك الرويبضة لا يخرجون من دائرة الإتهام وأنهم أقل شأناً من أن يموت الناس دونهم أو ينصرونهم إذا ضاقت عليهم الأرض يوماً .بل إن الأحذية كانت العامل المشترك في وداعهم حينما حانت ساعة الصفر التي انتظرتها الشعوب طويلاً.
نحمد الله تعالى الذي أحيانا لنرى بأعيننا أولئك الطغاة وهم يتساقطون واحداً تلو الآخر بعد أن اذاقونا الويل والثبور واذلونا أمام اعدائنا مرّة وأمام أنفسنا مرات ومرات. نحمد الله تعالى أننا رأينا ما كنا متأكدين من تحقيقه وطالما حذرنا من مغبته إن استمر الحال على ما كان عليه. ولكن الله تعالى أبى أن تكون الذكرى إلا للمؤمنين ولمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد.والى مشهد آخر من تلك المشاهد العجيبة المفرحة. نراكم على خير ونستودعكم الله تعالى.