يحتفل الشعب اليمني بالعيد الرابع والعشرين لتحقيق الوحدة الذي كان للرئيسين علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض الشرف لهذا المنجز الذي يعد المحطة البارزة في تاريخ اليمن الحديث
تعرضت الوحدة السياسية لهزات أضعفت معنوية ابناء الشعب اليمني تجاهها وللأسف الشديد ان تلك الهزات جاءت على ايدي من كان لهم الشرف بتحقيقها بسبب تصرفات أساءت لهذا المنجز من قبل زعيمي الوحدة " صالح والبيض " وهي إساءات ألحقت ضررا كبيرا بالوحدة الوطنية وانعكست سلبا على الهوية الوطنية حتى وصل الأمر الى انكار احد صانعي الوحدة هويته اليمنية وهي الهوية التاريخية لشعب جنوب مكة المكرمة
نزعة التسلط والاستئثار لدى زعيمي تحقيق الوحدة اليمنية دفعهما بعد حوالي عامين لإخضاع الوحدة والدولة ومؤسساتها الى التصادم السياسي الذي تحول الى صدام عسكري مسلح تحت رايتين متناقضتين، راية الانفصال وراية الوحدة، وتم اضافة شعار الشرعية الدستورية الى الراية الثانية وهي التي كسبت المعركة من الناحية العملية مقابل الهزيمة في المضمون
دوافع صراع زعيما الوحدة لم تكون على أساس وطني وليس لصراعهما علاقة بالمصلحة العليا للشعب سواء شعب اليمن بشطريه او الشعب اليمني في ظل دولة الوحدة
السلوكيات والممارسات على الأرض أثبتت ان صراعهما دافعه الأساسي هو حب السيطرة والتملك والاستحواذ على السلطة والثروة وهذا امر ثابت وتصرفات زعيما الوحدة بعد اخراجهما من السلطة وتحولهما الى ممولين لعمليات التخريب وزعزعة الامن والاستقرار وسعيهما لتغذية بؤر الخلاف والتمرد وتخريب المنشآت العامة والخدمية ودعم جمهرة الفوضى التي تقف عائقا امام استقرار اليمن
تحقيق الوحدة اليمنية منجز تاريخي عظيم يمنح قادة ذلك المنجز قداسة وطنية محفوظة في سجل التاريخ وذاكرة اليمنيين تتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل
تحقيق الوحدة اليمنية منجز تاريخي حقوقه محفوظة لعلي عبد الله صالح وعلي سالم البيض ولا يستطيع احد التعدي على هذا الحق تحت اي مبرر وبالمستوى ذاته انهما من الحق الضرر والاذى والتخريب بالوحدة وشوها صورتها واضعفا معنويتها لدى الجماهير وكل الاعمال التي ارتكبها زعيما الوحدة هي ايضا حقوق محفوظة في سجل التاريخ وذاكرة اليمنيين والاجيال القادمة ولا يمكن لاحد انكار هذا او طمس الحقيقة
بعد نضالات متواصلة ضد سوء الادارة وعسكرتها التي توجت بثورة الشباب الشعبية السلمية التي اندلعت مطلع ربيع العام 2011 م التي ازاحت آخر واهم من شوه الوحدة وتحول الى مخرب وزعيم للانفلات والجريمة
الوحدة اليمنية امام تحول كبير وجذري وان إصلاحها وإعادة الاعتبار لها وللوطن الذي تلقى ضربات موجعة اثرت على الوحدة الاجتماعية وكادت الوحدة ان تتحول الى مشكلة بحد ذاتها كما كان ينظر اليها قطاع من الشعب وكانت القضية الجنوبية احد مخرجات هذا الخلل
مؤتمر الحوار الوطني الذي يعتبر احد مخرجات ثورة الشباب الذي ضم اطياف المجتمع كلها لوضع مشاكل اليمن خلال الفترة الماضية وكان للقضية الجنوبية اولوية من كل المكونات وتم تحديد طبيعة المشكلة وقدمت التصورات والرؤى لحلها وكان لابناء الجنوب مساهمة ايجابية لوضع تلك الحلول وخرج المؤتمر بنتائج ايجابية على اسس وطنية ونال الجنوب رد الاعتبار وتحققت المطالب التي كانت محل خلاف
احتفالات الشعب اليمني هذا العام بذكرى الوحدة اليمنية يأتي مختلف بشكل كلي على مختلف الاصعده واحتفالات هذا العام تأتي في ظل مخاض صعب على المستوى السياسي والاقتصادي والامني نتيجة العوامل المصاحبة للتغيير ومحاولة بعض قوى الماضي الى اعادة عجلة التاريخ للوراء ودعمها اعمال الفوضى والانفلات وعرقلة مسار التغيير الذي يتولى زمامه الرئيس عبد ربه منصور هادي من خلال اشكال ومسميات كثيرة تلتقي عند هدف واحد هو عرقلة مسيرة التغيير
اعمال الفوضى والارهاب التي تمارسها جماعات العنف ( القاعدة والحوثي والحراك الجنوبي المسلح ) تحت مبررات واهية تم وضع اسس حل كل هذه المبررات من خلال وثيقة مخرجات الحوار الوطني التي صاغتها كل الاطراف ووقعت عليها ، الا انها تراجعت عن ذلك وعادة لممارسة العنف المسلح ومقاومة الدولة بدعم من قوى الماضي الممثلة بالرئيس السابق علي صالح وعلي سالم البيض ودعمهما لجماعات العنف المسلحة التي يعتبرونها ذراعهم اليمنى لتحقيق مآربهم ومشاريعهم بعد مرحلة من ممارسة ضرب اليمن في امنه واستقراره وهويته
الرئيس عبد ربه منصور هادي امام امتحان صعب للغاية وامام مهمة وطنية بالغة الحساسية نتيجة للارث الكبير من المشاكل ونتيجة وجود قوى الماضي حاضرة بقدرات مالية ولوجستية ، فهذه القوى هي التحدي الكبير الذي يقف في وجه الرئيس هادي كعقبه تحول بينه وبين تنفيذ استحقاقات الانتقال باليمن الى بر الامان
الرئيس هادي امامه مهمة اعادة الاعتبار لليمن وللوحدة وللدولة وللامن والاستقرار وقبلها للانسان اليمني الذي افتقد المساواة والعدالة لعقود من الزمن وهذه الفرصة يجب ان يقتنصها اليمنيين برص صفوفهم وراء الرئيس هادي والوقوف امام مشاريع التفتت التي تقودها قوى الماضي للخروج باليمن من هذا الوضع الذي توحدت فيه كل قوى الشر
اصلاح الوحدة واعادة اعتبارها هم يسعى الرئيس هادي انجازه من خلال تطبيق وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي تضمنت اعتماد نظام الاقاليم وهو النظام المناسب للحد من سيطرة الحاكم او السلطة المركزية التي كان لليمن الموحد تجربة قاسية ومرة مع النظام الفردي العائلي الذي قضت عليه ثورة الشباب الشعبية
ليس امام اليمنيين خيار سوى الالتفاف حول قيادة البلد ممثلة بالرئيس هادي وهو يمتلك من القدرة ما يؤهله لتلبية وتحقيق مطالب الشعب شرط ان يكون اليمنيين لديهم النضوج الكافي لإدراك المخاطر التي تبرز لاعاقة مسار التغيير الذي يراهن الرئيس هادي على تحقيقه مهما كانت درجة ومستوى العراقيل التي ستتحطم أمام ارادة اليمنيين
اليمن وشعب اليمن امام محطة جديدة ومختلفة عن محطات الماضي المؤلمه وما تتميز به هذه المحطة هو القضاء على تسلط الفرد والعائلة بحكم اليمن واصبح الشعب شريك اساسي بإدارة شئونه من خلال النظام الاقليمي الذي توفر لليمن تلبية لارادة شعبية ووعي عام ناتج عن المعاناة من سوء ادارة الفرد للدولة ومؤسساتها .. كل عام وأنت بخير يا وطني الغالي ..