اخبار الساعة - د. زهير علي عبد العليم
لعقود طويلة سيطر مشائخ قبيلة شمال الشمال ( إقليم ازال حاليا ) على مقاليد الحكم في اليمن ، هذه السيطرة المطلقة و هذا الإستئثار الخالص بالسلطة و الثروة أسس دولة ضعيفة متخلفة تكاد تكون الأكثر تخلفا على مستوى العالم الثالث ، دولة كان فيها أبناء اليمن جميعاً و أبناء القبائل البسطاء خصوصاً وقود لحروب لا ناقة لهم فيها والجمل ..
من الملاحظ الآن ان ذات القوى التقليدية القديمة من مشائخ و أعيان تستعد للإمساك بتلابيب السلطة من جديد ، يؤسسون أحزاب جديدة ، يُفرخون من أحزابهم القديمة أحزابا جديدة بِاسماء مختلفة .
ليس في هذا ما يعيب ، ولكن ..
الدولة الحديثة التي يريدها جميع اليمنيون من صعدة الى المهرة هي دولة عادلة ، دولة مواطنة متساوية يتساوى فيها الجميع بالسلطة و الثروة و بالحقوق و الواجبات ، لا فرق فيها بين أبناء القبائل المسلحة و أبناء تهامة ، دولة فيدرالية بحق و بكل م تحملة الكلمة من معنى ..
دولة لا يطغى فيها أبناء إقليم على غيرهم ، دولة تعيش الى الأبد ضمن قوانين واضحة لا يشوبها لبس ولا يعكر صفوها طموحٌ مريض لأي فئة كانت ..
إن إعادة انتاج دولة القبيلة من جديد لن يمر ، و ثورة فبراير 2011 لم تكن إلا نتاج لإستئثار مركزي بغيض على مقدرات اليمنيين ، هذا الاستئثار الذي أفضى الى مطالبة الجنوب بالانفصال و اشتعال الثورة من قلب تعز ..
أعتقد ان الصورة واضحة و سلبيات إطالة الشرح والتفصيل في هذا الموضوع بالذات أكثر من فوائده لما خلفه نظام الحكم المركزي السابق في نفوس اليمنيين و ذاكرتهم من جروح غائرة يصعب ان تلتئم دون دواء ..
اليمنيون بمختلف ألوانهم و انتمائاتهم الحزبية و الدينية و " المذهبية اذا حبيتم " لقوا من حياتهم السابقة نصبا ، فقر و مرض و فاقة و هجرة ، ملوا الحروب و التناحر و تشططوا غيظا من تعالي بعضهم على بعض .
عفا الله عما سلف و لكن ..
اليمنيون اليوم جميعاً و فئة الشباب على وجه الخصوص لن يقبلوا ان تستأثر فئة بعينها على السلطة او تعيد انتاج نفسها عقب كل دورة انتخابية و لن يقبل أبناء الأقاليم الستة ان يكونوا تابعين لِأبناء أي إقليم مسلح او غني !
في تداول منصب رئاسة الجمهورية و منصب رئاسة الحكومة و كذالك مجلس النواب دواء و شفاء للنفوس من جروح و أضغان مضت ، و فيه أيضاً وضع حد لِأطماع أي جهة كانت ، هذه الأطماع التي إن إستمرت ستقود اليمن الى حرب أهلية عاجلاً ام آجلا ً ..