يتعامل عناصر وقادة جهاز الأمن القومي مع الصحفيين اليمنيين كأنهم من عناصر جهاز (أم أي6) البريطاني أو الموساد الإسرائيلي، هذه النظرة الغريبة للصحافة، التي مردها الحس الوقائي من الأعداء، ليست وسيلة تعامل ناجعة بين أبناء الوطن الواحد.
يعتبر جهاز الأمن القومي اليمني أهم وأقوى الأجهزة الوطنية السرية التي تعمل وفقا للقانون، من أجل حماية اليمن واليمنيين، واخلص الأجهزة لحماية ولي الأمر، وهذا مطلب لجميع اليمنيين في هذه المرحلة الدقيقة الحرجة التي يمر بها اليمن، وفي المقابل هناك أجهزة الإعلام المتعددة، ومنها الصحافة التي تعمل في العلن ووفقا للقانون أيضا، وهمهما الأوحد حماية اليمن بتعريف الحقائق للناس، وتبصير ولي الأمر، صحيح أن هناك صحافة صفراء انتهازية، وصحافة زرقاء حزبية، وصحافة حمراء مدفوعة الأجر، ولكن ما ذنب الصحافة البيضاء وتعميمها بذنب أخواتها، فالتعميم لا يجوز بأي حال من الأحوال، وبأي زمان من الأزمنة الغابرة.
ومن التعميم انتقل الى التخصيص، فعدة أجهزة أمنية وحكومية تنظر للصحافي على أنه عدو، مهمته النبش والبعسسه وتحويل الحقائق إلى فضائح، وهذه النظرة والتحفظ، دليل على أن هناك نار تحت الرماد، متناسين أن هذا الصحفي هو يمني مثل البقية، ولديه إحساس بالانتماء والغيرة على وطنه، والحرص على مستقبل أولاده وعلى المال العام، وهذا خاص وليس عام في كل يمني وطني.
مؤخرا نشطت عدة أجهزة أمنية في السؤال عن صحافي متخصص في كشف ونشر قضايا الفساد، وجمع التحريات من عدة مصادر ، كان أهم هذه الأجهزة جهاز الأمن القومي، وشخصيا اندهشت هل محاربة الفساد والمفسدين جريمة يعاقب عليها قانون الأمن القومي، وهل يؤثر في سلامة ولي الأمر، وهل يزحزح استقرار الوطن، ويهدر المال العام، كما يحاول البعض إظهار ذلك.
عندما تكتشف فساد في مرفق من مرافق الدولة فبالضرورة، انك قد احتكيت بهذا المرفق، وتضررت منه، فلابد أن كنت مؤمنا باليمن انك ستصرخ في هذا المرفق الفاسد، أما إذا كنت دائم الضرر من المرافق الحكومية في إطار وحدتك الإدارية، موطنك المعيشي يعني، وتجارب الفساد من أجل مستقبل أولادك الذي هو جزء من كل مستقبل جميع الأولاد في وطنك ، فإن قوى الفساد والروابط العضوية بينها، ومراكز القوى وتبادل المصالح، تستطيع أن تشغل عدة أجهزة أمنية ضدك وخاصة إذا كنت صحفي مثل صاحبنا هذا الذي شغل أصدقاء عناصر الأمن القومي في أرواحهم ليل نهار ، أو إذا كان هناك وكيل فاسد نجاه موظف لدى احد المفسدين من بين عشرة وكلاء أصحاء ونبلاء، يستطيع هؤلاء أما بالمصالح أو بالخديعة توجيه العناصر الشريفة والوطنية في الأجهزة الأمنية المختلفة، نحو أذية أي صحفي يحارب الفساد، اعتمادا على الإرث التاريخي لمهنة الصحافة وإلى النظرة القاصرة لبعض عناصر الأمن القومي، واعتقاد البعض منهم أنهم يقدمون خدمة لليمن من خلال تتبع الصحفي وحبك القرائن وربما الأدلة باعتباره رجل خطير على أمن واستقرار اليمن، وسلاحه قلم رصاص فتاك، يصيب الأهداف كاصاروخ كروز وتوماهوك، وربما كطائرة بدون طيار، بل هو أخطر من رجال الموساد على اليمن، برغم انه مواطن صالح وليس الصالح ويمني مثل رجل الأمن.
بكل حال إذا كان عناصر وقادة جهاز الأمن القومي، يحتاجون إلى إثبات قدراتهم الوطنية في خدمة اليمن تجاه هذا الصحفي الذي يحارب الفساد بين زمنين، فهذا رقم تلفونه الجوال 777615161، ومتأكد انه سيرد عليكم، وسيحضر إلى جهازكم الموقر، بمجرد الطلب دون أن يكلفكم فلس واحد، والواقعة ولا أسلحة بنواظير فوق وتحت السفنجه، وسيحاوركم بسلاحه الفتاك بين الشفتين ، إذا كان لكم كجهاز متخصص أي أسئلة أو تحفظات على ما يتم نشره ضد أباطرة الفساد في الدولة، مع التذكير أن حربه مع الفساد بدأت مع النظام السابق منذ عشر سنوات، واستمر بعد ثورة التغيير بوتيرة أقوى طرديا مع تزايد قوة المفسدين ، ولكنكم لا تبحثون في العلوم والجوجل، كما تبحثون بالعسس، عموما لست خائفا من جهاز الأمن القومي وعناصره وقادته لأني مدرك بمهامة الوطنية وخدماته لليمن وولي الأمر ، ولكني أخاف عليه أن ينحرف عن مهامه النبيلة بفعل فاعل، فيتحول إلى أداة بيد المفسدين كما حصل مع أجهزة أمنية سابقة، فصدقت عليها قصيدة أحمد فؤاد نجم، إحترامي للحرامي.
إن الموت لا يعني شي للصحفي اليمني سوء الفداء .... { فإن مت لست أعدم قبرا، وأن عشت فلست أعدم خبرا وخبزا، فلماذا أزور زيدا وعمرا، وقد كفاني ربي السؤال دهرا } .... أن أبشع وسيلة لقهر الحرية هي الحبس السالب للحرية، فيبدأ الحبس بتدمير السجان قبل السجين دون أن يدري السجان ، لأن الحر عسر يورث الحرية ولا يقبل الظيم ابدا ، ولا يقدم الإحترام للحرامي , والبقية في حياتكم.
إلى الحرية في زمن الأمن ولي الأمر
اخبار الساعة - اكرم الثلايا