أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

النصيحة الواجبة للسيد الحوثي مع فائق التحية .

- طارق مصطفى سلام

( للسيد الحوثي : قبل التفكير بكسب مزيد من المعارك والأرض عليكم بكسب العقول والقلوب فهي الأبقى والأمضى على الدوام . ) ,


يبدوا ان معارك الليلة (الاربعاء الموافق4يونيو2014م) هي الحاسمة في حرب عمران ومستقبل حركة الحوثي واستمرار ألقها في اليمن من عدمه , فأما ان يعود الحوثي إلى دياره في صعده خائبا, أو يبدأ في زحفه الكبير المظفر إلى العاصمة صنعاء .. وأعتقد ان كل هذه الأمور المتداخلة في مقدماتها والمحتدمة في النتائج تحكمها في الربح والخسارة في الدرجة الأولى هو ثقل المركز لكل طرف وحجم تحالفاته الحقيقية في الأطراف وصمودها في الاصطفافات المتغيرة دائما والمعارك القائمة اليوم في هذه المرحلة الحاسمة وفي هذه اللحظة الفارقة التي تحدد لا تحدد مصير ومستقبل الأطراف المتصارعة فحسب بل مصير ومستقبل اليمن ..


إلا أنني ما زالت أقف بتأمل واصرار كبير (في هذه اللحظة الفارقة وعند هذه المعركة الحاسمة)عند تلك الجزئية الهامة والنصيحة الواجبة التي اسديتها في مطلع شهر فبراير الماضي للسيد عبدالملك الحوثي بعيد دخوله منتصرا مناطق حاشد (الخمري, العصيمات, خمر, العشه , دنان ) بأن الأهم من كسب المعارك الحربية على الأرض والتوسع في الارض هو القدرة على الحفاظ على هذه المكاسب وعلى الدوام, وذلك لن يتم إلا بكسب العقول والقلوب أولا (كما كنتم تفعلون طوال الحروب الستة الماضية فكسبتم جل العقول والقلوب وغالبية مناصريكم الأن ) وفي المناطق التي تظم لإدارة الحركة بكسب الناس والأرض معا, من خلال الحرص على ترك الأرض تعمر بأهلها وعدم حرقها, بترك المناطق لأهلها ليديروها بمعرفتهم لأنهم الأكثر دراية بها والأكثر قبول فيها .. وتبقى قيادة الحركة مرجعية لهذه الادارة وموجهة  لها لا أكثر ..


ترى هل تأخر الوقت الأن على تكرار مثل هذه النصيحة القديمة وسماعها ؟! أم ان عدم سكون الأحداث في نقطة التوازن المطلوبة منذ البدء وتسارعها المريب وتصاعدها المستمر لم يسمح بسماع مثل هذا الرأي المتواضع ؟! ..


فإذا كان الحال هو كذلك ولا خيار فيه, وهو الواقع  القائم الأن الذي لا فكاك منه, فأنني أعلم يقينا انها بداية النهاية, فلماذا لا يفكر ويسارع السيد عبدالملك الحوثي بتحويل حركته الثورية الفاعلة إلى حزب مدني مناضل جذوره ضاربة في شمال اليمن إلا ان فروعه تمتد إلى كافة جهات وربوع الوطن ..


وهذا ما يسمح به الوقت الراهن ويحتاجه الظرف القائم وبدون أي تهاون أو تسويف يؤدي إلى التأخير المذموم وضياع الفرصة المتاحة اليوم .
نسأل الله العزة والسلامة لليمن الأصيل وأهله الكرام .

Total time: 0.0455