أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

لماذا يقاتل الحوثيون للسيطرة على جبل ضين؟

- صنعاء

على بُعد عشرة كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من مدينة عمران ينتصب جبل ضين الشاهق وسط أرض مستوية من القيعان والحقول الزراعية مما يزيد من أهميته كمركز مراقبة وتحكم بين محافظتي عمران وصنعاء.

وتفصل بين أطراف العاصمة صنعاء الشمالية وجبل ضين مسافة تقدر بنحو 22 كيلومتراً, الأمر الذي يجعل منه موقعاً حربياً شديد الحساسية، في إمكان قذائف المدفعية الميدانية في حال نصبها على قمة الجبل أن تطال مطار صنعاء الواقع إلى الشمال الشرقي من العاصمة وكذا قاعدة الديلمي العسكرية الجوية.

عاد اسم جبل ضين ليروج مجدداً منذ الأحد الماضي بضمه إلى مسرح المعارك الدائرة في عمران بين المسلحين الحوثيين وقوات اللواء 310 المسنودة برجال قبائل.

وكان اسم "ضين" الذي تقع في قمته ثكنة عسكرية وأبراج معدنية لتقوية الاتصالات قد انتشر قديماً حين استشهد شيوخ دين بورود اسمه في حديث نبوي على معجزة نبوءة رسول الإسلام محمد.

فقد أشار الرسول على أول وال بعثه إلى اليمن بأن يتخذ من جبل ضين معلماً لتحديد اتجاه القبلة لدى بناء أول مسجد في صنعاء، وفق ما روى وبر الخزاعي الذي كان أول مبعوث في العهد النبوي إلى اليمن لحكمها واستقطاب سكانها إلى الإسلام.

وفي هذه الرواية، تعميد لبروز جبل ضين ووضوح علوه في المنطقة الممتدة من صنعاء إلى عمران.

وشن المسلحون الحوثيون يوم الأحد الماضي قصفاً على قمة جبل ضين حيث تتمركز قوة عسكرية تابعة للواء 310 الذي يقوده العميد حميد القشيبي ويطالب الحوثيون بإقالته، وذلك ضمن مسعى من الجماعة المسلحة للسيطرة على الجبل ذي الموقع الاستراتيجي.

فمن شأن التمركز في قمة الجبل أن يمكن مسلحو الحوثيين من السيطرة على مدخل عمران الجنوبي وضرب أي إمدادات عسكرية قادمة من صنعاء أو من معسكرات الجيش الكبيرة في أرحب، فضلاً عن إغلاق الطريق الرئيسة بين العاصمة وعمران وكذا إبقاء الأطراف الشمالية للعاصمة تحت رحمة المدفعية الحوثية بما فيها حركة الملاحة في المطار.

ويبدو أن تركيز الحوثيين لهجماتهم على جبل ضين خلال الأيام الماضية ثم سيطرتهم على نقطة عسكرية في منطقة سلاطة عند المدخل الجنوبي لعمران قد دفع قيادة الجيش إلى استخدام المقاتلات الحربية لقصف تجمعات للمسلحين الحوثيين، الاثنين الماضي.

ومن شأن هذا التطور أن يؤدي إلى خيارين، فإما يستشعر الحوثيون جدية السلطات في إنهاء قوتهم ويسهمون في وقف القتال وإما تتوسع المواجهات في عمران إلى حرب شاملة كالحروب الستة التي دارت في صعدة بين عامي 2004 و2010.

وفي حال استعر القتال وتطور الى حرب شاملة بفعل هذا التطور فسيغدو من الممكن حينئذ الحديث عن معركة عمران بشطرها إلى ما قبل جبل ضين وما بعده.

 

Total time: 0.0523