أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

الحوثيون يستحدثون نقاطاً جديدة ويحشدون أسلحة ومقاتلين إلى ضواحي عمران وحملة عسكرية تصل همدان

- المصدر اونلاين

أعادت جماعة الحوثيين المسلحة ترتيب أوضاعها والتمركز في مواقع جديدة ونقل مزيدٍ من الأسلحة والمقاتلين واستحداث نقاط مسلحة في محافظة عمران، خلال الأيام الثلاثة الماضية التي تلت سريان اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينها وبين قوات الجيش.

 

وقالت مصادر محلية إن حالة من الهدوء الحذر والتوتر تسود المناطق المحيطة بعاصمة المحافظة، مؤكدة أن المعطيات على الأرض تنذر بانهيار وشيك للهدنة، وتجدد المواجهات بين قوات الجيش ومسلحي جماعة الحوثيين.

 

واتهمت المصادر جماعة الحوثيين بـ«ارتكاب جملة من الخروقات» لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بينها وبين قوات الجيش خلال الأيام الثلاثة الماضية، مضيفة ان من بين تلك «الخروقات» حفر واستحداث متارس أمام نقطة عسكرية للجيش في منطقة «سودة عدان»، بالقرب من المجمع الحكومي شرق مدينة عمران.

 

وقالت إن مسلحي الحوثيين استولوا على عدد من المدارس وحولوها إلى ثكنات عسكرية، من بينها مدارس النهضة، والخنساء، والصالح، في منطقة بيت بادي بمديرية جبل يزيد، بالإضافة إلى مدرسة الصرارة الإعدادية الثانوية.

 

وأضافت ان من ضمن الاستحداثات التي قام بها مسلحو جماعة الحوثيين احتلال مسجد وديوان مجاور له ومدرسة حكومية في منطقة بني الزبير التابعة لمديرية عيال سريح، غرب موقع السلاطة على المدخل الجنوبي لمدينة عمران.

 

كما عزز الحوثيون مواقعهم بأعداد كبيرة من المقاتلين والأسلحة، وقال شهود عيان إن مجاميع مسلحة من الحوثيين شُوهدت على متن 11 سيارةً وهي متجهة من مديرية ريدة إلى منطقة الصرارة ومركز مديرية جبل، بالإضافة إلى 20 سيارة أخرى محمّلة بالسلاح والمقاتلين اتجهت إلى مديريتي جبل يزيد وعيال سريح، مشيرين إلى أن معظم السيارات من نوع "هايلوكس"، وأطقم تحمل مدافع 75 ملم، بالإضافة إلى دينا محملة بالذخائر.

 

وبحسب شهود عيان، نصب الحوثيون عدد من مضادات الطيران في المناطق المحيطة بجبل ضين، جنوب مدينة عمران، الجبل الذي يحاول الحوثيون السيطرة عليه منذ الأسبوع الماضي، وتتمركز فيه عدد من الكتائب العسكرية التابعة لقوات اللواء 310 بمحافظة عمران.

 

وقالت مصادر محلية إن مسلحي جماعة الحوثيين استحدثوا 5 نقاط مسلحة في منطقتي السلاطة وبيت عامر على خط عمران - صنعاء، وفي منطقة الورك على خط بيت الضلعي في مديرية عيال سريح، وفي منطقة ذيفان التابعة لمديرية ريدة، بالإضافة إلى إنشاء نقطة مسلحة بالقرب من منطقة الضبر على المدخل الشمالي لمدينة عمران.

 

وتشهد المناطق المحيطة بمدينة عمران استحداثات وحشد مستمر وحفر للخنادق والمتارس من قبل مسلحي الحوثيين، وقالت مصادر محلية إن الحوثيين قاموا بنقل صواريخ كاتيوشا، مساء الجمعة، من منطقة قهال إلى منطقة بني الزبير.

 

من جانبها، اتهمت جماعة الحوثيين من وصفتهم بـ«التكفيريين» بالتمركز في منطقة بني ميمون والتباب المجاورة لها.

 

وذكر الموقع الإلكتروني لجماعة الحوثيين إن قوات عسكرية من اللواء 310 خرجت، أمس، إلى موقع "المرحة" العسكري، غربي مدينة عمران.

 

وتتواجد اللجنة الرئاسية في مدينة عمران للإشراف على تنفذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين قوات الجيش وجماعة الحوثيين، حيث قامت بإجراء عدد من اللقاءات، غير أنها لم تقم بأية زيارات ميدانية إلى مناطق المواجهات، مكتفية بتوزيع بعض المراقبين في خطوط التماس.

 

وانتشرت خلال اليومين الماضيين قوات من الشرطة العسكرية في المواقع التي شهدت مواجهات بين قوات الجيش والحوثيين، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار.

 

وقالت مصادر محلية إن اللجنة المكلفة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار اجتمعت، أمس، في عمران في ظل غياب عددٍ من أعضاء اللجنة.

 

وأضافت أن اللجنة قامت بنشر مراقبين من الشرطة العسكرية بمعدل 2 إلى 3 أفراد في كل موقع من المواقع الواقعة على خطوط التماس.

 

ونفى قائد الشرطة العسكرية وعضو اللجنة المكلفة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في عمران، اللواء الركن عوض بين فريد، انسحاب الشرطة العسكرية من المواقع التي تسلمتها في المحافظة.

 

ونقلت وزارة الدِّفاع عبر موقعها الإلكتروني عن بن فريد قوله إن أفراد الشرطة العسكرية المكلفين باستلام المواقع العسكرية في عمران لم ينسحبوا من مواقعهم وإن الوضع طبيعي في المحافظة.

 

وقال بن فريد إن اللجنة المكلفة بتنفيذ وقف إطلاق النار متواجدة في عمران وتواصل مهامها لتثبيت الأمن والاستقرار في المحافظة.

 

وينص اتفاق التهدئة الموقّع بين الجيش والحوثيين على وقف إطلاق النار في جميع نقاط التوتر ووقف التعزيزات من كافة الأطراف ونشر مراقبين عسكريين محايدين من قوات الشرطة العسكرية وانسحاب الحوثيين من السجن المركزي في منطقة سحب وفتح طريق عمران - صنعاء.

 

من جانب آخر، عاد التوتر بين قوات الجيش ومسلحي جماعة الحوثيين في مديرية همدان، وقالت مصادر محلية إن توتراً كبيراً ساد المنطقة عقب وصول حملة عسكرية جديدة من صنعاء إلى همدان، وقيامها بنصب نقطة تفتيش في منطقة ضروان، مساء أمس.

 

وأضافت أن 3 قذائف سقطت صباح أمس في منطقة خالية بين منطقتي المغمر وضروان، ولم يعرف حتى الآن مصدر تلك القذائف.

 

وأكدت المصادر أن النقاط المسلّحة للحوثيين لم تنسحب من منطقة همدان، وهو ما دفع قوات الجيش إلى تعزيز قواتها في المنطقة، من خلال إرسال قوات عسكرية جديدة، واستحداث نقطة تفتيش جديدة في المنطقة بهدف تعزيز حماية العاصمة.

 

وفي ظل حالة التوتر في مديرية همدان، التقى وزير الدّفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد، مساء أمس، مشايخ همدان لمناقشة مستجدات الأوضاع في المديرية.

 

وقالت مصادر محلية إن الوزير أكد خلال الاجتماع أن الدولة لن تسمح لأي جماعة مسلحة بإقلاق السكينة العامة في المديرية، وأن القوات المسلحة ستتصدى لأي جماعة مسلحة تحاول العبث بأمن واستقرار المديرية.

 

وطالب وزير الدفاع مشايخ همدان بالوقوف إلى جانب الدولة في رفضهم لأي تواجد لمسلحي جماعة الحوثيين في مناطقهم والتعاون مع الدولة في تحقيق الأمن والاستقرار في المديرية.

 

من جانبهم، طالب مشايخ همدان الدولة ببسط نفوذها في المديرية والوقوف في وجه الجماعات المسلحة وإخراجها من القرى، ورفضهم تواجد الحوثيين في قراهم تحت أي مبرر، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الدولة للحفاظ على الأمن والسلام في المديرية.

 

وبحسب مصادر محلية، خرج الاجتماع بتوقيع مشايخ همدان على وثيقة تنص التزام القبائل بمساندة الدولة وقوات الجيش في التصدّي لأي جماعات مسلحة متواجدة في قرى ومناطق مديرية همدان، وتحمل مسؤولية حماية مناطقهم وحماية الطرقات في المديرية.

 

وإزاء المواجهات التي تشهدها محافظة عمران، أعرب مكتب الأمم المتحدة للعمليات الإنسانية عن قلقه جراء ما وصفها بموجة جديدة من النزوح، ضمت 20 ألف شخص فروا بسبب القتال بين قوات الجيش والمسلحين الحوثيين خلال الأسبوعين الماضيين.

 

ونقلت صحيفة «الحياة» عن المتحدث باسم المكتب، يانس ليرك، إنه "على الرغم من بدء وقف إطلاق النار فإن إغلاق الطريق الرئيس المؤدي من صنعاء إلى عمران يحول دون وصول المساعدات الإنسانية إلى النازحين".

وأوضح ليرك أن بعض منظمات الإغاثة الإنسانية تواصل عملها داخل مدينة عمران، لكن جميع العمليات خارج المدينة توقفت، ويبقى السكان في حاجة ملحة إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية.

 

وأضاف: «تنتظر تلك المنظمات تحسن الأوضاع الأمنية لتقييم الاحتياجات ومواصلة عملها ومد المستشفى الوحيد الموجود هناك بالمعدّات الطبية والجراحية وموظفي الخدمات الصحية، وهو المستشفى الذي استقبل 200 جريح في ظل غياب تام للأدوية ومواد التخدير للقيام بالعمليات الجراحية»، مبيناً أن الشركاء في المجال الإنساني تبرعوا بالمعدات الطبية والجراحية اللازمة لـ3 مستشفيات ميدانية.

Total time: 0.042