(تحييد الجيش عن الصراعات وعدم اقحامة في الحروب) عبارة تتكرر منذ شهور في وسائل اعلام النظام وتتردد في المقابل عبارة (ملاحم بطولية يخوضها الجيش واللجان الشعبية لمحاربة أعداء الوطن) نفس المطبخ الرئاسي هو الذي يضيف الى طبختي العبارتين كمية البهارات اللازمة لإقناع اليمنيين بصواب مضمونهما،يشغل الجيش اليمني الحيز الأكبر من عبارات النظام منذ جلس على العرش،فهو صار موحداً ولم يعد هناك مجال لازدواج القرار فيه أو توظيفه لغير خدمة الوطن ولم يعد جيشاً مناطقياً!!!ولا خوف عليه بعد الهيكلة فقد صار جيشاً مهنياً يدرك واجباته وأهدافه..ومن منا لم تسد أذنيه بهذا الهذيان المكرر في أي لقاء لرئيس النظام بزملاء البيادة ومن منا لم يحاول العثور على نزرٍ يسير من الحقيقة في ذاك الكلام ؟!.
يرغب النظام في شن حملة عسكرية سرية الأهداف سرية الخطط سرية التمويل بل سرية وحصرية التغطية الإعلامية فيكون له ذلك ويجب على الجميع أن يؤيده وإلا اعتبر خارجاً على الإجماع الوطني وراغباً في عدم استقرار البلد،لا يرغب النظام في شن حملة عسكرية ضد مفجري أنابيب النفط والكهرباء أولا يرغب النظام في حماية المدنيين من اشتباكات بين ميليشيات مسلحة تتقاتل بداخل مدن أو قرى فيها ألاف المدنين أيضاً لا راد لمشيئة النظام فالجيش لا يجوز اقحامه في الصراعات المسلحة ويكفي ما حصل في الماضي وطبعاً لا يجوز أن يُذّكرَ أحد الكتاب الناس أن نفس الجيش يخوض منذ شهور حرباً مجهولة النتائج لأن ذلك تحريض على مخالفة قرار النظام الذي يمكن أن يتخذ كل البشر قرارات خاطئة لكنه هو لا يخطئ أبداً وقراراته حكيمة وتاريخيه وغير مسبوقة ولا نظير لها ولا يفهم حكمتها إلا لاعقي البلاط الملكي ولا يفسر مكنونها إلا هم أيضاً!!!يشهد اليمن في سنتي حكم هادي إبداعاً لتغييب الذهنية اليمنية ومسح الذاكرة القريبة فيها بشكل دوري لكي يصبح اليمني أول مخلوق في الكون ينسى ما يكذبه عليه النظام خلال أٌقل من 24ساعة،ويجب أن ينسى اليمني الماضي البغيض ويؤمن أن الحاضر القبيح الذي يعيشه ليس يصنعه النظام الحالي بل سببه الماضي،يجب على اليمني أن يؤمن ويعتقد يقيناً أن تطبيق مقررات مؤتمر الحوار هي الجنة الدنيوية وأن الفيدرالية السداسية هي يوتوبيا هادي،لا يجوز لليمني أن يشعر بالتعاسة فالقادم بعد دستور الأقاليم الستة سينهي له كل متاعبه على مدى الخمسين السنة الماضية !! في بلدان التخلف مثل أفلاطونية عبدربه سداسية الأٌقاليم يكون الجيش مجرد نعل يلبسه رئيس النظام ويضعه أينما يريد ويوجهه ويمول عملياته ببساطه وقت يريد بالذات إلى المنطقة التي ينتمي إليها رأس النظام ، في حين يعتبر الهجوم عليه في مناطق أخرى مجرد صراع سياسي بامتياز ولابد من تشكيل لجان تحكيم بالملايين ولجان وساطة بين الجيش اليمني الشقيق وبين المليشيات التي تهاجم الجيش وتقتل أفراده وتنهب دبابته وتستخدم أسلحة نهبتها على الجيش في حروبها السابقة!! وكل هذا طبعاً لابد أن نصدقه وأن نصدق أن الجيش لم يعد جيشاً عائلياً أو مناطقياً أو قبلياً ولم يعد قادته من منطقة جغرافية واحده في اليمن وصار مركز اتخاذ القرار فيه قائد واحد حكيم لايشوب قرارته شائبه !!!.
إن نص المادة 40 من الدستور التي تتزين بطباعتها صحيفة الجيش اليمني أعلى عنوانها والتي تحظر تسخير القوات المسلحة لصالح حزب أو فرد أو جماعة يفسرها ذيلها((وذلك ضماناً لحيادها وقيامها بمهامها الوطنية على الوجه الأمثل))والمهام الوطنية على الوجه الأمثل تعني منع قتل المواطنين ومنع اقتحام منازلهم ومنع تفجيرها أوتفجير مدارسهم وتسويتها بالأرض ومنع السيطرة على التباب والجبال والضرب على مباني الدولة ومنع التوسع حتى حدود العاصمة ومنع نقاط التفتيش ومنع املاء توجيهات على الجيش وتخويفه وتحذيره من الحرب السابعة من قبل مليشيا مسلحة تفاخر بأنها قتلت في 6 حروب ألاف الضباط والجنود، كذلك على بائعي أوهام حياد الجيش قراءة المادة 39 من الدستور التي ألزمت الشرطة (أن تؤدي واجبها لخدمة الشعب وأن تكفل للمواطنين الطمأنينة والأمن وأن تعمل على حفظ النظام والأمن العام) فهلا تفهمون أننا نخسر على جيش المشير في دثينة ولا نشم منه في الشمال سوى الحياد!!.
لقد ابتلى الله اليمن في تاريخه بحكام فاسدين سيئين مناطقيين سلبيين مجرمين لكن ولأول مره في تاريخ اليمن يجتمع كل ذلك في حاكم واحد اضاف لكل ما سبق مبدأ الحياد السلمي عما يفعله المجرمون.