أوَ يكذب حكامنا على غير أنفسهم ؟!
عباس عواد موسى
أحيا المؤرخ يان موريس من جامعة ستانفورد فرضية ضرورة الحرب العالمية كعامل لا بد منه لإنعاش الإقتصاد العالمي الذي لا حلّ لركوده بدونها .
ليس وحده من يرى ذلك . فاختفاء الطبقة الوسطى يعني انتشار الظلم وإلغاء العدل وضعف العالم في منافسة الصين أدى إلى افتقار العديد من البلدان للبنية التحتية , فثارت الشعوب ضد هذا الظلم المحدق الذي سببه فساد الحكام وأنظمة الحكم . ليس فقط في الدول التي تحيي استقلالات شكلية بل وفي الدول الكبرى التي لولا الفساد لما كانت يوماً تعيش انتعاشاً . فرفاهيتها كانت على حساب تلك البلدان التي وضعوا فاسديها ليحكموها كما يقول أندرييه بييدريتش الخبير والمحلل الإقتصادي الكرواتي
وبحسب البروفيسور تايلر كوفين كما جاء في نيويورك تايمز فإن عدد القتلى في العراق وجنوب السودان لا يقارن بملايين القتلى الذين وقعوا في الحربين العالميتين اللتين وقعتا في النصف الأول من القرن الماضي . ويشير إلى أن الزمن الذي مضى على الحرب العالمية الثانية أصبح طويلا . لكنه وهو يحاضر في جامعة جورج مينسون يرى كذلك أنه بالإمكان تجنب الحرب بالسلام وبالقرارات السليمة التي يمكن للحكومات اتخاذها .
ويخالفه كثيرون . فالمذهب الرأسمالي لا يمكن أن يقوم إلا على الفساد تماماً كالنظرية الماركسية ولذا , فلا بقاء له بغير الفاسدين والطغاة . ولأن الأمر بات مكشوفاً للعامة فإن اجتثاثه أمر لا بد منه ولو أدى ذلك لقتل نصف سكان المعمورة . ونحن لم نر من عرض رئيس الوزراء الياباني شيزو آبي عن سياسة إقتصادية نوعية شيئاً بعد ؟ ذلك البلد الذي تهاوى بسبب كوارث في منشآته النووية بعد أن كان أحد عمالقة الإقتصاد في العالم . وكيف سيتجنب الصراع الجغرافي مع الصين وروسيا وكوريا الشمالية بعد أن فقد من الإقتصاد ما كان بمقدوره أن يحقق له سباقاً في التسلح .
دماء شهدائنا غطت المعمورة ولن يسلم نظام من ضربات دمائنا والقوي قبل الضعيف وشهدائنا يضربون الرؤوس غير آبهين بالأذناب .
إقرأوا كتاب المؤرخ يان موريس " ألحرب , لماذا الحرب " ؟! لتكتشفوا أن السلام المزعوم فقاعة يلجأ للحديث عنه المستسلمون بانتظار شرارة الحرب القادمة " القائمة " في العراق وسوريا ومصر قبل أوكرانيا والبلقان .