كشف نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض عن اتصال هاتفي بينه وبين الرئيس السابق علي عبدالله صالح أثناء تواجده في المنفى عقب حرب 1994 مباشرة.

وفي حوار تلفزيوني أجرته فضائية الـ«بي بي سي» البريطانية، قال البيض إن صالح اتصل به بعد خروجه إلى عمان وقال له: «أنت تكتب مذكراتك»، فرديت عليه «لازم أنتظرك لنكتب مع بعض»، وقال إنه أقفل الهاتف في وجهه، وكانت تلك المكالمة الوحيدة بينهما، حسب قوله.

وشغل البيض نائباً لصالح عقب الوحدة في العام 1990، قبل أن تُطيح بالأخير انتفاضة شعبية وتزيحه خارج السلطة في العام 2012.

وتحاشى البيض الحديث عن مجزرة يناير 1986 في الجنوب، ووصفها بـ«المأساوية»، وقال إن الجنوبيين تجاوزوها، وقاموا بالتصالح والتسامح في العام 2006.

وقال البيض إن جميع من كانوا بجانبه في مقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي بعدن قتلوا عداه هو، وأنه أصيب عقب خروجه من القاعة وأثناء تفقده لوزارة الدفاع.

ووصف البيض بعضاً من مشاهد مجزرة يناير، وقال إنه «شيء يدمي القلب، فالقتال كان في كل مكان في الجيش والأمن وهو كارثة».

واستأنف ذلك بقوله: لكن استطاع الجنوبيون تجاوز هذا الوضع ودخلت البلاد في التعمير والبناء وحل المشاكل.

وفي موضوع توقيعه على اتفاقية الوحدة اليمنية، قال إن برنامج الحزب الاشتراكي كان مع الوحدة، وإن قرار الوحدة اتُخذ من المكتب السياسي للحزب.

وقال إن علي صالح لم يكن مقتنعا بها، و«أنا قدمت ما يُقنعه».

واعتبر البيض اتفاق الوحدة «ظلم بحق الجنوبيين»، لكنه قال بإنه لم يشعر بذلك إلا بعد ستة أشهر من توقيعه، بعد أن لاحظ استهداف لكوادر الحزب والتعامل معهم على أنهم «فرع من أصل»، حسب قوله.

وعن كيفية خروجه من اليمن، بعد هزيمته في حرب 1994، قال إنه فر عبر الصحراء مع عائلته إلى سلطنة عمان، وإن سلطنة عمان رحبت به واحترمته؛ لكنها اشترطت عليه عدم الخوض في السياسية مقابل بقائه فيها.

وقال البيض إنه لا يحمل أي جواز سفر يمني، وإنه يمتلك وثيقة سفر من النمسا لا تحدد جنسيته، وعند رغبته في السفر إلى أي دولة فهو يتواصل مع أجهزتها الأمنية وليس مع السفارة اليمنية في البلد.

وعن وضع الجنوب حالياً قال البيض: إخواننا من الشمال يحتلونا ويستغلون ثرواتنا وتغلبوا علينا وحولوا الجنوب إلى مستعمرة.

وبرر البيض قبوله بالوحدة بوعيه القومي وقال نحن قوميون وفكرنا قومي وفكرة الوحدة قضية.

وقال البيض، وهو وزير دفاع في دولة الجنوب سابقاً ورئيس جنوبي سابق، إنه شارك في أعمال فدائية ضد الاحتلال البريطاني في الجنوب، وكان أحد المطلوبين لكنه كان يتخفى في هيئة باكستاني وفي هيئة بدوي، على حد تعبيره.