أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

اجتماع لمؤسسي الحراك الجنوبي بصنعاء والنوبة يعلن عن تأسيس تحالف قوى الحراك

- عبدالله عبده علي

عقد الحراك الجنوبي السلمي مساء أمس الأحد أول اجتماع له داخل العاصمة وبحضور مئات الشخصيات الجنوبية يتقدمها زعيم ومؤسس الحراك الجنوبي السلمي العميد ناصر النوبة .

وفي الاجتماع أعلن العميد الركن ناصر علي النوبة مؤسس الحراك الجنوبي عن تأسيس تحالف قوى الحراك الجنوبي السلمي لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل, قائلا " لقد توصلنا إلى توافقات مع مكونات الحراك السلمي الجنوبي المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وغيرها من قوى الحراك والنخب الجنوبية الفاعلة على المبادئ والأسس العامة كموجهات لتأسيس تحالف قوى الحراك السلمي الجنوبي لدعم مخرجات الحوار والاصطفاف مع فخامة الرئيس هادي حفظه الله وندعو كافة ألوان الطيف السياسي الجنوبي للمشاركة والانضمام للتحالف الذي سيمثل غطاء لكافة القوى الجنوبية والتي ستعمل على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني".

 

ودعا كل الجنوبيين في الدخل والخارج إلى الانتقال الفعلي للمصالحة الجنوبية الشاملة للمشاركة مع القوى الوطنية الأخرى في العملية السياسية الانتقالية طبقاً لقرار مجلس الأمن رقم (2140) لعام 2014م.

 

وقال النوبة في خطاب مساء أمس في الذكرى السابعة لتأسيس الحراك السلمي في حفل أقيم مساء اليوم بصنعاء بمشاركة ما يزيد عن ألف من قيادات وأعضاء الحراك وبحضور نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد عبيد بن دغر ووزير الثروة السمكية عوض السقطري ونائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي ووزيرة حقوق الانسان حورية مشهور "ما مجيئنا اليوم إلى صنعاء إلا تأكيد راسخ على نبل قيم "التصالح والتسامح" التي آمنا بها وعلى صواب خيار نضالنا السلمي وتمسكنا الثابت والمبدئي بالنضال السلمي كخيار أمثل في نجاعة الحلول المؤدية إلى صناعة السلام بالسلام وتحقيق كل ما نصبو إليه".

 

واضاف " في مثل هذا اليوم الأغر السابع من يوليو، وقبل سبع سنوات تقريباً من العام (2007م) تقدم "الصفوف" مناضلو الحراك السلمي الجنوبي ، وهم يحملون أرواحهم على أكفهم ، ليعلنوا "إشهار" و "قيام" الحركة السلمية الجنوبية ، كنواة رائدة ، وقوه حاملة لمعاناة أهلنا في جنوب الوطن".

 

واعتبر النوبه أن يوماً كهذا ، سيظل ولا شك منقوشاً كالوشم على أرواحنا وقلوبنا ليس نحن "الرواد" فحسب ، بل وأجيالنا المتناسلة جيلا بعد جيل من بعدنا؛ ولن ننساه أو تنساه أجيالنا المتعاقبة الإ إذا توقفت القلوب عن الخفقان, لأنه ينبض مع كل نبضه من نبضات حياتنا . وخاطب الحاضرين قائلا " أصدقكم القول إننا تعلمنا من دروسه معنى التضحية والفداء للأوطان, وخبرنا فينا قبل غيرنا جسارة الموقف، وعظمة الوفاء, ونستطيع القول إن هذه القيم والمبادئ لا تتكشف للمرء الا في المنعطفات التاريخية الحاسمة ، التي فيها يظهر بجلاء معدن الرجال الأوفياء لأوطانهم وشعوبهم .

 

وقال النوبه " لا نخفي سراً إن قلنا لقد تكالبت علينا وسائل القهر والظلم ، وتمادت في ممارسة "فنون" إشكال العُنف والصلف اللا إخلاقي ، وأرسلت إلينا في كل تجمعاتنا "بطانية" الحكم البليد, لتجرب فينا وسائل جديدة ، واختراعات بليدة من منا فقين ومأجورين ومندسين وصعاليك وزنادقة لغرض أن ينالوا من عزيمتنا, بل وصلوا إلى "المساومة" معنا في إسقاط مطالبنا وذلك لوأد كل ما أشهرناه ، والإجهاز على "ولادة" كل ما أعلناه (الثورة الجنوبية السلمية). ولكن هيهات, فما كل ما يطلبه "حُكمُ جائر" يدركه .

 

واستعرض النوبة المحطات التاريخية التي مرت الوحدة, قائلا " كُلنا يدرك كم عانينا في مسار "الوحدة اليمنية" قبل إعلان إشهارها، وبعد قيام دولتها (الجمهورية اليمنية) على الرغم من "إدلَة" الاتفاقيات الوحدوية ، التي بيَنت لنا الأسس والمبادئ والموجَهات اللازمة كخارطة طريق لا بد من الرجوع إليها ، والأخذ بها عند بناء هياكل الدولة الوليدة, إلا أنه ولأسباب كثيرة ، لم يؤخذ بها ، بل تم الانقلاب عليها من كلا قيادتي الشطرين, الجنوب والشمال وذلك عن طريق "التراضي" بين هاتين القيادتين على الانتقال "الدراماتيكي" إلى قيام دولة الوحدة "الفوري" .

 

ورأى أن عدم الاعتراف بهذه "المحددات" من مبادئ وأسس بناء الدولة الجديدة ، وغض الطرف عنها من قبل قيادتي الشطرين قد أصاب دولة الوحدة "الوليدة" بمقتل, إذ أن هذا السلوك الفوضوي قد شرع بإنتهاج نهج فوضوي يمنحه "صك" تجاوز "الضرورات" للدخول في "المحظورات":

 

وأضاف " إن الوقائع التاريخية الدامغة تشير إلى أن تلك القيادات اللا مسؤولة ؛ قد تجاوزت كل ما جاء من مبادئ وأسس وموجهات بوصفها المحددات الرئيسية في الانتقالات (الآمنة) التدريجية طبقاً لما بيَنته الاتفاقيات الوحدوية بدءاً من العام (1972م) وحتى (1989م) وإنها عمدت بسلوكها الفوضوي هذا إلى إلغائها وعدم "الأخذ" أو حتى "الاستئناس" بها في منطلقاتها وتوجَهاتها ، بل أنها علاوة على ذلك لم تستأنس بالتجارب والخبرات الإنسانية الرائدة ، لتنأى بنفسها من الوقوع في "فخ" الانزلاق السياسي ، والسقوط في "نزق" "التهافت" العاطفي اللا عقلاني ، دون خبره أو بصيرة, وكانت من نتيجتها "الطبيعية حرب 94م ليصبح ذلك اليوم 7/7/1994م للوحدويين ، يوم "النصر العظيم" وفي نفس الوقت أصبح للانفصاليين يوماً مشئوما وبسخرية القدر !

 

وبين النوبة أن لحظة إعلان قيام "الحركة السلمية الجنوبية" في الجنوب كانت لحظة دقيقة وحاسمة وإيذانا ومقدمة لثورات الربيع العربي وأضاف " وحتى لا تتحول هذه الثورة المباركة إلى حرب أهلية مدمَرة تأكل الأخضر واليابس توافق الحكماء وأصحاب العقول النيَرة والخيَرة في اليمن ومجلس التعاون الخليجي على وضع "خارطة طريق" لِحلحلة الأزمة السياسية الخطيرة عبر مبادرة خليجية ، وآلية تنفيذية تجنَب البلاد والعباد الكوارث العبثية والنوازع الهمجية .

 

وأشار إلى أن "التوافق" على انتهاج لغة الحوار، عبر قيام آلية مؤتمر الحوار الوطني الشامل كان بمثابة طوق نجاة والوسيلة الأرقى لخروج اليمن من أزمتها السياسية صوب مراسيها الآمنة .

 

وقال " إن فخامة الأخ الرئيس المشير عبد ربه منصور هادي تسلَم مقاليد السلطة في ظروف غاية في الحساسية والتعقيد ، وندرك أيضا أن فخامة الأخ الرئيس/ لم يذهب إلى السلطة مهرولاً بل جاءت إليه مستنجدة ، ذليلة وطائعة ؛ وإن قبوله لها قد جاء ، ليس حباً فيها ، ولكن حباً لشعب عظيم ووطن كريم اسمه اليمن, بالإضافة إلى حرصه الشديد على أن لا تتحول تداعيات الأزمة السياسية الخطيرة ، التي مؤشراتها - وقتذاك - كانت تؤسس "لكوارث" لا يعلم حجمها ومداها الإ الله وحده سبحانه وتعالى, وبموقفه الوطني الجسور هذا لم يبخل على وطنه وشعبه قبول تسلَمه مقاليد السلطة (طواعية) ؛ وذلك لإنقاذهما من مآلات : مخاضات وأزمات وكوارث لا يحمد عقباها بل لا تبقي ولا تذر .

 

وتابع " لقد أثبت فخامة الأخ الرئيس/ عبدربه منصور هادي ، للداخل والخارج ؛ وفي كل المنعطفات التاريخية الحاسمة, ومحطات العملية السياسية الانتقالية بل وما واجهه من عقبات وتحديات الحقيقية منها والمفتعلة وما أكثرها أنه "أهل" لها ؛ وإنه كان في كل مواقفه وسيظل - كما عرفناه- حريصاً على أن يتعامل مع كل هذه الوقائع والأحداث بالحكمة الثاقبة ، والصبر الجسور، والقدرة الفائقة والشجاعة النادرة ؛ ومواقف ثابتة قلما لا تتأرجح مع رياح "النزعات" والأهواء والمقاصد الأنانية الضيقة ، بل تميزت وتتميز بالتوازن والاعتدال ومن سجاياه المميَزة في كل مواقفه إنه كان ولا يزال يقف على مسافة واحده من الأطراف المتصارعة ، وكان ما يحكمه ويحتكم له في كل مواقفه المصلحة العليا للوطن وفي المقدمة منها حرصه الشديد على تأمين مسار سفينة الوطن ؛ للوصول بها إلى مراسيها الآمنة .

 

وخاطب قادة مكونات الحراك السلمي الجنوبي بقوله " إذا كانت هذه هي المقاصد والأهداف للخيرين من أبناء الوطن بقيادة فخامة الأخ الرئيس/عبد ربه منصور هادي فإننا في الحركة السلمية الجنوبية, علينا أن نقف في اصطفاف وطني واحد مع هؤلاء الخيرين بما يؤسس لشراكة حقيقية في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، ويحقق السلم والاستقرار والأمن للوطن ، ونهضته وآماله وتطلعاته إلى مستقبل أفضل .

 

وأوضح " أن كل ما أقر في مؤتمر الحوار الوطني الشامل من حلول وضمانات لقضيتنا الجنوبية ، ما كان لنا الوصول إليه لولا صبرنا وثباتنا في التعاطي مع قضايا الوطن العامة أو المطروحة في مؤتمر الحوار بإيجابية ورباطة جأش وحنكة واقتدار, وبالطبع فقد كان لمكونات الحراك السلمي الجنوبي داخل المؤتمر دورا كبيرا لا يستهان به ، في كل جلسات "المؤتمر" وذلك بالمشاركة الفاعلة في الدفع بسفينة "المؤتمر" نحو معظم الأهداف والغايات التي نادينا بها، وحرصنا على تحقيقها .

 

ولفت النوبه إلى أن الأحداث التي عصفت بالوطن في المحصلة النهائية وللأسف أدت إلى تدهور واضح في العلاقة البينية بين بعض مكونات الحراك السلمي الجنوبي ، وإلى ازدياد حدة الخلافات بينها , ورأى أن الحاجة أصبحت ملحة لإعادة بناء هذه العلاقات بما يتلاءم ومصلحة مكونات الحراك السلمي الجنوبي والمصلحة العليا للوطن.

 

 

ومنذ تأسيسه في عام 2007 ظلت السلطات اليمنية تحظر أي نشاط للحراك الجنوبي داخل العاصمة صنعاء وباقي محافظات الشمال, فضلاً عن قمع فعاليات كان يقيمها في عدن ومدن جنوبية أخرى, وبدأت بمطالبات حقوقية إلى أن وصل سقف المطالب للدعوة لفك الارتباط وانفصال الجنوب عن الشمال.

 

وجاء الاجتماع في الذكرى السابعة لتأسيس الحراك وعشية السابع من يوليو الذي يصادف الذكرى العشرين لانتهاء حرب صيف 1994 التي انتصرت فيها قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحلفائه على خصومهم في الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان شريكاً لحزب صالح في تحقيق وحدة البلاد في 22 مايو 1990.

 

وفيما كانت السنوات الماضية تشهد إحياء المناسبة بتظاهرات حاشدة في عدن ومدن جنوبية أخرى للتنديد بالنتائج التي ترتبت على تلك الحرب من إقصاء وتهميش للجنوبيين, ومطالبة أطراف حراكية لفك الارتباط والانفصال, جاء الاختيار الاستثنائي لزمان ومكان انعقاد هذا الاجتماع, بمثابة رسالة قوية من جانب الحراك الجنوبي السلمي وفتح صفحة جديدة مع السلطات اليمنية بعد أن وضعت مقررات مؤتمر الحوار الوطني صيغة جديدة لوحدة الشمال والجنوب تقوم على الفيدرالية وتقاسم الثروة وتمنح الجنوبيين 50% من الوظائف والمناصب.

 

وفي الاجتماع أعلن مؤسس الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة عن تأسيس تحالف قوى الحراك الجنوبي السلمي لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل, كما وجه رسالة للجنوبيين في الدخل والخارج إلى الانتقال الفعلي للمصالحة الجنوبية الشاملة للمشاركة مع القوى الوطنية الأخرى في العملية السياسية الانتقالية طبقاً لقرار مجلس الأمن رقم (2140) لعام 2014.

 

من جانبه أكد وزير الأتصالات وتقنية المعلومات الدكتور احمد عبيد بن دغر على أهمية الوحدة .. مشيراً أنها لن تكون بدون الجنوب ولا معني للجنوب إلا في ضل الوحدة اليمنية.

وقال بن دغر :" أعتبر لقاءكم اليوم في صنعاء تحولاً حقيقياً في مسار الأزمة، في جانبها الوحدوي. اليوم يقول الجنوب كلمته قوية مدوية، نعم للوحدة، نعم لمخرجات الحوار الوطني.. نعم لإنصاف الجنوب ورأب الصدع بين الأهل في اليمن الواحد الموحد. كنتم الطليعة في النضال من أجل الحرية والعدالة، ولا زلتم مناضلين من أجل التقدم والوحدة.

 

وأضاف:" جربنا الكثير من الأطروحات السياسية، ومارسنا عديداً من التوجهات الوطنية في العقود الخمسة الماضية. والآن نستطيع أن نقول إن خيار الوحدة القائم على العدالة، واحترام الآخر، والتعويض عن الضرر والاعتراف بالخصوصية قد غدى الاتجاه العقلاني الأكثر قبولاً، والأكثر موضوعية. والأكثر تقدمية، فلا تقدم بدون وحدة، ولا مستقبل إذا ضاعت الوحدة، ولا وحدة بدون الجنوب، ولا معنى للجنوب إلا في ضل الوحدة، هدفنا الوطني وغايتنا القومية.

 

وقال إن الوحدة التي نعيد صياغة مفاهيمها، ونقوم بترتيب أولوياتها قد حملت اليوم مفهوماً جديداً مغايراً بعد مؤتمر الحوار الوطني، إن القضية الأكثر جوهرية في هذه المسألة، هي في اختيار شكل الدولة المدنية الحديثة العادلة التي نبتغيها. وقد تعاقدنا وتوافقنا على أن شكلها اتحادي من ستة أقاليم تمثل خلاصة تجربتنا الوطنية في البقاء، والتقدم، دولة تحافظ على حرية الأفراد والمجتمع، وتشكل أساساً لمستقبل واعد ومعطاء تضمن الوحدة، وتعترف بالتنوع، ترفع الظلم، وتجبر الضرر.. مشيراً إلى أن الجنوب عان كثيراً من اختلال التوازن في العلاقة بين الإخوة، وقد أدرك الشمال بذات الوقت حجم ما ارتكب من أخطاء خلال العقدين الماضيين، وقد حان الوقت لرأب الصدع. وإعادة الأمور إلى طبيعتها التي تحترم الحق في العيش المشترك تحت سقف متفق عليه من العدالة والمساواة. وهذا الأمر لا يتحقق إلا بالالتزام التام بمخرجات الحوار الوطني، والاعتراف بأن الدولة المركزية التي أقمناها في 1990م لم تعد قادرة على الصمود، لم تعد قادرة على الحفاظ على وحدة البلاد، ووحدة المجتمع الذي افتقدناها.

 

وأوضح إن الأمر العاجل والملح هنا هو ما تقوم به اللجنة الدستورية .. مشيراً إلى أن كافة القوى الوطنية المحبة لليمن، والمخلصة لأبنائه تنتظر بفارغ الصبر ظهور وإعلان الدستور الاتحادي الجديد، للدولة الاتحادية الجديدة، الذي تحافظ على الوطن موحداً، والمجتمع متماسكاً، دستور يُعيد الألفة للهوية الوطنية اليمنية الواحدة التي تعرضت للكثير من التشويه خلال السنوات الماضية من جانب، والأفعال المضادة والتي كادت أن تطيح بوحدة الوطن .

 

وتابع قائلاً :" لقد أثبتت الأيام الماضية أن أحداً بمفرده لا يمكنه قيادة اليمن، وصناعة حاضره ومستقبله، إن مثل هذا الافتراض قد سقط في ظل واقع مرير، وفي خضم المعارك الجانبية التي خضناها ضد بعضنا البعض، خسرنا فيها المزيد من الأرواح، والكثير من الإمكانيات والموارد حتى شارفنا للأسف الشديد على السقوط، وشارفت الدولة على الانهيار، لقد فقدنا أمننا، واستقرارنا، وتعرضت مصالحنا وحقوقنا وحقوق أبناءنا للخطر ليس فقط بسبب الأزمة المالية التي تعصف باقتصادنا كما يعتقد البعض بل بسبب الصراع، والحروب، والخروج على الدولة، إن الأزمة الاقتصادية ليست سوى الناتج الموضوعي لحالة التناحر والقتال الأهلي، وازدياد أعمال العنف والإرهاب. التي طالت مناطق واسعة من بلادنا، وقوضت السلم الاجتماعي وحولت أماننا خوفاً، وأمننا رعباً.

 

وقال ": إننا إزاء وضع خطير فإما أن نبادر إلى لملمة عناصره، وتحييد قوى الشرفية، وهذا لن يتم إلا بمصالحة وطنية شاملة، وإما أن نفقد القدرة على ضبط إيقاع الحياة في بلادنا فنسلمها للمجهول. لقد علت صيحات الانتقام، والثأر، والنيل من الآخر يرافقها وينتج عنها المزيد من الدماء، والتشرذم، وصعود خطر الانقسام ليس إلى جنوب وشمال، بل إلى أكثر من جنوب، وأكثر من شمال حيث تتعرض الثورة، والجمهورية، والوحدة لاحتمالات الفشل فيكون ذلك هو أسوأ ما أنتجته التجربة الوطنية في تاريخنا كله، قديمة وحديثه، وأسوأ ما مضت إليه القوى السياسية، ونخب المجتمع، وشبابه ورجاله ونسائه، إنني أخشى أن نوصم جميعاً بالتخلف السياسي حيث لم ندرك حجم المخاطر المحدقة ببلادنا، وحجم الانهيار المتوقع لإنجازاتنا التي تحققت بتضحيات الأبطال من رجالنا خلال العقود الماضية. لهذا وجب علينا أن نسارع إلى لم الشمل، ونسيان الماضي، والسمو فوق خصوصياتنا المذهبية، والمناطقية، والسياسية، التي غلبناها على كل ما هو وطني، وللأسف مرة أخرى لم يتبق لنا إلى القليل القليل من الوقت.

 

وأشار إلى أنه ليس هناك من معنى عن مصالحة وطنية شاملة دون الحديث عن مصلحة وطنية حقيقية في الجنوب على قاعدة المصالح الوطنية العليا، الجمهورية، والوحدة، والديمقراطية، وأـمن البلاد واستقرارها والتي تجسدت في مخرجات الحوار الوطني. إن أمامكم مهمات معقدة، ولعلي أرى بوادر الخير والآلفة والمحبة على بعد مرمى حجر. تبدأ من الجنوب. وتفيض شمالاً، وتغمرنا شرقاً، وغرباً في كل أرجاء الوطن.

المصدر : خاص

Total time: 0.045