أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

سيدي .. أهلا بك في صنعاء‏

- عبد الخالق عطشان

أهلا بك يا ابن بنت رسول الله في عمران حللت أهلا ونزلت سهلا فقد أحسنت التخطيط والتكتيك والمكر والكيد  وكنت صريحا بما فيه الكفاية فقد تهاوى عند إصرارك من تشبثوا بالتفاؤل الفضفاض وتواكلوا أكثر مما توكلوا فعموا وصموا ولاذوا بكبريائهم الهش وركنوا إلى سياساتهم الهوجاء والعوجاء..

إنْ كنتَ سيدي أقل صراحة من هولاكو فأنت والله أكثر صراحة وإصرارا من هؤلاء (محاربين الظل) والمرتهنين والملطخين بدنس السياسة ، قلتَ  وأعلنتها في الملأ : أنكم أعدائي.. فقالوا : لست لنا بعدو وحاربتهم فقالوا لن نُحاربك بالوكالة (فللدولة جيش يحميها) وحينما حضرت الوساطات كنت طرفا بارزاً ومُعلنا وعلى الملأ وكانوا هم الطرف الأخر فكيف نجمع بين قولهم أنك لست خصمهم وهم يفاوضونك ويوقعون معك محاضر الصلح والهدنة .

لقد زحفت ياسيدي من مران وليس بيدك ذي الفقار ولم تنزل معك جنود من السماء ولم تستعن بعفاريت نبي الله سليمان وإنما جُندك من أبناء جِلدتنا وسلاحك من مخازن دولتنا تستلهمون القوة من ملازم أخيك الراحل فيتحقق النصر وتتطاير الرؤوس وتنسف الدور والمساجد صاغرة بين يديكم وأعداؤكم رِجلٌ في الحياد ورِجلٌ في الحرب ومع ذلك يصرون على الإنكار أنكم لستم لهم بعدو فضلوا في حمقهم يترددون.

 ثُرت معهم وثُرت عليهم ،قلت فصدقت واشترطت فتحققت شروطك وصُلت وجُلت وكنتَ في كل المواطن فارسا فكنت تحاور وتحارب و تكر وتفر لاتقعد ولا تفتر ولايعرف اليأس إليك سبيلا ، كلفتَ المُكلفتين من الزعماء والمشائخ وأصحاب الجاه والسلطة فصاروا بين يديك صِغارا يكسوهم الصَغار وأعداؤك لاذوا بالحكمة اليمانية التي حنطوها يوم قبلوا بمبادرة عدونا وعدوك وسعوا وركضوا خلف ذلك (الطُعم) المحاصصة والتقاسم فيما أنت سعيت لتحقيق هدفك بخطا ثابته وعزيمة لا تلين..

حقا سيدي يهنأك النصر وليست صنعاء بعيدة المنال عنك بل والجمهورية حتما ستكون تحت مظلة حُكمِك وسلطانك مادمتَ بهذه الهمة والعزيمة بل وبهذا المكر والكيد والذي لن يستطيع أعداؤك غلبتك إلا إن فاقوك حِكمة ومكرا وكيدا غير أنك ستضل في صدارة هذا المكر وأهلٌ له  ولن يكون أحدٌ أسرع مكرا منك إلا الله سبحانه  ..

Total time: 0.0461