أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

ماذا لو سقطت صنعاء بيد الحوثيين ... هل ستستقل عدن ؟

- قدمها د. محمد شمسان
اثير على نطاق واسع خلال الأيام القليلة عدد من التساؤلات حول موقف الجنوبيين من تطورات الأحداث السياسية بشمال اليمن .
 
يقدم في هذه الرؤية التحليلية د. محمد شمسان قراءة لمستجدات الاوضاع الأخيرة في شمال اليمن وتحديدا مع التقدم العسكري الذي حققته جماعة الحوثي بسيطرتها على مدينة عمران القريبة من صنعاء .
نص الرؤية :
ساحاول في هذا المقال ان التحف بكل الثلج الإسكتلندي ، والبرود الانجليزي المشهور ، وأكون محايداً قدر الإمكان ، وان لا يكون لأيديولوجيتي ، او ما احب وأكره .. ادنى تأثير على هدف المقال ، والله الموفق )) .
في البداية يجب ان نسال بعض الأسئلة الضرورية التي سأجيب عن بعضها (في السياق) ، والبعض الاخر اتركه للقراء ، والزمن القريب ، ليجيبوا عنها :
 
 
(١) ماهو القدر الحقيقي من الصحة في الخريطة (السايكسبيكونية - الجديدة) التي نشرت مؤخراً على النيوزويك ، بشكل عام ، وبخصوص التقسيم لليمن والجزيرة العربية .
(٢) ما الذي دار بين الرئيس هادي والملك عبدالله بخصوص ما يجري في اليمن الموحد (حتى الان) !وخاصة في ثلاثة مواضيع ؟ :
 
 
(أ) التعامل مع " أنصار الله " في ظل تقدمهم الى صنعاء ، واحتمال ان يحلوا محل " الاصلاح " بنفوذه العسكري والقبلي والسياسي داخل العاصمة نفسها ! واحتمال ان يحل النفوذ الايراني بدلاً عن النفوذ السعودي ؟! وكيف سيكون وضع الرئيس وحكومة با سندوة في هذه الحالة ، وموقف المؤتمر وحلفائه والمشترك ومؤيديه .
(ب) الموقف من " الجهاديين " ومن " أنصار الشريعة " واحتمال اصطدامهم بأنصار الله شمالاً وجنوباً ، وتأثير كل ذلك على الأمن السعودي سواءاً عن طريق صعدة او الجوف او شبوة او حضرموت او ميدي !
(ج) ماذا سيكون موقف الجنوبيين في ظل المتغيرات المذكورة اعلاه ؟ وهل سيسهل التفاهم بين السيدين عبدالملك والبيض (تحت رعاية إيرانية) تسهيل استقلال الجنوب بشكل سلمي ، ام ستدور حرب ضروس اخرى كتلك التي دارت في عمران ، .. بين مؤيدي الاستقلال و معارضيه ؟ تنتهي بدخول احدهم الى عدن منتصراً !!
 
(٣) ما هو موقف الرئيس صالح وحزبه (المؤتمر) ومؤيديه من العسكريين والمشايخ والسياسيين ؟ وهل صحيح ان هناك رضىً عن انتصارات الحوثيين نكايةً في الإخوان والرئيس - اللذان عملا على إقصائه واستبعاده من العملية السياسية - ، وان كان ذلك صحيحاً ، ما موقف كل من السعودية والخليج وأمريكا من صالح ؟ والتحالف المفترض (صالحياً - حوثياً - بيضياً ) هل هو مؤقت وترصدي ، ام سيدوم ؟!
 
(٤) ما هو الموقف الدولي مما يجري ، خاصة الدول العشر (المندوبون السوام ) ؟ وما هو مصير المبادرة الخليجية ؟ ومصير مخرجات الحوار الوطني (الموفنبيكي - كما يتهكم مناوئوه ) ؟
 
(٥) هل احتمالات نشوب حرب يمنية أهلية زادت / ولكن هذه المرة بتدخل إقليمي مباشر ( سعودي -إيراني - اسرائيلي .. وربما مصري) بالمقارنة بالحالتين السورية والعراقية ؟ وتدخل غربي / روسي !! لان خليج عدن وباب المندب والبحر الاحمر ذوات أهمية استثنائية " للتوتر/ و / الاستقرار " العالميين ( النفط والتجارة وحرية وسلامة الملاحة الخ ) ، وخاصة ان قواعد وأساطيل وفرقاطات وطائرات التجسس موجودة ومتناثرة في المنطقة : بدايةً من قرغيزستان مروراً ب بباجرام والخليج ودييغو جارسيا وخليج عدن وجيبوتي و ايريتيريا .. والعند !!
 
(٦) هل ستكون نتائج الحرب الأهلية - لا قدر الله - لا تتعدى ما رسمته الخريطة المذكورة ؟ ام انها ستؤدي الى بلقنة أوسع مما يتوقعه الكبار دولياً واقليمياً .. اما محلياً فلا استطيع ان أخمن المواقف ! لان الرؤوس المحلية - رؤوساً بالنسبة لأنفسهم ولبعض الشعب الموهوم ! اما للخارج فما هم الا مجرد بيادق يضحى بها بسهولة وأدوات يمكن استبدالها باخرى - بحسب مهندس الديكور والحداد والنجار - #
* طرحت ما اعتقده اهم الأسئلة ، وقد يكون هناك غيرها لدى البعض ، فان راؤوا انها هامة .. فليدلوا بدلوهم معي .
 
سأجيب عن ما استطيع ، بشكل تجميعي ، ليس حصافةً مني ، ولكن حرصاً على المساحة ووقت القارئ (في العصر السندويتشي الذي نعيشه) .
ان كل الاحتمالات المذكورة واردة ، وحجم مشاركة كل البيادق أراها سليمة بنسبة ٥٠٪ ، ونظرية المؤامرة - Conspiracy Theory - التي لا أثق فيها عادةً ، فرضت علي نفسها بقوة هذه المرة ! فخطة الشرق الاوسط الجديد ، عن طريق الفوضى الخلاقة ، جربت وفشلت ، وأعيدت صياغتها وجربت وتأجلت ، لكن لم يتم الاستغناء عنها - لعدم تهيئ الفرصة وتحين وقتها - ، وليس لعدم فاعليتها - !!.
 
اصارحكم ، ان اقدم تحليلاً ، صعب .. والأكثر صعوبة ان اطرح استقراءات ، وأصعب من الكل ان انتخب حلولاً ! ولكني سأطرح أمنيات .. مجرد أمنياتي الشخصية والتي اعتقد ان الاغلبية من المحبين لهذا الوطن يشتركون فيها معي ( في ان تخرج بلادنا باقل الخسائر والضحايا ولو على اشلاء اربعة عواصم كونفدرالية لشعبنا الواحد : في صعدة ، ذمار ، عدن ، والمكلا !؟ ) و هنا اختم ، بملحوظة قصيرة عن أسباب اعتقادي بصعوبة ما سبق ،* :
 
 اذ ارى ان جبال وصحارى اليمن وجنوب الجزيرة عامة ، فيها مغاور أعمق من تلك التي في أفغانستان وسوريا ، ورمال متحركة العن من تلك التي في العراق والسعودية وجيرانها الصغار ! ولهذا قد تكون كل التوقعات الطوباوية لاروقة المخابرات ومراكز الدراسات متفائلة بالنسبة لحقيقة ما سيصير في منطقتنا ! وربما لن يستطيع تخيلها حتى : فوكوياما ، كيسينجر ، وبرجينسكي ، وبريماكوف ، وكونداليزا ، وهيكل .
 
نقلا عن موقع عدن الغد قدمها الدكتور/ محمد شمسان
 

Total time: 0.0494