اخبار الساعة - تيسير الغول
كل الوزراء متهمون حتى الذين ماتوا إلا أن يأتوا بصكوك غفران وبراءات مالية ناصعة مكتوب عليها (براءة)، منذ توفيق أبو الهدى وحتى سمير زيد سمير يجب أن يتعرضوا للسؤال والقيل والقال. كلّهم يجب أن تطالهم التحقيقات أو (الكلبشات) فلا تهدروا الأوقات فإنهم هم عير الاشتباه.
تذكروا أيها الناس أن وزيري الداخلية المصري والتونسي كانا هما وأعوانهما من ازلامهم المجرمين بحق الشعوب. تذكروا ايها الناس أن أبو الغيط الذي هدد أهل غزة بتحطيم أرجلهم إن اقتربوا من الحدود هو الآن ضمن قائمة الشبهة. تذكروا ان الوزارتين المصرية والتونسية وأطقم الوزارة هم ضمن الإيداع والتحقيق والتحفظ. فما الذي يجعلنا نحسن الظن بأولئك الوزراء الذين تدور عليهم الدوائر وتؤكد كل المصادر أنهم وراء خراب البلاد والعباد؟
أنا متأكد أننا نستطيع أن نعيد جميع مسروقات الوطن من أولئك إن عزمنا العزم على تبيان الحقيقة.
أما أصحاب رؤوس الأموال الذين يمثلون طبقة الحيتان فإنهم أيضاً تحت المجهر، وعلى مكافحة الفساد أن تبين دورهم المحوري في الصفقات المشبوهة التي كانوا يديرونها بينهم. بدءاً بحبة الدواء منتهية الصلاحية وانتهاءً بالمعلبات والأغذية الفاسدة التي تزدحم بالأسواق.
أما السلطات التنفيذية فإنها أيضاً لا تخلو من شبهة، بدليل محاكمة بعض أفرادها وافتضاح دورهم في قضايا مشينة كثيرة، رغم أنهم كانوا يبيعون الشرف ويتهمون الناس الشرفاء بالخيانة، وقد تبين بعد ذلك أنهم في سوق لا يختلف عن أي سوق تجاري آخر فيه بضاعة مزجاة وكيل يسير.
ومن خلال تصريحات ملك البلاد للأحزاب والنقابات فإن الاتهام الأول والمسؤولية الكبرى تقع على أهل القرار البائد الذين كانوا يتوجسون خيفة من الإصلاح طمعاً ورهباً، أولئك هم الذين سيلقون البوار والفرار في القريب العاجل وسوف تقر أعين كثير من الناس رؤية جلاد الأمس متهما اليوم، ومدّعي الشرف والولاء والانتماء محبوسا سجينا طريدا ليذوق وبال ما صنع بالناس من صنوف عذاب أسأل الله تعالى أن يرينا ذلك قريباً عاجلاً غير آجل.