وأخيرا وجد العامة والخاصة والساسة والإعلاميون والمُوتِسون والمُفسبكون في هذا العيد المشحون بالنصب والتعب خبرا ولقطة تلهيهم عما هم فيه من نصب وهَم وهو خبر ولقطة( اِعراض صالح عن مصافحة محسن) يتداولونها ويحللونها ويُسببونها بل وينبشون التاريخ ويُبعثرون الأحداث المتراكمة ليؤيد فريق منهم المصافحة وفريق ينكرها وفريق آخر رأى في المصافحة حراماً وكأن لسان حالهم (ولئن يغمز محسن وصالح يده بمخيطٍ خير لهما من أن يمس أحدهمايد الآخر )..
كثيرون من دعوا للتسامح والتصالح وفتح صفحة بيضاء بل أنه كان من أسماء (صالح) وصفاته رجل التصالح والتسامح والوفاء والحكمة و... وما إن فُتحت الصفحة البيضاء حتى خربشتها أقلام الحقد وحاولت تمزيقها أنامل الغيظ على الرغم أن حديث رسول الله الذي ذكره خطيب العيد في جامع الصالح مازال طريا في مسامع العَليين ({ ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى ، : قال إصلاح ذات البين ، وفساد ذات البين ، الحالقة) فبينما تقدم محسن لينال تلك الدرجة إذ بصالح يكتفي ويقنع بما حباه الله من درجات في رصيده منذ 33 عاما تؤهله للفردوس الأعلى ويضرب صفحا عن هذه الخطوة ويكون خيرا من اللواء لو أنه ابتدأ بالسلام والمصافحة لكن صالح كان مؤثر للواء بهذه الدرجة وهذا الخير وأنا على يقين حينما يعتذر صالح عن موقفه للواء سيقبل اللواء دون تلكؤ ..وإن صَدقت رواية المصافحة خلف الكاميرات فلم يكن هناك داعي (ليتَبدّع) صالح على الهواء وماهكذاتورد الإبل ياعم عفاش.
حينما راجت لقطة التصالح الأوليه خرج البعض يُكرر الحديث عن الثورة وعن فشلها او سرقتها والمتاجرة بدماء الشهداء ومصافحة من تلطخت أياديهم بالدماء وذلك كلما بدت تلوح في الأفق بشائر للتصالح وبدأوا يطلِعون على مافي صدور المتصالحين وأسباب التصالح وتناسى هؤلاء أن الثورة انتهت إجرائياً حين المبادرة الخليجية وحقيقةً حين الحوار والتلويح بها مضيعة للوقت . وكان الأولى بهؤلاء سهر ليلة توقيع تلك المبادرة حتى الصبح ومنعها ،وعلى هؤلاء البحث عن وسيلة جديدة للتعاطي مع الواقع ريثما يشِبُ أو يُولدُ قادة ثائرون غير مرتهنين للخارج..
كما قال مفتون الثورة الشبابية وعلماؤها أن المبادرة والحصانة ضرورة ومفسدة صغرى لدفع كبرى فالصلح والتصالح أكثر ضرورة ومع الجميع في هذه الضرفية الصعبة بعيدا عن المصالح الضيقة ولمواجهة الأخطار المحدقة ، والمفسدة الصغرى والكبرى أن يضل الخلاف والتنازع قائما وبسببه تضيع البلاد والعباد ... (..وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )