أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الوعي اليمني وقوى الظلام التقليدية

- د. زهير علي عبد العليم
التغيير القادم في نظام الحكم عميق جداً و قريب جداً،  لذلك ليس من المستغرب أبداً أن نراهم اليوم يحاولون بقوة التشويش و إثارة الفوضى وزرع الإحباط ، هم  يعلمون تماماً أن اليمن في هذه اللحظة يعيش المخاض و أن المولود الجديد يوشك على الخروج من عنق الزجاجة .
 
دعوات هنا وهناك لإثارة الفوضى ، و الإعتصام ، قتل هنا و ذبح هناك تدمير للبنية التحتية أنفاق حقيقية وأخرى وهمية ،  لماذا الآن فقط برزت كل هذه الموبقات ؟ ..
 
لماذا كل هذه الأحداث المتسارعة التي  لا هدف لها إلا زرع اليأس  في نفوس المواطنين  ؟
 
ألا يدرك هولاء أن الوعي اليمني الأن في ذروته و هذه  حقيقة لا يمكن أن تخطئها عين ..
 
من واجبنا  جميعاً كمواطنين في هذه اللحظة التاريخية البالغة الأهمية أن نبقى يقظين ولا ننجر لإي نوع من انواع الفوضى  التي لن تُفضي بالمطلق لإي شيئ إيجابي ، يجب ان نمارس أعلى درجات ضبط النفس ، و نلتف جميعاً حول هذا الرئيس من أجل مصلحة أنفسنا و  أبناءنا من أجل مصلحة جميع اليمنيين الجميع دون إستثناء ..
 
يسير اليمن  بخطى راسخة و مدروسة في طريق النظام الإتحادي ، خطوات ليست بالمتسرعة ، نعم هي ليست بالسريعة أيضاً  و لا كنها  ليست بطيئة بأي حال من الأحوال إذا ما أُخذ بعين الإعتبار الفترة الزمنية القليلة التي أعقبت ثورة فبراير 2011 .
 
خطوات ملموسة وواضحة ، ابتداء بالجيش الذي بدأ يعود الى أحضان الشعب فلم تعد كلياته العسكرية بمختلف أسمائها حكرا على طائفة مروراً بالسجل الإلكتروني و  الانتخابي الذي سيحل جل المعضلات وسيقضي على الفساد وقواه التقليدية ..  
 
وانتهاء بالدستور الاتحادي الذي سيحضى لا جدال بتأييد شعبي كبير و مصادقة دولية أممية تُضفي عليه شرعية قهرية ..
 
هذ الدستور الذي ننتظره بفارغ الصبر سيجعل هذا التغيير الذي تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني حقيقة راسخة لا يستطيع كائن من كان التراجع عنها و القفز عليها أو حتى مجرد الإلتفاف حولها ..
 
نعم أشتدت معاناة المواطنين و على وجه الخصوص الطبقة  الأشد فقراً ، نعم أصبحت الصورة لدى البسطاء أشد قتامة  و لكن جميعنا يعلم أن أشد ساعات الليل حلكة هي تلك التي تسبق الفجر ،  
 
الشعب اليمني العظيم الصبور الذي عاني من ويلات الحكم الطبقي ألسلالي الذي أعتبر اليمن غنيمة حرب  طيلة 96 عاما و تحديدا منذ خروج العثمانيين 1918 وحتى ثورة 2011 ، هذا الشعب لديه بالتأكيد  ما يكفي من القدرة ورباطة الجأش للصبر أسابيع قليلة أيظاً ، ينهي بعدها مرة و الى الأبد معاناة قرون و يبدأ مسيرة البناء كل في إقليمة و ولايته لتكتمل صورة أجمل للوطن الكبير ..
 
القوى الظالمة ستسعى لإثارة الفوضى و نشر الخوف على طول رقعة الوطن و تحت مسميات مختلفة و أسباب وحجج متنوعة ، هي  لا تريد لهذا الشعب ان يتحرر ، هولاء لا يريدون للبسطاء من أبناء عامة الشعب ان يكونوا لها قرناء ، ماسونية عميقة متجذرة في نفوس إستمرأت الظلم  ..
 
يحاولون إقناع الشعب  ان للرئيس هادي أطماع في السلطة ، يخدعون البسطاء و يجهلون حقيقة أن  هذا الرجل من مواليد 1945 ، بمعنى انه  في سبتمبر من العام القادم سيكون عمره سبعون عاماً ..
 
نلتف حول الرئيس عبدربه منصور هادي ليس لما أبداه من حنكة و مقدرة في قيادة هذه السفينة المثقلة بهموم البسطاء من عامة الشعب ، بل لإننا نريد وطن جديد آمناً وطن جاذب لإبناءه ، لإننا نؤمن بقوة أن اليمن الذي أنجاه الله من ويلات كانت حتمية ، يمضي الى قدر الله ليعود سعيدا وسعيداً جداً  وسينعم ابناءه بالرخاء عما قريب .. 
 
 

Total time: 0.0469