أوضحت مصادر أمنية يمنية أن تهديد قيادة جماعة الحوثى مؤخرا باللجوء إلى خيارات أخرى لإسقاط قرار الحكومة برفع الدعم عن المشتقات النفطية بعد فشل الحل السياسى، قوبل باهتمام بالغ من قبل السلطات الأمنية المسئولة عن حماية العاصمة صنعاء.
وأضافت المصادر أنه تم اتخاذ تدابير ذات طابع احترازى تمثلت فى فرض المزيد من الإجراءات الأمنية المشددة لحماية مقار الوزارات والمؤسسات الحكومية والمنشآت الأمنية والعسكرية والسفارات الأجنبية بصنعاء، تحسبا لأية محاولات استهداف محتملة.
وأكدت المصادر أنه لن يتم السماح بخروج مسيرات أو تنظيم اعتصامات مفتوحة فى شوارع صنعاء إلا بعد الحصول على ترخيص مسبق من قبل الجهة المختصة بوزارة الداخلية وسيتم التعامل بحزم مع أى تجاوزات فى هذا الصدد بمنتهى الحزم.
وكانت مصادر إعلامية أفادت بوصول قوة عسكرية كبيرة ومجهزة بالأسلحة الثقيلة عصر اليوم الجمعة إلى شارع المطار وسط العاصمة صنعاء، والذي تتواجد فيه ميليشيا جماعة الحوثي الإرهابية، التي نصبت الخيام ظهر اليوم أمام الوزارات الواقعة بالمنطقة.
وأوضحت المصادر أن القوة الأمنية تحركت لحماية المنشئات والوزارات بشارع المطار، تحسباً لأي اعتداء أو هجوم قد تقوم به الميليشيا المعتصمة بالمنطقة.
وكانت مصادر خاصة من داخل الوفد الرئاسي الموجود في صعدة قالت لقناة العربية قبل قليل , أنه تم التوصل إلى صيغة اتفاق أولية بين الوفد الرئاسي الذي زار صعدة وزعيم الحوثيين لإيجاد حل للأزمة الحالية , موضحة بأن الاتفاق يتمحور حول تشكيل حكومة وحدة وطنية وقضايا أخرى.
في ذات السياق أكد الدكتور فارس السقاف، مستشار الرئيس اليمنى أن الدولة اليمنية أخذت تهديدات الحوثيين بجدية، واعتبرت ما يقومون به "تهديدا للعاصمة السياسية لليمن الموحد".
وقال إن "اللجنة الأمنية العليا أصدرت بيانا بينت فيه أن هناك مؤشرات بخروج تجمعات الحوثيين عن السلمية". وأوضح السقاف أن مفاد الرسالة التى نقلها الوفد إلى صعدة هى دعوة الحوثيين "للحوار والتعقل والمشاركة فى حكومة وحدة وطنية بموجب قرارات الحوار الوطني"، إلا أنها "تؤكد استحالة التراجع عن رفع أسعار المحروقات لأن الدولة ستنهار فى هذه الحالة".
واعتبر السقاف، أن الحوثى "يستثمر معاناة الناس"، وأن "الكرة الآن فى ملعبه (الحوثى) والتصعيد أو عدمه مرتبط بكيف سيكون رده على مبادرة الرئيس".
وتجمع الآلاف من مناصري الحوثيين في العاصمة صنعاء، اليوم الجمعة، للمطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار برفع أسعار الوقود.
وتأتي التظاهرة في آخر يوم من المهلة التي منحها زعيم المتمردين، عبدالملك الحوثي للحكومة. ودعا الحوثي "الشعب ليخرج ويحتشد لتأدية صلاة الجمعة في الطريق المؤدي للمطار"، مضيفا: "أؤكد أنها وسائل سلمية وحضارية ومشروعة".
وكان الحوثي لوح باتخاذ إجراءات "مزعجة" اعتبارا من الجمعة. وقال إن المرحلة الثانية من الاحتجاجات تبدأ بتظاهرة يوم الجمعة عبر الوسائل المشروعة.
وتوافد الآلاف من ضواحي صنعاء إلى مكان التجمع، وفق ما نقل مراسل لوكالة "فرانس برس".
كما عزز آلاف المسلحين في جماعة "أنصار الله" التابعين للحوثيين من مواقع تواجدهم في محيط صنعاء تلبية لدعوة الحوثي.
وفي سياق متصل، أعلن مجلس التعاون الخليجي عن رفض دول المجلس لأي محاولات تستهدف تقويض العملية السياسية في اليمن.
وأعرب أمين عام المجلس، عبداللطيف الزياني، عن استنكاره للأحداث التي تدور في محيط صنعاء، والتلويح باستخدام خيارات تصعيدية، محذرا من العواقب الوخيمة.