أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

اتصالات سرية لنزع فتيل المواجهة مع الحوثيين

- محمد الغباري

تكثف الحراك السياسي في اليمن من أجل نزع فتيل مواجهات متوقعة، على خلفية تطويق المسلحين للعاصمة صنعاء، وإقامتهم مخيمات بجوار وزارات الداخلية والكهرباء والاتصالات.

إذ ذكرت مصادر سياسية رفيعة أن اتصالات سرية تجري بين الرئاسة وزعيم الحوثيين، تزامناً مع لقاءات أجراها الرئيس اليمني مع رعاة المبادرة الخليجية، والمسؤولين اليمنيين بهذا الشأن، مجدداً مطالبة الحوثيين بالخروج من محافظة عمران، بينما أجل مجلس الأمن جلسة بشأن اليمن كانت مقررة أمس إلى 29 من الشهر الجاري.

وقالت المصادر لـ«البيان» إن «اتصالات يجريها المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بنعمر ودبلوماسيين غربيين، بهدف نزع فتيل الأزمة، والتوصل إلى حلول وسط للقضايا الخلافية، بعد أن قام الحوثيون بإرسال خطاب إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، يقترحون فيه معالجات لقضية رفع الدعم عن المشتقات النفطية».
رسالة من الحوثيين

وفي خطوة لاحتواء تداعيات رفض الحوثيين المقترحات الحكومية، ووجهوا رسالة إلى الأحزاب وسفراء الدول العشر الراعية للتسوية، قالوا فيها إن «اللجنة التي ذهبت للتفاوض معهم لم تكن مخولة بأي صلاحيات تمكنها من الانخراط في مفاوضات جادة ومنتجة تنطلق من هموم ومعاناة الشعب».

لذلك قرر عبدالملك الحوثي أن يحرر رسالة مكتوبة إلى رئيس الجمهورية، تتضمن الحلول المنطقية والموضوعية من وجهة نظر أنصار الله، على أن تحملها اللجنة الحكومية إلى الأخ الرئيس وتناقشها معه.
 
جلسة مجلس الأمن
إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن مجلس الأمن الدولي أجّل جلسته المخصصة لبحث الوضع في اليمن والاستماع إلى تقرير المبعوث الدولي من الـ25 من شهر أغسطس إلى 29 من الشهر.

وقالت إن «المبعوث الأممي جمال بنعمر يواصل حالياً مشاوراته في صنعاء مع مختلف الأطراف والقيادات السياسية اليمنية، لإيجاد حل سلمي توافقي للتوتر الحالي في البلاد، بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني».

وحض بنعمر في بيان الجميع على التحلي بالحكمة وتغليب الحس الوطني وروح التعاون البنّاء، لتجاوز تحديات المرحلة والمضي قدماً في العملية السياسية، مشدداً على ضرورة احترام اتفاق نقل السلطة ومخرجات مؤتمر الحوار وقرارات مجلس الأمن.
 
اقتراح «الاشتراكي»
بدوره، أطلق الحزب الاشتراكي نداء لكل القوة السياسية، اقترح فيه استمرار عمل اللجنة الرئاسية، ومواصلة النقاش حول القضايا المثارة، وألا يعلن عن فشل التفاهم ووقف حملات التصعيد بكل أشكالها.

ورفض الحزب استخدام القوة أو التلويح بها من قبل أي قوة سياسية أو مجتمعية، وذلك لتحقيق المطالب السياسية على أي صورة كانت، وتحقيق الشراكة السياسية في كل هيئات الدولة، وخاصة الحكومة ومجلس الشورى والهيئات السياسية المعنية بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ووضع الترتيبات المناسبة لاستكمال بناء الدولة.
 
رعاة المبادرة
وعلى صعيد متصل، التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سفراء الدول العشر الراعية والداعمة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وحسب وكالة الأنباء الرسمية استعرض هادي نتائج زيارة اللجنة الرئاسية لمحافظة صعدة، وقال إنه «كان يأمل النجاح لمساعيها من أجل مصلحة الوطن العليا.

وتجنيب اليمن ويلات الانقسام والخلافات التي تؤثر سلباً في الأمن والاستقرار والسكينة العامة، وتعكس في الوقت نفسه صورة سلبية وسيئة عن اليمن في الخارج، كما تعتبر من الأسباب المعرقلة لمخرجات الحوار الوطني الشامل وتجسيدها على أرض الواقع».

وأبلغ الرئيس اليمني سفراء الدول العشر الراعية والداعمة للمبادرة ما تتعرض له صنعاء من إقلاق للسكينة العامة، ما تؤثر في سير الحياة الطبيعية من جراء وجود جماعات مسلحة على مداخلها، وقال إن «الشعب اليمني يرفض هذا الأسلوب، فالمجاميع المسلحة تعتبر خارجة عن النظام والقانون.

ونصب الخيام المسلحة يعتبر أيضاً خارجاً عن النظام والقانون، ولا يجوز إرهاب المسافرين على الطرقات أو إرهابهم من خلال إقامة نقاط التفتيش»، وقال: «نؤكد أن على الحوثيين اليوم الانسحاب من عمران، وخروج كل الجماعات المسلحة من خارج أبناء المحافظة، وتسليم الدولة كل ما يتصل بالأسلحة والمعدات والإمكانيات التي استولوا عليها».
 
اجتماع
كذلك عقد هادي اجتماعاً ضم رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي، ورئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة، ونائب رئيس الوزراء، ومستشاري الرئيس، واللجنة الرئاسية التي عادت من صعدة بعد لقاءاتها مع عبدالملك الحوثي وبعض مساعديه.

وحسب وكالة الأنباء الرسمية، وقف الاجتماع أمام التقرير الذي قدمته اللجنة، والذي اشتمل على طبيعة تلك اللقاءات المطولة التي وصلت إلى ما يقارب 20 ساعة، وكيفية تعاطي الحوثي معها، وجرى التداول والنقاش حول بروز سلبية ذلك التعاطي، وعدم الحرص على مصلحة الوطن العليا، والحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة.

ودعا الاجتماع الحوثيين إلى «تحكيم العقل والمنطق والموضوعية بعيداً عن الشطحات الانفعالية»، كذلك دعا إلى لقاء وطني واسع قبل نهاية الأسبوع للوقوف بحزم أمام ما يهدد أمن العاصمة صنعاء.
 
قلق
أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس عن قلقه بشأن المستجدات الخطرة التي تشهدها اليمن، مُعرباً عن استنكاره الأحداث المؤسفة التي تدور حول العاصمة صنعاء، وتلويح بعض الأطراف باستخدام خيارات تصعيدية.

وأكد أن ذلك يُعدّ خروجاً عن الإجماع الوطني، ويُنذر بعواقب وخيمة، من شأنها أن تُهدّد أمن واستقرار اليمن، مشدداً على الرفض الكامل لأي محاولات تستهدف تقويض العملية السياسية في اليمن أو إفشالها.

ودعا العربي كل القوى السياسية اليمنية إلى الالتزام بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

القاهرة ا د ب
البيان الاماراتية

Total time: 0.0524