اخبار الساعة - متابعة
قال رئيس تحرير صحيفة يمنية ان اقصى ما يمكن لمجلس الامن اتخاذه من عقوبات بحق جماعة الحوثي هو منع ناطقها الرسمي محمد عبدالسلام من المشاركة بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ليلا.
وعلق "محمد عايش" وهو رئيس تحرير صحيفة "الاولى" اليومية اليمنية على قرار مجلس الامن موضحا بان البيان الرئاسي لمجلس الأمن، ليل الجمعة، جاء ليضع اللبنة الناقصة بالضبط في صرح مَجْد عبد الملك الحوثي أمام جمهوره..
وقال عايش إن زعيما يقدم نفسه كمناضل ضد قوى الشر الدولية؛ لن يكون لزعامته ونضاله كامل المصداقية (على الأقل في محاججات أتباعه مع خصومه) مالم يحصل على شرف "الإدانة" الدولية.
واضاف بالقول :" لكلمة مجلس الأمن، سواء كانت بيانا رئاسيا أو قرارا ملزما؛ أهميتها وخطورتها بالنسبة للأنظمة أو الجهات المرتبطة مع العالم بعلاقات ومصالح، أو على الأقل لديها مصالح، أو حتى مواقع وظيفية، من شأنها التضرر من أي موقف دولي سلبي.
عبد الملك الحوثي لم يتعامل حتى الآن، ومن المشكوك فيه أن يكون تياره قد تعامل، مع بنك واحد في الداخل بلْه الخارج.. وأقسى عقوبة يمكن أن تصدر بحقه هي قطع كابلات الألياف الضوئية عن صعدة، بما يجعل محمد عبد السلام أو ضيف الله الشامي يعجزان عن الفسبكة آخر الليل.. أو بما يوقف إزعاج صلاح الصماد لحسن زيد..
هذا هو الضرر المتوقع بالنسبة للحوثيين، فأين هي المصلحة الكبيرة بالنسبة للدولة اليمنية؟
بقدر ما يمثل البيان الرئاسي دعما دوليا مهما، من الناحية السياسية، لنظام الرئيس "هادي" وحكومة "الوفاق"؛ إلا أنه يراكم على المدى المتوسط "عدائية" ناحيتهما من جانب الحوثيين كالعدائية التي جلبتها لهما، من قبل، وداخل جمهور المؤتمر الشعبي، مواقف مجلس الأمن تجاه "صالح"..
وبين هذا وذلك.. ستظل مشكلة الاعتصامات والجرعة والجوف وعمران..قائمة، إن لم تتعقد أكثر.
على أني أنصح الحوثيين بالتعقل.. وأن لا يلجئوا لتصعيد غير محسوب ردا على تصعيد السلطة التي استجلبت البيان الدولي وسعت لاستصداره...
إن لدينا الكثير من المجانين الذين يجهزون اليمن لتفجيره وتفريق دمه بين القبائل؛ فالعبوا دور العاقل، ولو من باب المزايدة على طابور الجنون.
ولا بأس أن لا تذهبوا في الاستخفاف بالمواقف الدولية حدا مبالغا فيه، فالأحمق من استخف بخصمه.. على أن أن في البيان فائدة واحدة هي ما يكشفه لكم عن قدرة خصومكم في الداخل والخارج على إيجاد نقطة ضعف تؤلمكم: وهي السلاح واستمرار الحروب.
أنجزوا التحول نحو السياسة سريعا.. ولو من باب "سد الذرائع" إن لم يكن من أبواب "الوطنية".