أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

لن يجنحوا للسلم يا هادي!

- صنعاء

منذُ أكثر من أسبوعين من بدأ التوترات في صنعاء ومحيطها يبذل الرئيس هادي قصار جهده لاحتواء الموقف في البلاد بالطرق السلمية معتمداً على أسلوب الحوار والتحاور مع أي جماعة كانت ليجنب اليمن ويلات الصراع ويخفف من وطأة المشهد الدموي الذي غالباً ما يتكرر في اليمن.

جماعة الحوثي التي تشن حملة تصعيدية هذه الأيام في ما أسمته بالمرحلة الثالثة والنهائية من التصعيد الثوري بعد إنجازها لمرحلتين كما يدعي عبد الملك الحوثي زعيم الجماعة الذي يصرُ على إسقاط الجرعة،وتغيير الحكومة وكذا إلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية،جلياً يظهر لنا أن الحوثي  يقتنص الفرص التي تتيح له فراغاً سياسياً يستطيع أن يحشر أنفه فيه ويحقق ما يصبوا إليه متخذاً من مطالب الشعب المحقة ستارة تقيه من غضب البسطاء،والحقيقة انه يسعى لاستكمال مشروعاته الطائفية،محاولاً إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وتغيير اتجاه الزمن بشكل معاكس لواقع هذا الزمن.

لم يسأم الرئيس هادي من كل المحاولات والمبادرات التي كأن من شأنها التخفيف من حدة التوترات في البلاد،رغم الفشل المتكرر لتلك المحاولات التي يعزف عنها طرف الجماعة ويصعد في الجانب الآخر-في الميدان- ليبث مزيداً من القلق في الشارع اليمني.فلو لاحظنا مطالب الحوثي سنجدها مطالب محقة لا نقاش فيها؛لكن في المقابل علينا أن نعي ماذا يخفي الحوثي وراء هذه المطالب أي بمعنى ما هي النوايا الحقيقية لتصعيد الحوثي في العاصمة صنعاء .

دائماً ما تتجلى الحكمة اليمانية في مثل هذه الظروف العصيبة على الوطن،فالرئيس هادي عقد اجتماعه اليوم وخرج بحلول تحول دون الوقوع في مواجهة مع الحوثي من خلال موافقته على تشكيل حكومة كفاءات تتسم بالشفافية والنزاهة،كذالك تقليص الفارق في الزيادات على المشتقات النفطية بنسبة 500ريال يمني ودعوة كل الأطراف والتنظيمات الحزبية وكل المكونات للتكاتف حتى يتسنى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني،موقف الرئيس هادي لم يكن على الإطلاق موقف خوف أو إذلال،كلا! فلقد كان موقف حكيم يقدم حل وسطي ترضى به كل الأطراف لا يضر بمصلحة الوطن ويعيد الأمور إلى مجرياتها .

المتحدث باسم اللجنة الرئاسية إلى صعده قال في تصرياحاته عقب عودته من لقاء زعيم الجماعة   الأسبوع الماضي ،قال إن الحوثيين مبيتون على حرب وأنهم يرفضون كل الحلول والمقترحات،وهذا يتجلى تماماً في الرد الصريح والواضح للمتحدث باسم الجماعة الذي نشر في صفحته بالفيسبوك أنهم لم يوافقوا على ما تم الاتفاق عليه اليوم من قبل هيئة الاصطفاف الوطني وبقية المكونات الشعبية والحزبية في البلاد .

دائماً ما يشجب الحوثيون عن كل الحلول والمقترحات والمبادرات،وهم اليوم يثبتون وبجدارة أنهم لا يسعون إلى السلم مطلقاً ولا يتطلعون لمستقبل مشرق لكل الشعب اليمني،فلو استمروا في رفضهم لمبادرات رئيس الجمهورية خاصة هذه الأخيرة التي أعتبرها أنا"محاولة الرمق الأخير"،لو استمروا في الرفض وأججوا الموقف في البلاد حتماً فهم قوماً لا يجنحون ولن يجنحوا للسلم مطلقاً.

عليهم أن يعوا تماماً أن الحكيم إذا نفذا صبره وضاق أمره فإن الحكمة فيه تتحول إل بارود يحرق كل العابثين والمروجين للمشاريع والأجندات الخارجية،عليهم أن يعوا تماماً أن الشعب اليمني اصطف خلف هادي الذي نذر على أن يخرج البلاد من ويلات المآسي والمحن،وأن الوضع إذا استدعى من الشعب أن يقدم مواقف أخرى وأكثر وطنية من تلك فإنه مستعد لذالك وعلى كافة الأطر والمستويات.

أخيراً أوجه دعواتي إلى أنصار الله "الحوثيين"وأقول لهم كفى!عودوا إلى رشدكم ،لا تتهوروا ،واحذروا صبر الحليم إذا تحول إلى غضب،عليكم أن تعوا أنكم جزء من هذا الوطن،وعليكم في المقابل أن تعرفوا أن الجسد يتخلص من عضو فيه إذا رأى أنه سيعود عليه بالضرر،وعليكم أن تراجعوا موقفكم بأسرع وقت فالاستمرار بهذه الحماقة ليس من صالحكم ولا من صالح الوطن ولا الشعب،راجعوا مواقفكم قبل أن يحل عليكم غضب هادي

Total time: 0.0611