القوة التي ظهر بها رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة هي قوة الحق والمنطق وقوة الحقيقة التي يمتلكها باسندوة للدفاع عن نفسه وعن تاريخه بعد تعرضه لسياسة تشويه متعمده من قبل الرئيس الانتقالي هادي الذي نسى ويتناسى انه رئيس مؤقت جاء لقيادة مرحلة انتقالية من سنتين وهو العمر الحقيقي للرئيس ولحكومة الوفاق.
حين قال باسندوة ردا على مسرحية هادي الهزلية ( نذهب سويا) هو يعي مايقول ويعي تماما المعنى السياسي والقانوني لتلك العبارة ، باسندوة هو اكثر خبرة سياسية من هادي واكثر وعيا بالمتغيرات واكثر ادراكا لمسارات الانتقال المتعثر واكثر الماما بمخارج الحلول، نظرا لقراءته الواقعية لحجم المؤثرات التي تتحكم بالمرحلة وباسندوة خبير بتفاصيل التعقيدات السياسية والاجتماعية.
باسندوة فاجأ اعضاء حكومته بخروجه عن صمته ولكن هادي كان اكثر المتفاجئين الى حد الصدمة التي افقدته الالتزام بالظهور كرئيس بدلا من ذلك الظهور الذي يدل على هول القنبلة التي فجرها باسندوة امام وزراء حكومته واعلن بكل صراحة ان هادي وراء كل مشاكل البلاد وانه من ينتج الفشل وبنفس الوقت يحمل هذا الفشل باسندوة وحكومته لاخلاء مسؤليته عن اي فشل.
اخطأ الرئيس هادي حين اوكل مهمة تغيير الحكومة الى وزراء في الحكومة دون الرجوع للقوى المتوافقة على الحكومة ، واخطأ حين دعى باسندوة لاجتماع المسرحية ( اللقاء الموسع) الذي قام الوزير بن دغر بقراءة بيان المسرحية في حضرة رئيس الحكومة وكان يريد من خلالها تمرير فصل واحد من المسرحية وهو اقالة باسندوة ، واستدعاء باسندوة لذلك الاجتماع كان بناء على فكرة احمد عوض بن مبارك من اجل ايهام الرأي العام بأن باسندوة موافق على المسرحية ولم يعرف الصبي المراهق بن مبارك ان باسندوة يعتبر اكثر السياسيين خبرة وان تاريخه السياسي والنضالي الطويل عبر اكثر من خمسة عقود زمنية ماضية مارس خلالها كل انواع النضال المسلح و السلمي والسياسي وعاصر كبار قادة العالم وهو مايؤهله للوقوف امام المسرحية الهزلية لهادي والصبي بن مبارك وبن دغر وشلة من الطائشين والمتهورين بمؤسسة الرئاسة .
الكثير يجهل سر قوة باسندوة بمافيهم شلة المراهقين والطائشين حول هادي ، هذا السر يفتقد له هادي نفسه ويكمن في الخبرة والنزاهة والزهد عن المنصب والمال العام عند باسندوة ، وهذه الصفات لايمكن لاحد المزايدة بها على باسندوة وهي الصفات الحساسة التي يخجل هادي التعرض لها او الخوض في تفاصيلها بسبب بسيط ان هادي غارق في وحل الفساد وسوء استغلال السلطة لصالح تثبيت شلة انتهازية تسببت بإنتاج الكوارث من حوالي ثلاث سنوات ولم يسجل تقدم واحد في عملية قام بها هادي.
باسندوة هو اكثر قادة المرحلة الذين يعرفون هفوات واخطاء هادي وهو من يستطيع لف حبل المشنقة حول عنق هادي من عدمه ، وهذا ليس كلاما انشائيا او من صنع الخيال بل هو الواقع ، لان باسندوة الذي تحمل اساءات هادي وتحمل اعباء اخطائه لايمكن له السكوت والصمت امام سياسة تدمير وتشويه تاريخه من اجل التغطية على فشل واخطاء هادي ومخالفاته الدستورية والقانونية .
معركة هادي القادمة في حال استسلم للطائشين والمراهقين حوله من تمرير طيشهم فسيكون الخاسر الاول هو هادي صاحب اسوأ تاريخ قيادي في اليمن وصاحب اكثر الرؤساء ارتكابا للجرائم الدستورية والقانونية وصاحب اكبر رصيد من الفشل والمؤامرات بحق البلد ومؤسساته الرسمية.
هادي سلم نفسه لشلة من المغامرين والطائشين والانتهازيين وبسببهم خسر كل حلفائه من القوى والقيادات وخسر حلفاء اليمن الاقليميين والدوليين حتى وصل الى الحد الذي يستمع فيه هادي لاحد هؤلاء الطائشين الذي يملي عليه نصائح الكارثة بقوله ( سيادة الرئيس لا تستمع للمؤتمر ولا الاصلاح ولا الاشتراكي ولا الحوثي ولا المشترك ولا قوى الثورة .. عليك الاستماع للشعب !! ) والشعب هنا تم اختصاره بهذا الناصح ورفاقه من الانتهازيين حول هادي الرئيس الانتقالي ، هكذا اختصروا الشعب في اشخاصهم حفاظا على السطو الذين يمارسونه بحق المال العام والوظيفة العامة وانتهكوا القانون وسيادة البلد وامنها واستقرارها ..
ان تهديد العاصمة واهلها ومؤسسات الدولة من قبل جماعة متمردة وخارجة على القانون تم استدعائها من قبل هادي وشلة الطائشين حوله جريمة غير مسبوقة بل هي خيانة عظمى للدستور والقانون ، تم استدعاء هذه الجماعة المتمردة المثقلة بدماء اليمنيين والتي تحظى بدعم ورعاية هادي من اجل تمثيل فصول مسرحية مكشوفة ومفضوحة للاطاحة بباسندوة ، هذه هي الخيانة ومن يتآمر على حلفائه ورفاقه واصحاب الفضل عليه لا يمكن ان يكون امينا على الوطن والشعب ومؤسساته ، ان هذا الاثخان في الخيانة والمؤامرة تفرض على هادي صحوة الضمير والمبادرة بالاعتذار للشعب عن الممارسات التي انهكت حياة وارواح ومعيشة اليمنيين وحولتهم الى مجموعات تتصارع فيما بينها واصبح القتل وسفك الدم هو المنجز اليومي للرئيس هادي
اخر منتجات الانتهازية هي انزال الجرعة بقرار انفرادي من هادي ، اما باسندوة فقد رفض ذلك تماما في اخر اجتماع للحكومة اواخر شهر رمضان ورفضها ايضا صخر الوجيه وزير المالية السابق ( وهو بالمناسبة اقوى وانظف وزير مالية تولى المنصب وتم تشويه صورته بإيعاز من هادي لان صخر الوجيه اقسم على تطبيق القانون والالتزام به وهذا هو العقبة التي وقفت امام هادي وشلة الطائشين حوله ) ومررها هادي من خلال تكليفه لنجله جلال باحضار مدير شركة النفط الى منزله وهو من وقع على تحرير المشتقات النفطية من الدعم بدون اي تفويض حكومي وبدون وجود وزير للنفط حينها .
" الجرعة " حقوق خاصة بهادي وشلته وهي جرعة سياسية قبل ان تكون اقتصادية وهي مسرحية هزلية هدفها الاطاحة بباسندوة باقي الوزراء المحسوبين على قوى الثورة التي وافقت على تولي هادي رئاسة المرحلة الانتقالية ، ونسي ان امر بقائه رئيسا بيد هذه القوى وليس بيد ابوظبي!! .
هادي متهم بجريمة التخابر مع دولة اجنبية عملت على تمويل الفوضى والحروب وبإشراف وزير دفاعه محمد ناصر احمد وسيأتي اليوم بل اللحظة التي يتم الكشف عن هذه الخيانة العظمى وستظهر ملفات الاموال التي قبضوها ثمنا لاهدار حياة الاف اليمنيين واهدار الامن والاستقرار ، القادم يحمل مفاجئات ثقيلة ومرهقة على هادي وحينها لن يفلت من العدالة ..