عدة مقابلات أجرتها الإذاعة العبرية مع عدة شخصيات يهودية، وأكاديمية، وسياسية حول اعتذار "أوباما" وعلى مدار نصف يوم لا حديث للمحللين اليهود أهم من هذا الحديث الذي يكشف عن حقيقة الارتباط الوثيق بين الإدارة الأمريكية ودولة إسرائيل، وحقيقة الانقياد الأمريكي للسياسة الإسرائيلية، وأن الرئيس الأمريكي ليس إلا فرداً في مؤسسة تحكمها مصالحها التي أحسن اليهود توظيفها لخدمتهم.
فماذا يقول العرب؟ وهل ما زال فيهم من يحلم بأن تكون أمريكا وسيطاً نزيهاً؟ وهل ما زال هنالك عربي يفكر أن الرئيس الأمريكي سيضغط على إسرائيل، وسيقدم مبادرة سلام تتنافى مع مصالح إسرائيل، وماذا يقول من اختار خط التفاوض، وطالب الرئيس الأمريكي قبل أيام بالتدخل للرد على الاستيطان الإسرائيلي الذي صار اسمه "استفزاز" والذي ترافق مع استئناف مفاوضات التقارب وفق التسمية الإسرائيلية؟ وهل ظل للفلسطينيين أمل أن تحقق لهم المفاوضات أدنى الحقوق السياسية؟ وكيف يشعر دعاة التفاوض، والحفاظ على الهدوء كي لا يضيعوا الفرصة، وكي لا يفكوا طوق الضغط عن إسرائيل، ماذا يشعرون، وهم يرون الفرصة التي حلموا فيها من خلال الرئيس الأمريكي وهي تضيع جهاراً وضعفاً وانصياعاً للإرادة الإسرائيلية التي باتت تحرك القوة اليهودية الضاغطة لتتحكم في القرار الأمريكي؟
تبقى للفلسطينيين أنصار التفاوض طريقاً واحداً لا غير، وهي طريق المصالحة الفلسطينية، والعودة إلى خيار الشعب، والابتعاد عن نهج التفاوض الذي مزق الفلسطينيين، وأعطى للإسرائيليين أوراق قوة إضافية يضغطون فيها على الرئيس الأمريكي، ليضغط بدوره على الفلسطينيين، ويقف ذليلاً معتذراً في حضرة اليهود