أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

الخليج الجديد : محافظة «الجوف» اليمنية تعاني أوضاعا إنسانية حرجة مع استمرار المواجهات المسلحة

- متابعات

نورالدين المنصوري

تعيش محافظة «الجوف» اليمنية وضعا إنسانيا حرجا ومعقدا على وقع معارك عنيفة ومستمرة بين مسلحي جماعة «الحوثي» الشيعية ووحدات من الجيش يدعمها رجال قبائل.

 

وبحسب مسؤول محلي، فقد سقط العشرات من الجانبين أمس بين قتيل وجريح في مواجهات دارت بمديريتي «الغيل» و«مجزر» بالجوف الغنية بالنفط شمال العاصمة صنعاء، واصفا المواجهات بأنها «الأعنف» منذ اندلاعها في مطلع يوليو/تموز الماضي.

 

واندلعت المواجهات على خلفية سيطرة «الحوثيين»، أكبر جماعة يمنية مسلحة،على طرق رئيسية ومناطق استراتيجية تقطع إمدادات وتحركات الجيش اليمني في المحافظة الحدودية مع السعودية.

 

وقد وقعت المواجهات بعد قيام عناصر من «الحوثيين» باختطاف جنود ورجال قبائل من «الجوف» ونقلهم إلى محافظة «صعدة» شمال اليمن معقل الجماعة الشيعية.

 

ومع استمرار المعارك تعيش مناطق عدة بالمحافظة وضعا إنسانيا معقدا في ظل غياب الخدمات الطبية، ونزوح مئات الأسر.

 

وقال مصدر محلي مسئول لوكالة الأنباء الصينية «شينخوا» إن الوضع الإنساني في مديريتي «الغيل» و«مجزر»، ومناطق أخرى في الجوف «سيئ للغاية»، مشيرا إلى أن عشرات الجثث من الجانبين مرمية في مناطق الصراعات وفي الأودية والتباب والشعاب، في ظل غياب المنظمات الإغاثية وفشل وساطات قبلية عدة في انتشالها.

 

وأضاف أن عددا من الجثث بدأت تتعفن نظرا لمرور عدة أسابيع عليها، لافتا إلى أن بعض الأودية تفوح منها روائح كريهة، نتيجة تلك الجثث المرمية.

 

ورصدت منظمة حقوقية محلية في الجوف، نزوح نحو 650 أسرة من مديرية «الغيل»، محذرة من أن الوضع الإنساني حرج ، حيث لا توجد خدمات طبية كافية لمواجهة الحالات الطارئة.

 

وقال رئيس مؤسسة الجوف للإعلام والحقوق «مبارك العبادي»، إن الوضع الإنساني في غاية التعقيد، مشيرا إلى أن المحافظة لا يوجد فيها أي مستشفيات حكومية لعلاج الجرحى، حيث يوجد مركزان طبيان فقط، احدهما خاص والآخر تابع لجمعية الإصلاح الخيرية، بحسب ما يقول «العبادي».

 

 

وأوضح «العبادي» لـ«شينخوا» إن سكان محافظة «الجوف» يعانون من فقر مدقع، وقد فاقمت الحرب الدائرة من معاناة السكان، لافتا إلى انه تم رصد نزوح نحو 650 أسرة من مديرية «الغيل» وحدها.

 

وأضاف أن المحافظة تفتقر لأدنى المقومات الإنسانية، حيث لا يستطيع المركزان الطبيان في منطقة «الحزم» مركز المحافظة استيعاب جميع الحالات، مضيقا أن للدولة مستشفى وحيد في المحافظة وهو مغلق منذ نحو 10 سنوات ، ولا يقدم أي خدمات علاجية حاليا.

 

أشار إلى أن الجرحى يتم نقلهم إلى مستشفيات العاصمة «صنعاء» والى محافظة «مأرب» المجاورة، وبعضهم يفقد حياته في الطريق نظرا لبعد المسافة ووعورتها.

 

ونبه إلى أن هناك غيابا كليا لمنظمات الإغاثة الإنسانية المحلية والدولية، وأن المدنيين يواجهون الموت من كل حدب وصوب.

 

وقالت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي» في اليمن، إنها بصدد القيام بتقييم شامل للوضع الإنساني في محافظة «الجوف» حيث العمليات القتالية جارية.

 

وقالت «ماري كلير» المتحدث الرسمي باسم اللجنة في اليمن، لـ«شينخوا» إنه قبل أسابيع توجه فريق للجنة إلى محافظتي «الجوف»، و«مأرب» للمرة الأولى منذ سنوات، بعدما تم الحصول على الضمانات الأمنية اللازمة للفريق من الأطراف المعنية بالعمليات القتالية الجارية.

 

وأوضحت أن تلك الخطوة جاءت بهدف التحدث إلى السلطات والقبائل وإلى الأطراف المعنية وضرورة تمكين الفريق من القيام بتقييم الوضع الإنساني، مع ضمان آمن، قائلة نحن حاليا بصدد القيام بزيارة شاملة لتقييم الوضع في الأيام المقبلة شرط توفير الضمانات الأمنية.

 

وقالت إنه حتى اليوم تم تقديم مساعدات طبية عبارة عن مستلزمات التضميد لمستشفى الإصلاح في «الحزم»، بالإضافة إلى أدوات جراحية لمعالجة مصابي الحروب، وهي تكفي لمعالجة بين 50 و100 مصاب جراء العمليات القتالية، تبعا لنوع الإصابة.

 

كما قدمت اللجنة الدولية إلى السلطات الطبية المشرفة على المستشفى الميداني في «الغيل» أدوات تضميد لمعالجة الجرحى.

 

وفيما يخص المساهمة في انتشال الجثث، أكدت المتحدثة أن اللجنة الدولية تعتبر هذه المسألة «موضع قلق»، وهي تشجع في حوارها مع الأطراف المتنازعة على العمل لإيجاد آلية خاصة بهم لانتشال الجثث.

 

وأبدت المتحدثة استعداد اللجنة لتقديم الخبرة التقنية والمساعدة في توفير المعدات اللازمة كالأكياس على سبيل المثال لانتشال الجثث.

 

وأشارت «كلير» إلى أن اللجنة الدولية تعمل حاليا على التحضير لزيارة ثانية إلى «الجوف» و«مأرب» لتكوين صورة كاملة للوضع الإنساني بهدف الاستعداد لتقديم المساعدات تبعا للحاجة.

 

وتعد «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، منظمة إنسانية محايدة، من صلب مهماتها الاستجابة للحاجات الإنسانية في أوقات النزاع وحالات العنف وتذكير الأطراف المتقاتلين بواجباتهم في حماية المدنيين والمنشآت المدنية، واحترام قواعد القتال التي ينص عليها القانون الدولي الإنساني.

المصدر : الخليج الجديد

Total time: 0.0611