بدأ مسلحون حوثيون، نحو الساعة السادسة من مساء الخميس، بمهاجمة مبنى التلفزيون الذي يضم محطات (اليمن ـ سبأ ـ الإيمان) الحكومية، بالقذائف، ضمن مواجهات عنيفة اندلعت مع قوات الجيش في الضواحي الشمالية للعاصمة صنعاء.
وقال مسؤول في التلفزيون اليمني، لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين حوثيين استخدموا الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في الهجوم على المبنى، وقامت قوات الجيش (اللواء الرابع حماية رئاسية) المكلفة بحمايته، بالرد على المسلحين.
وأضاف المسؤول، الذي فضّل عدم نشر اسمه، "دوّت انفجارات في ساحة المبنى. لقد كان الهجوم مفاجئاً".
وبثّ التلفزيون الحكومي أغانٍ وطنية، ولقطات متعدّدة لاستعراضات عسكرية، فضلاً عن لقاءات قديمة مع قيادات سياسية تتحدث عن "ثورة سبتمبر" ضد الإمامة، وعن صلابة الجيش اليمني.
وخلال قصف الحوثيين لمبنى التلفزيون، مساء الخميس، ظهر أحد المذيعين في بث مباشر، يرحّب بمشاهديه بالقول: "مساء القذائف والتفجيرات"، وتحدث مراراً عن سوء الوضع في المبنى.
وعاود المسلحون الحوثيون شن هجوم على المبنى مساء أمس، الجمعة، وقال موظفون إن القصف تسبّب في انقطاع الكهرباء عن مبنى التلفزيون، لكنهم استعانوا بمولّد كهربائي لضمان استمرار البث.
وأشاروا إلى أن القناة تعرّضت لأضرار جسيمة في المبنى والأجهزة التابعة لها، لافتين إلى أنه سيتم بث تلك الصور في النشرات المقبلة.
إلى ذلك، أعرب "الاتحاد الدولي للصحافيين" عن صدمته العميقة من "الأخبار المفزعة" عن القصف المتواصل من مسلحي الحوثيين على مبنى التلفزيون، وطالب الاتحاد، في بيان، جماعة الحوثي بالوقف الفوري لهذا القصف، داعياً إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذا القصف الذي بدأته جماعة الحوثي.
وقال رئيس الاتحاد: "ندين بشدة هذا الهجوم المروّع على مؤسسة إعلام حكومية في اليمن". وأضاف: "هذا الاعتداء هو انتهاك واضح للقانون الدولي وجريمة ضد حرية الصحافة وحرية التعبير".
وقال إن الاتحاد الدولي للصحافيين "سيعمل في الايام القادمة مع نقابة الصحافيين اليمنيين لجمع كل الوقائع المتعلقة بهذا الهجوم، وسيبذل كل الجهود الممكنة لضمان ألا تتكرر هذه الاعتداءات مرة أخرى".
وطالبت نقابة الصحافيين اليمنيين، في بيان أصدرته مساء الخميس، جماعة الحوثي بالوقف الفوري للقصف على مبنى التلفزيون الحكومي، وحمّلت جماعة الحوثي "كامل المسؤولية عن حياة وسلامة الزملاء في المبنى".
