أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

صنعاء لم تسقط .. فمن الذي سقط اذا؟!

- عباس الضالعي

عبدربه منصور هادي في خطاب متلفز بث على قنوات غير رسمية اكد للعالم ان صنعاء لم تسقط وهذه حقيقة ، ومن سقط هو هادي ، سقط اخلاقيا ومهنيا وشرعيا وشعبيا ودستوريا ، اسقط نفسه ومكانته .

كل الدلائل والوقائع تؤكد انه صار عبئ ثقيل على اليمن وعلى الجيش وعلى الجنوب وعلى جماعة الحوثي ايضا ، ووجوده لم يعد له جدوى عملية ، وبقائه في منصب رئيس خالي من المرؤسين داخل الوطن، وحاله الحالي عبارة عن دمية على شكل رئيس وظيفته الاجتماع مع جمال بن عمر وسفراء العشر للحفاظ على انتهاك سيادة القرار الوطني الذي يجب ان يغلق هذا الانتهاك .

بقاء هادي لهذه المهمة ستكون مدخلا للمؤامرات على اليمن وتمسك مجلس الامن ودول الخليج به واعتباره الشرعية ماهو الا غطاء لتسويق مؤامرات ضد اليمن.

الشرعية هي للحاكم على الارض اما هادي فلا شرعية له وقد اسقطت شرعيته بفعل كنتيجة طبيعية لضعفه وسوء استغلاله للمنصب وممارسته العبثية وتحوله الى اداة لتدمير البنية المؤسسية للدولة وللمجتمع .

شرعية هادي التي تآكلت كان هو السبب الرئيسي وراء ذلك التآكل لافتقاره الرؤية الوطنية لادارة مؤسسات الدولة واعتماده على عنصر القرابة والمنطقة كما ان هناك سبب يعتبر جوهري وهو محاولته الاستفراد بالسلطة وهذا مادفعه الي سعيه لضرب القوى الوطنية بعضها ببعض وتهميش الحكومة التهميش المتعمد الذي مارسه هادي بحق الحكومة كان سببا رئيسيا (لرخوة) الدولة وانفلات اجهزتها وانتشار الفوضى ، هذه السياسة مارسها هادي عمدا بغرض افشال الشركاء في الحكومة وهو خطأيجب ان ينظر بالنتائج التي ترتبت على هذه التهميش ومنها اهدار دم اليمنيين في كل منطقة في اليمن كما انه عرض اليمن الى مخاطر كثيرة انعكست سلبا على حياة واحوال اليمنيين .

تهميش هادي للحكومة وانفراده بالقرار اثر سلبا على علاقة اليمن الخارجية وحولها الى دولة غير مرغوب فيها ، في الوقت نفسه سلم سيادة القرار الوطني لارادات خارجية محدودة افقدت اليمن عنصر التوازن ما ادى الى إختراقات كثيرة وعلى رأسها اختراق السيادة اليمنية.

باسندوة حين كشف حقائق العبث الذي يمارسه هادي ينطلق من ركائز القوة التي يستند عليها باسندوة وهي الركائز التي يفتقد اليها هادي واهما النزاهة ونظافة يده من المال العام وعدم ممارسته لاي قضية فساد .

هادي مارس ادارة الدولة بطرق خاطئة من خلال تهميش برنامج المرحلة الانتقالية واليتها التنفيذية وانحرافه بمسار الشراكة الوطنية ومساعيه بضرب القوى السياسية فيما بينها بما في ذلك حزبه الذي يعد اكبر شريك في الحكومة هادي فقد شرعيته حين تخلى عن مسار الانتقال وحوله الى مسار عائلي فردي ضيق وتنصله عن مسئولياته ورميها على الاطراف الاخرى كما ان اعتماده على الخارج كليا في ادارة البلاد فإذا اراد اصدار قرار فلابد ان يجتمع بسفراء الدول العشر "رعاة المبادرة " وهذا اعطى صورة عن مدى عجزه وضعفه ودفع بسفراء العشر الى التدخل في شئون اليمن تفكيك مؤسسة الجيش والامن كنتيجة طبيعية للتذمر الذي اصاب المؤسستين ، خطاب هادي الاخير وكلامه عن ماحدث كان ناتج عن مؤامرة خارجية هو ماتعود عليه اليمنيين من هادي الذي يتنصل عن مسئولياته والاعتراف بفشله .

هادي وبعد كل هذا اصبح فاقدا للسيطرة والشرعية ولايوجد لديه اي من مقومات السلطة والحاكم الحقيقي لليمن هي جماعة انصار الله الحوثي ، هادي عبارة عن طائر بلا اجنحة .
اليمن يحتاج الى ترميم لمؤسساته التي دمرها هادي وترميم العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع ، ومن يتولى هذه المهمة سيكون هو الحائز على احترام الشعب له ، انصار الله هم واجهة المسئولية وعليهم التحول نحو البناء ووقف الممارسات السلبية تجاه خصومهم ، لان التمادي يولد الاحقاد وهم بحاجة الى نيل الرضا العامة .

Total time: 0.063