انتهت المهلة المحددة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لاختيار رئيس جديد للوزراء بموجب اتفاق السلم والشراكة الوطنية دون الإعلان عن ترشيح شخصية مستقلة لشغل المنصب, في وقت واصل فيه الحوثيون حملات الدهم والاقتحام في صنعاء مستهدفين خصوما لهم وشركات.
وقال مدير مكتب «الجزيرة» بصنعاء سعيد ثابت إنه تم تداول أسماء مرشحين لشغل منصب الوزراء بينهم مدير منظمة العمل العربية أحمد لقمان, ومندوب اليمن السابق لدى الأمم المتحدة عبد الله الصايلي, ومحمد مطهر نائب وزير التعليم.
وأضاف ثابت إنه قد يتم الإعلان مساء اليوم عن توافق محتمل على اسم الشخصية المستقلة التي سيتم ترشحيها للمنصب إثر المشاورات التي بدأت منذ توقيع اتفاق السلم والشراكة الأحد الماضي.
ونص الاتفاق الذي وقعت عليه الرئاسة اليمنية وجماعة الحوثي وجلّ القوى السياسية اليمنية على أن يتم الإعلان خلال ثلاثة أيام عن الشخصية غير الحزبية التي سيعهد إليها تشكيل حكومة تمثل جميع القوى السياسية خلال شهر من اتفاق الشراكة.
ووقع الاتفاق بعد سيطرة المليشيات الحوثية نهاية الأسبوع الماضي على المقار السيادية والعسكرية في صنعاء، بيد أن الحوثيين رفضوا التوقيع على ملحق أمني بالاتفاق يقضي بسحب مسلحيهم من العاصمة اليمنية.
وفي كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية جمال السلال مساء أمس في الاجتماع الوزاري لمجموعة “أصدقاء اليمن” بنيويورك, اتهم الرئيس اليمني من أسماهم “أركان النظام السابق” وجماعة “أنصار الله” المعروفة بجماعة الحوثي بالوقوف وراء ما جرى للعاصمة اليمنية، في إشارة إلى سيطرة المسلحين الحوثيين على صنعاء.
ودان مجلس الأمن الدولي في بيان استخدام القوة من قبل الحوثيين, ودعا إلى إعادة المؤسسات في صنعاء إلى السلطة الشرعية, مؤكدا مجددا دعمه للرئيس عبد ربه منصور هادي. كما دعا إلى تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية.
وأكدت مجموعة أصدقاء اليمن والولايات المتحدة في تصريحين منفصلين دعمهما للرئيس هادي, وأدانتا استخدام العنف من قبل الحوثيين.
حملة متواصلة
في الأثناء, سيطر مسلحو جماعة الحوثي على مقر شركة “صافر” أكبر شركات النفط في البلاد, وكذلك الشركة اليمنية للغاز المسال بصنعاء. وقالت مصادر يمنية إن الحوثيين طلبوا “إتاوة” من الشركة النفطية مقابل “تأمينها”.
وأفاد مدير مكتب الجزيرة بصنعاء سعيد ثابت بأن المسلحين الحوثيين لا يزالون منتشرين في صنعاء حيث نصبوا كثيرا من الحواجز.
وقال إن هؤلاء المسلحين واصلوا حملة دهم واقتحام منازل لخصوم سياسيين لهم في العاصمة, مشيرا إلى أن انتشار مليشيات الجماعة في صنعاء لا يزال كبيرا رغم أنه خفّ نسبيا مقارنة باليومين السابقين.
وكان الحوثيون اقتحموا منازل لآل الأحمر, وقياديين في حرب الإصلاح, وشخصيات عسكرية وأمنية أيدث الثورة اليمنية مطلع العام 2011.
وفي سياق التطورات الأمنية أيضا, نفى رئيس جهاز الأمن القومي اليمني صحة الأنباء التي تحدثت عن سيطرة الحوثيين على مقر الجهاز في صنعاء، وتحرير سجناء كانوا بداخله بينهم إيرانيان.
وقالت مصادر أمنية يمنية ودبلوماسية عربية في صنعاء إنه تم أمس بالفعل الإفراج عن عنصرين من الحرس الثوري الإيراني إثر ما وُصف بوساطة من سلطنة عمان. وأوضحت تلك المصادر أن الإيرانييْن غادرا صنعاء إلى مسقط على متن طائرة للخطوط الجوية العمانية.
وكانت تقارير ذكرت أن الإيرانيين كانا معتقلين في اليمن بتهمة الضلوع في تهريب أسلحة إلى جماعة الحوثي.