أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

رسالة وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان الى الرئيس القائد بذكرى ثورة سبتمبر

- صنعاء
رفع وزير الدفـاع اللواء الركن/ محمد ناصر أحمد و رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن/ أحمد علي الأشول، برقية تهنئة للأخ الرئيس المشير/ عبدربــــــه منصـــــور هـــــــادي رئيس الجمهورية - القائد الأعلى للقوات المسلحة.. بمناسبة احتفالات جماهير شعبنا اليمني بالعيد الـ52 لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة.. جاء فيها :
 
في الـ26 من سبتمبر عام 1962م أشعل شعبنا اليمني العظيم فتيل واحدة من أعظم الثورات التي غيرت مجرى تاريخه والخارطة الجيوسياسية للمنطقة وأخرجت وطننا من دياجير الظلم والجهل والتخلف والمرض ومثلت البداية العملية لأفول شمس الإمبراطورية الاستعمارية البريطانية.. ثورة جسدت الإرادة الوطنية التحررية للشعب ووضعته على طريق التحديث والتطور والنماء.
 
وفي العيد الـ52 لهذه الثورة الوطنية الغالية التي تتزامن مع قدوم عيد الأضحى المبارك وبعد أن تم التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية بمباركة وتأييد منتسبي القوات المسلحة الذين لن يتوانوا في تنفيذ ما ورد فيه من بنود من شأنها تمكين شعبنا من تجاوز الكثير من العقبات والتحديات وتمنحه دفعة جديدة واقعية ومتقدمة على طريق تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل.. يطيب لنا في قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة أن نرفع إلى فخامتكم أسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات.. أصالة عن أنفسنا ونيابة عن كافة منتسبي مؤسستنا الوطنية الدفاعية الذين يشاركون وطنهم وشعبهم وقيادتهم هذه الافراح ومباهجها بمعنويات عسكرية وثورية عالية وبروح وإرادة وثابة وفية لوطنها، مخلصة لدينها وأمتها، طائعة لربها، مستلهمة، في أداء واجبها أهداف ومبادئ وقيم الثورة وطموحات الشعب وأحلامه وتطلعاته المشروعة في التغيير والتجديد والتحديث.. إيمانهم لا يتزعزع بتجاوز التحديات والمخاطر وبحتمية الانتصار النهائي للوطن، بقدر إيمانهم العميق والراسخ بقدسية المرابطة وأداء الواجب في مواقع الشرف والبطولة وميادين الفداء والتضحية التي يقدمونها يومياً كفرض شرعي وواجب وطني.
 
الأخ الرئيس القائد..
 
سنوات عدة ووطننا يعيش ظروفاً استثنائية ومعقدة متشابكة أزماتها وإشكالاتها وتحدياتها، في مختلف المجالات، دون استثناء.. هذه الأوضاع شكلت في مجملها بيئة غير مستقرة تتجاذبها أهواء ومصالح ومشاريع داخلية وخارجية لا وطنية متعددة ومتناقضة.. المرحلة التي نعيشها اليوم تشكل في بعض ملامحها وخصوصياتها وتناقضاتها التناحرية إعادة لبعض محطات التاريخ لا سيما خلال السنوات الأولى من عمر الثورة بما فيها من صعوبات ومرارة وآلام وأوجاع وطنية بلغ فيها الصراع ذروته الدموية القصوى بين قوى الثورة وقوى الثورة المضادة، بين قوى الحداثة والتغيير والقوى الماضوية الرجعية، وكان فيها مصير الثورة والجمهورية على المحك وفي أتون واحدة من أعظم معارك الشعب والقوات المسلحة ضد أعداء الثورة والجمهورية تخلق المستقبل والواقع الوطني الجديد الذي نعيش حاضره.. وبنفس الإرادة والعزيمة يخوض شعبنا معاركه المعاصرة من أجل التغيير والإصلاح والتحديث ضد قوى الرفض والممانعة والمقاومة وضد مشاريع التخلف والجهل والفساد والإرهاب والفتن.
 
إن معاركنا اليوم لا تقل عظمة وأهمية عن سابقتها، ففيها يتخلق مشروعنا النهضوي اليمني الجديد ودولته المدنية الحديثة وحكمه الرشيد.. يمن تسود فيه لغة الحوار وتحترم فيه ثقافة التنوع والقبول بالآخر.. يمن ينتمي إلى المستقبل صاغ خطوطه العريضة ورسم ملامحه الرئيسية ووضع مداميك بنيانه ومضامين هويته عقل جمعي وطني ورؤية حوارية موحدة، تجري عملية تنفيذها وتجسيدها في الواقع الحياتي بوتائر متسارعة بعضها أضحت حقائق معاشة والبعض الآخر بلغت أطوارها النهائية في الإنجاز وأهمها على الإطلاق: الدستور، وقانون الانتخابات، والسجل الانتخابي الإليكتروني، واستكمال نظام الإصلاح الوظيفي واتفاق السلم والشراكة الوطنية وغيرها من التشريعات التي تشكل في مجملها منظومة الأسس التشريعية القانونية المتكاملة لبناء اليمن الاتحادي الجديد القائم على العدل وسيادة القانون والحريات الديمقراطية.
 
الأخ الرئيس القائد..
 
إننا في قيادة هذه المؤسسة كنا وما نزال نشاطركم مهامكم ومسؤولياتكم الجسيمة في صيانة أمن هذا الوطن وحياة أبنائه وسلمه الاجتماعي ومستقبل أجياله، وقيادة ركبه نحو الغايات التي اختارها وارتضاها الشعب لنفسه.. وفي الوقت ذاته نقاسم الشعب همومه وخياراته وثقته المطلقة التي لا تزعزع في منتسبي هذه المؤسسة.. ونؤكد لكم - ياسيادة الرئيس، ولكل مواطن يعيش تحت سماء هذا الوطن- آهلية منتسبي هذه المؤسسة في حمل الثقة وأداء الواجب.. لا تؤثر في قناعاتهم ولا تغير في مواقفهم رياح الأزمات وزوابعها السياسية والإعلامية.. ولا يمكن لدخانها الكثيف المتصاعد أن يحجب عن أنظارهم رؤية واستقراء المستقبل الحقيقي لوطنهم وشعبهم.
 
الأخ الرئيس القائد..
 
إن احتفالنا بعيد ثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة التي كانت القوات المسلحة الأرضية الخصبة لاستزراع بذورها وحاضنتها، وطليعتها القيادية.. تمثل بالنسبة لنا أهمية استثنائية خاصة تضعنا أمام مسؤوليات تاريخية لا تتعلق، فقط، بحماية هذه الثورة ومبادئها وأهدافها وإنجازاتها ولكن أيضاً الإسهام الفاعل في تجديد روحها والانتصار لمعطياتها وخياراتها وأهدافها الراهنة التي صنعها الشعب، متمثلة في الوحدة والديمقراطية والنظام الجمهوري ومخرجات الحوار الوطني واجتثاث منظومة الفساد ومكافحة الغلو والتطرف والإرهاب والثقافات والولاءات والنزاعات العصبوية الضيقة أياً كانت عباءاتها ومحركاتها الاجتماعية والسياسية والدينية.
 
ثقوا - يا فخامة الرئيس- أن رعايتكم لهذه المؤسسة وتوجيهاتكم وإرشاداتكم وما تسندوه إليها من واجبات ومهام يومية ستظل بوصلة الهداية لجهودنا المضنية ولعطاءاتنا المتواصلة في مجالات الإعداد والبناء العسكري النوعي للوصول بهذه المؤسسة إلى مستوى نوعي رفيع من المهنية والكفاءة والاحتراف والوعي بالمسؤولية الوطنية التي تمكننا من الأداء الناجز لواجباتنا على أكمل وجه.
 
الأخ الرئيس القائد..
 
مرة أخرى نهنئكم ونهنئ شعبنا بمناسبة العيد الـ52 لثورة سبتمبر العظيمة مجددين العهد لكم ولأبناء شعبنا اليمني العظيم بأن تظل هذه المؤسسة الدفاعية درع الوطن وأداته الحيادية في الدفاع عن مصالحه ومكاسبه وحقوقه وتطلعاته المشروعة.. ورهن إشارته وإشارة قيادته الرشيدة، بأننا سنظل نستلهم قيم الفداء والإيثار والعمل المتفاني المخلص للحفاظ على مكاسب الشعب وسيادة الوطن وأمنه وسلمه الاجتماعي.. والتجديد المتواصل لروح الثورة وتعزيز اقتدارها وديناميكيتها في مواكبة تحديات العصر ومتغيراته واحتياجاته المتنامية، وتحقيق أهدافها المعاصرة المتجسدة في مخرجات الحوار الوطني واجتثاث الفساد ومكامن القصور والسلبيات المتراكمة.. ناذرين أرواحنا ودمائنا، في سبيل وطن وشعب سيظل عنوان مجدنا وعطائنا وتضحياتنا، نحمله أمانة في أعناقنا، ونذود عن حياضه وأمنه واستقراره بأرواحنا ونؤمّن مسيرة تطوره الحضاري في رحاب التقدم والحرية والوحدة والسلم الاجتماعي.
 
المجد للثورة والخلود للشعب والوطن..
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
سبأ

Total time: 0.1474