اخبار الساعة - سامي الصوفي
أن الحروب الستة في صعدة واللعب بالورقة الدينية والمذهبية قد وضع اسفين النهاية في كيان الجيش وأداء الدولة وسيطرتها على مهامها وأصبح المواطن في مهب ريح عاتية تتقاذفه في كل اتجاه ولا يجد قسم شرطة يحفظ أمنه ولا محكمة ترد إليه حقه لافتا انه وفي خضم هذه الأجواء كانت أحداث 2011م،والتي جعلت المواطن البسيط يبحث عن ذاته المفقودة لعله يأمن قوته ويحفظ أمنه ويعيش عيشه كريمة آمنة
موضحا ان الفساد كان قد كسب قوته فقد تمكنت قوى سياسية وجماعات متعددة من سرقة الحلم وتمكنت من خلال أيديولوجياتها وشعاراتها من اقتسام الدولة ولكن هذه المرة من خلال القوة والتحالفات السياسية لكل المكونات السياسية في الساحة الوطنية وأعلنت نهاية الفصل الأول لأزمة فبراير 2011م، وظن المواطن خيراً في تلك القوى وزمن ما بعد عام 2011م، إلا أن تلك القوى والأحزاب أثبتت فشلها في إعادة هيبة الدولة وأثبتت فشلها كذلك في تأمين الجانب الاقتصادي والمعيشي والأمني للمواطن طيلة أكثر من عامين
كما اشار التجمع في بيانه انه ووسط هذا الوضع المتردي ظهر عبدالملك الحوثي وجماعته كمنقذين(من وجهة نظر شريحة كبيرة من المواطنين) وتمكنوا من تبني هموم المواطن ورفعوا شعارات عبرت عن همومه وتطلعاته وهكذا بدأ الفصل الثاني من المشهد السياسي لأحداث أزمة 2011م، ولكن هذه المرة بإيقاع أحداثه متتالية وزمن قياسي رافقه مفاجآت ذهل لنتائجها عبدالملك الحوثي أكثر من ذهول علي محسن والإصلاح وأصبح الكل يعيش معادلة سياسية جديدة فرضتها الحالة المزرية للمواطن والنفسية المتردية للجيش والأمن الذين وجدا نفسيهما بين صراع حوثي إصلاحي لا علاقة لهما بالأسباب والنتائج
مشددا على أن طرف ثالث قد لعب دور المحرض لهذه القناعة ... وتمكن الحوثيون من الاقتحام والاستيلاء على المواقع العسكرية لخصومهم كما اعتبر البيان أن دخول الحوثيين إلى صنعاء ليس انتصار ضد الدولة ولكنه بالتحديد انتصار الحوثيون على من انتصر في الفصل الأول من أحداث 2011م، محذرا من تبعات الصراع
قائلا ان خصوم أنصار الله خلال يصفونهم على انهم جماعة مذهبية يدعون أنهم زيديون وهم في الحقيقة اثناعشرية (والخلاف بين المذهبين كبير) وهم ذراع لإيران كما هو الحال بحزب الله في لبنان صورة وأنهم يقولون غير ما يفعلون عملاً بمبدأ التقية مشيرا ان هذه الحركة السياسية الجديدة وحتى نكون منصفون وكوننا مسلمين نؤمن بالظاهر ونحكم بما نرى ونسمع نؤكد أن هذه الجماعة هي جزء من النسيج السياسي اليمني ويحملون مشروع سياسي نتمنى أن يستكمل تكوينه بإعلان نفسه حزب سياسي يمارس نشاطه السياسي كبقية المكونات السياسية اليمنية كذلك ننفي عنه تهمة التبعية لإيران أو غيرها فكل شخصياته وعلى رأسهم قائد الحركة عبدالملك الحوثي تتغلب عليهم الروح الاستقلالية (كما يؤكدون في خطابهم السياسية والإعلامي )من أي تبعية ويكفي هذه الحركة حتى هذا التاريخ الإعجاب الشعبي بمشروعهم الذي لا ينكر فاعليته أحد كما أن جانب كبير من المواطنين يؤكدون نظافة قيادة المجموعة من أي تهمة بالخيانة الوطنية أو بأي مظاهر فساد او ظلم بل أن كل قيادات أنصار الله وعلى رأسهم السيد عبدالملك الحوثي قد أكدوا وفي أكثر من مناسبة أنهم جمهوريون ومع أهداف الثورة اليمنية ويرفضون أي احتكار للسلطة أو إقصى أي مكون سياسي والأيام الآتية ستعزز هذا الرأي أو تنفيه وذلك من خلال الممارسات والمواقف التي سيتبناها هذا المكون من خلال احترامه لما تم الاتفاق عليه في اتفاق السلم والشراكة ويسارعوا في إخراج المسلحين من العاصمة ويسلموا أسلحة الدولة تأكيداً لاحترام الدولة ودستورها ونتمنى أن لا يقعوا كما وقع من سبقهم في التنكيل والانتقام من خصومهم وأن يؤسسوا مبدأ التسامح وتعزيز الوحدة الوطنية بين جميع أبناء الشعب وكذلك مع بقية المكونات السياسية لأن من يريد أن يحكم او يشارك في الحكم عليه أن يعمّر ولا يخرب وأن يسامح ولا ينتقم .
كما خاطب البيان جماهير شعبنا اليمني العظيم باسم اللجنة التحضيرية للتجمع الوطني للعاصمة صنعاء وباسم سكان العاصمة صنعاء الذين يشكلون نسيجاً اجتماعياً لكل أبناء اليمن ويعبرون أصدق تعبير عن تطلعات الشعب لبناء دولة يمنية مدنية يتم بناءها بمشاركة كل أبناء الوطن وبأساس متين عنوانه العدل والمساواة والشراكة الوطنية بعيداً عن التعصبات المذهبية والعنصرية والتبيعة لأي قوى تتعارض مصالحها مع مصالح اليمن وأبناءه فالوطن في السنة الرابعة من هذا الزمن الملعون من كل الشرفاء على الساحة اليمنية قائلا :نقول لمن تلطخت أيديهم بالدماء والصراع السياسي العبثي كفى عبثاً وكفى تآمر على اليمن فلا يمكن أن ينتصر طرف على طرف آخر فقد حان الوقت بعد كل ما تعرضت له بلادنا من ويلات ومآسي أن يتعاون كل فرقاء الصراع مع رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وفي مقدمتهم قائد أنصار الله عبدالمك الحوثي ويعملوا على تنفيذ ما اتفق عليه عبر مؤتمر الحوار الوطني وكذلك اتفاق السلم والشراكة بروح وطنية صادقة تتجاوز الاحقاد والحسابات الحزبية الضيقة وأن يجعلوا أجندة الوطن ومصالحه هي أجندتهم ومصالحهم، وأن يقطع العقلاء والمتفرجون من بعد الصمت ويبدؤا بالمشاركة الفاعلة مع كل الخيرين في الساحة اليمنية والله الله من التأخير في أثبات النوايا الصادقة والتلاعب بالوقت فالمواطن لم يعد في صبره منزع والدولة المنهكة لم تعد مكوناتها قادرة على الصمود والجميع سيلعنون أنفسهم حين تقع الواقعة ولا حول ولا قوة إلا بالله .
عن اللجنة التحضيرية للتجمع
الوطني للعاصمة صنعاء
مطهر تقي
الخميس الموافق 2-10-2014