تسعى أطراف خارجية حثيثا لتحويل محافظات الصحراء اليمنية (البيضاء، الجوف، مأرب) إلى مرتكز لصراع طائفي تُستجلَب فيه القاعدة وتدمج إعلاميا بالقبائل على نحو ما نراه في العراق والشام، وتترتب عليه خطوات وأوضاع سياسية كبيرة في البلاد، ويبرر التدخل العسكري الخارجي الذي تزداد التلميحات والتصريحات الأمريكية بشأنه في الوقت الحاضر.
تقول وكالة "أسيوشيتد برس" الأمريكية إن الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات والكويت يناقشون تشكيل تحالف عسكري لضرب "المسلحين الإسلاميين" مع احتمال تشكيل قوة مشتركة للتدخل العسكري في اليمن وليبيا.
وكانت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية قد أشارت قبل أيام إلى أنها وزملاءها في وزارة الدفاع الأمريكية يواصلون العمل مع شركائهم في التحالف الدولي ليحددوا كيفية اتخاذ خطوات أفضل للرد على تهديد الدولة الإسلامية، وأن هذا "لن يكون بالضرورة متعلق بالدولة الإسلامية فقط، فمثلا يمكن أن يكون لليمن أيضا".
جاء هذا التصريح على خلفية البيان الصادر عن الاجتماع الذي دعا إليه الحوثي مطلقا عليه اجتماع "حكماء اليمن" وحضره شخصيات من جماعته وأخرى موالية لحليفه صالح، وبدا كما لو أن هذا التصريح الأمريكي مجرد دعم للرئيس هادي مقابل التهديدات الآنية التي بات صالح والحوثيون يلمحون بها، لكن الواضح أيضا أن هذه التصريحات الأمريكية تجمع بين الآنية والاستراتيجية، إذ تنمُّ عن ترتيب وتمهيد للتدخل الخارجي في إدارة المعركة، والتدخل المباشر بالطيران على نحو واسع، فضلا عن ما يُفهَم من دخول مصر ضمن التحالف من احتمالات بسط السيطرة المباشرة على المياه الإقليمية المحيطة، وفي المقدمة مياه البحر الأحمر وباب المندب.
ويلتزم الإسلاميون في اليمن الصمت إزاء هذه التلميحات والتصريحات خشية أن تقوم الآلة الإعلامية الأمريكية والحليفة في المنطقة والداخل اليمني بتوظيف رفضهم في سياقات تضر بهم حسب تجارب سابقة قامت فيه هذه الآلة الإعلامية بتصوير رفضهم للتدخل الخارجي دفاعاً عن القاعدة وتعاطفاً معها، وأقطاب الحلف الجديد في السلطة (صالح، والحوثي) الذين أصموا أذاننا -من قبل- بالنواح على السيادة ورفض التدخل الأمريكي والخارجي والضربات الجوية للـ "طائرة بدون طيار" يلتزمون حاليا الصمت إزاء هذه التهديدات، تبعاً لانخراطهم في ذات المخطط الخارجي الذي صنع منهم حلفا في السلطة ومكنهم من صنعاء والمحافظات اليمنية، ويبقى صمت القوى الأخرى غامضاً بحاجة إلى تفسير.