هل زرتم الجبل دائم الإشتعال ؟
( تأخرت في الدفاع عن بحث الإختصاص في المعهد العالي التابع لجامعة كيريل وميتودي
في العاصمة المقدونية " سكوبية " أسبوعاً عن موعده . بسبب سفر المشرف أ . د
قسطنطين بيتكوفسكي إلى أذربيجان . وبعد انتهاء المناقشة التي تمت قبل سبع سنوات
اصطحبته وآخرين من الأصدقاء السياسيين والإعلاميين والأدباء إلى مطعم ليرة الشهير في
حي كاربوش 2 .
استمعت بمواضيع شيقة رواها عن رحلته وهذا كان أحدها ) .
عباس عواد موسى
يقع في شبه جزيرة أبشيرن , على مسافة 25 كم شمال شرق العاصمة الأذربيجانية " باكو " .
يانار داغ أو " ألجبل المشتعل " مقصد سياحي بارز . ولا أحد يتذكر منذ متى بدأ الإشتعال سمته ؟!
في قمة هذا الجبل , حقل غاز , هو سبب ديمومة اشتعاله . وهو يختلف عن أماكن أخرى في البلاد
في أنه يفتقد للمواد السائلة التي قد تجعله ينطفيء .
واتسع طول الجدار المشتعل مع مرور الزمن بفعل بؤرة أخرى سبّبها
تفاعل الماء مع الكبريت .
تجد السكان يغرسون أقدامهم في الماء الساخن لإيمانهم أنه يعالجهم من
بعض الأمراض . وعلى مسافة مئتي متر من الجبل يثور بركان فيقذف
الطين والماء الكبريتي وأيضاً يتواجد المرضى فيه للعلاج .
ومن الأساطير الكثيرة التي تروي قصة الجبل المشتعل إن سيجارة كانت
سبب توقده . فيما تقول أسطورة أخرى إن الذئاب الذكية كانت وراء اشتعاله
وها هي بصماتها موجودة – يقصدون – عن الحفر .
ويميل العلماء للقول : إن الذئاب هم البشر الذين أشعلوا النار في هذا الجبل
المليء بالغاز .
ولأن الجبل يتميز بديمومة اشتعاله بغض النظر عن ظروف الطقس فإن البعض
جعلوه مقدساً . ويقول هؤلاء إن المرضى الذين شاهدوه في المنام كان سبب
شفائهم . والذين يأتونه سكارى يمرضون .
يقول العلماء : ليس يانار داغ هو الجبل المشتعل الوحيد في أذربيجان . فهذا
البلد غني بالنفط والغاز . لكنه أقدم المناطق المشتعلة وأشهرها .
ماركو بولو كتب كثيراً من انطباعاته عن هذه المناطق في القرن الثالث عشر .
ووصفها الكاتب الفرنسي الشهير أليكسندر توماس بالمكان الذي لا يمكن رؤيته
في بقعة أخرى .