منذ الحادي والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي، باتت العاصمة اليمنية صنعاء، فعلياً، تحت الإقامة الجبرية لمسلحي جماعة "أنصار الله" المعروفة بجماعة الحوثي، وأصبح المسؤولون الرسميون، بمن فيهم الرئيس عبدربه منصور هادي، يخضعون لمزاج الجماعة المسلحة، باعتبارها سلطة "الأمر الواقع"، بحسب مراقبين.
وانتشرت جماعات مسلحة تابعة للحوثيين انتشرت، منذ سبتمبر/أيلول الماضي، في شوارع العاصمة صنعاء وحواريها، وأقامت عدداً من نقاط التفتيش، للمركبات والمارة، بالتزامن مع غياب تام لقوات الأمن والشرطة اليمنية في المدينة.
ومنذ ذلك التاريخ لم يغادر الرئيس هادي مقر إقامته في شارع الستين الغربي بصنعاء، المحاط من كل الجهات بمسلحين بلباس مدني، تُطلق عليهم جماعة الحوثي مسمّى "اللجان الشعبية"، الوريث لأجهزة الأمن والشرطة منذ 21 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وتفيد معلومات من مصادر خاصة أن الحوثيين منعوا الرئيس عبدربه منصور هادي من السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتاد على زيارتها سنوياً بغرض العلاج.
إذْ درج هادي على الخضوع لفحوصات دورية في المستشفيات الأمريكية نتيجة معاناة مزمنة من مشكلة في القلب تتمثل في ارتخاء عضلة القلب واحتقانها، ومنعه من السفر يعني أن حالته الصحية ستتدهور يوماً بعد آخر.
وتضيف المعلومات، أن هادي فقد قدرته على التأثير من موقعه الرئاسي وأصبح "رهين المحبسين"، الحوثيين والمرض، وأن تحالف الحوثي مع الدولة العميقة، هو من يتحكم في أمور البلاد.
والمنع من السفر بات واحداً من الأسلحة التي تستخدمها جماعة الحوثي المسلحة في بسط سيطرتها على الأرض، إلى جانب اقتحام المؤسسات ونهب الأختام وفرض مسؤولين جدداً بالقوة، كما حدث في محافظة "إب" وسط البلاد، إذْ عينت الجماعة مدير أمن دون أن يحصل على قرار أو حتى مجرد تكليف من وزير الداخلية، إضافة إلى معلومات تقول إن الحوثيين سجلوا العشرات من شباب الجماعة في الكلية الحربية دون الخضوع لاختبارات القبول ولا الفحوصات الطبية المطلوبة.
وكان مسؤولون في مطار صنعاء تحدثوا في وقت سابق عن تدخل الحوثيين، على نحو متزايد، في تفتيش الركاب بمن فيهم الأجانب، وهو ما حدا ببعض شركات الطيران إلى تعليق رحلاتها لأيام إلى اليمن.
ومنذ 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، تسيطر جماعة "أنصار الله" (الحوثي) المحسوبة على المذهب الشيعي، بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، بينها مقار حكومية مدنية وعسكرية، احتلوها، وتدخلوا في شؤونها المالية والإدارية، كالعودة إليهم في مسائل التوظيف وصرف رواتب ومستحقات مالية، وهو الأمر الذي تكرر مع مؤسسات خاصة مختلفة بينها جامعات.
ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية إيران، بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية، جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران.
ورغم توقيع جماعة الحوثي اتفاق "السلم والشراكة" مع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية خلاف العاصمة.
إرم نيوز